تمكن عناصر الإنقاذ في فوج إطفاء "الرقة" من إنقاذ قطة، بظروف صعبة جداً، حيث قام أحد الصبية بإلقائها داخل منور أحد الأبنية في حي "الثكنة" بمدينة "الرقة"، ويتألف البناء من أربع طوابق، وبعد تلقي نداء الاستغاثة من أحد سكان البناية، هُرع رجال الإطفاء مع سيارة الإنقاذ، والعناصر "عبد الحميد رشاد"، "عبد الحميد حميدي"، "عبد اللطيف العلي"، "محمد المصطفى"، والسائق "مصطفى حبش"، وبعد محاولات متكررة بواسطة الحبل، لم تجدِ نفعاً، وصل الإطفائي "عبد القادر العمر"، الذي خاطر بالنزول إلى داخل المنور بصعوبة بالغة، نتيجة ضيق أبعاد النافذة، ووجود أنابيب لمياه الشرب هناك، حيث قام بإنقاذها، وسط فرحة صاحب المنزل وأطفاله، وقد استمرت عملية الإنقاذ زهاء /45/ دقيقة.
كادر موقع eRaqqa كان حاضراً لعملية الإنقاذ، التي تمت ظهر يوم الجمعة (11/12/2009)، والتقى أولاً الإطفائي "عبد القادر العمر"، الذي تحدث قائلاً: «تلقيت في تمام الساعة الحادية عشر من يوم الجمعة اتصالاً هاتفياً من الزميل "عبد الحميد رشاد" بلزوم حضوري إلى الفوج لوجود حالة طارئة، وبعد نحو /15/ دقيقة كنت في مقر الفوج، حيث أبلغت بوجوب التوجه إلى موقع الحادث، حيث علمت بأن قطة رُميت في منور أحد الأبنية في حي الثكنة.
من أهم مزايا رجل الإطفاء وصفاته الرجولة والشجاعة بدون تهور، إضافة لتمتعه بسرعة البديهة، وتلبية النداء، وعدم التفريق بين الإنسان والحيوان، فالكل لها أرواح. لقد شعرت بالسعادة تغمرني، وأنا أنقذ هذا الحيوان الأليف، الذي كان معرضاً للموت البطيء في هذا المكان إن لم بتم إنقاذه بسرعة
وبعد وصولي إلى الموقع، وجدت زملائي يحاولون إنقاذ القطة من خلال حبل مدلى من نافذة الحمام، التي تبلغ أبعادها /30×30/سم، لكن محاولاتهم باءت بالفشل، عندها قررت الدخول من النافذة، وبمساعدة من الزملاء أدخلت رأسي وذراعيّ باتجاه أعلى المنور، ثم تمسكت بالأنابيب متسلقاً نحو الأعلى إلى أن دخل جسمي كاملاً، ثم بدأت بالنزول إلى أسفل المنور الذي يبعد أكثر من مترين، ووصلت إلى القطة حيث قمت بالإمساك بها وإخراجها أولاً بسلامة تامة، ثم عدت بعكس ما دخلت».
ويضيف العمر قائلاً: «من أهم مزايا رجل الإطفاء وصفاته الرجولة والشجاعة بدون تهور، إضافة لتمتعه بسرعة البديهة، وتلبية النداء، وعدم التفريق بين الإنسان والحيوان، فالكل لها أرواح.
لقد شعرت بالسعادة تغمرني، وأنا أنقذ هذا الحيوان الأليف، الذي كان معرضاً للموت البطيء في هذا المكان إن لم بتم إنقاذه بسرعة».
وتحدث الإطفائي "عبد الحميد رشاد"، قائلاً: «إن عمل فوج الاطفاء هو عمل إنساني، ومعروف إن رجل الإطفاء حذر، وليس بجبان، وشجاع وليس بمتهور، ومن أوليات عمليات الإنقاذ، تأتي إنقاذ الأرواح، ثم الممتلكات، ثم البيئة، وعندما نقول أرواح تشمل كل الأرواح بما فيها الحيوانات.
بتاريخ (11/12/2009) أخبرني مقسم نجدة فوج الإطفاء باتصال أحد المواطنين، يبلغ عن وجود قطة بمنور البناية، فقمت بالاتصال بأحد عناصر فوج الاطفاء لقطع إجازته، والالتحاق بدوامه بفوج الإطفاء، كونه العنصر الملائم لتك العملية وذلك لصغر حجمه، كون أكبر منفذ للوصل إلى القطة التي بداخل المنور لا يتجاوز ارتفاعه وعرضه أكثر من /30/سم. وحضر العنصر الذي كلف بمهمة الدخول إلى المنور، ونفذ بنجاح المهمة الموكلة إليه، وتم إنقاذ القطة».
ويتحدث صاحب البلاغ، المواطن "صلاح النجم"، الموظف في مديرية المالية في "الرقة"، قائلاً: «منذ يومين، قام أحد أبناء الحي برمي القطة، من فتحة المنور، المتوضعة في سطح البناء الذي أقطنه، واستقرت في أسفلة، علماً أن المنور مغطى بشبك من الحديد، ولا يتجاوز أبعاده /50×50/سم، وبما أنني أسكن في الطابق الأول، استيقظت عصراً على صراخ طفلتي الصغيرة "مي"، وهي تحاول أن توقظني من النوم، وهي تردد: «بابا.. بابا.. "بيسة" بالحمام».
توجهت إلى الحمام، لأفاجأ بمواء القطة، وهو يصدر من النافذة المطلة على المنور، وحاولت بصعوبة مدّ رأسي، وأنا أحمل مصباح البطاريات، لأتفحص المكان، وبعد أن تأكدت من وجود القطة أسفل المنور، مددت حبلاً، وربطت بنهايته سلة مصنوعة من مادة "البلاستك"، ووضعت داخلهه قطع من اللحم، وبعد ثلاث ساعات متواصلة، لم أتمكن من خلالها من فعل شيء، يضمن مساعدة القطة.
هذه الحالة استمرت إلى اليوم الثاني، وفي المساء، كنت أجلس بصحبة بعض الأصدقاء في أحد المقاهي، ورويت لهم حكاية القطة، فرَّد عليَّ أحدهم، قائلاً: لماذا لا تتصل بفوج إطفاء "الرقة"، فهم الأقدر على مساعدتك في هذا الموضوع، في البداية ترددت بالاتصال، ظنَّاً مني بأنهم لا يتدخلون بهذه الأمور، وبتشجيع من مكتب "إيسيريا" في "الرقة"، قمنا بالاتصال بهم، وعلى الفور هُرعوا إلى منزلي، وقاموا بإنقاذ القطة، ولا أخفيكم فلقد فوجئت بسرعة تلبية نداء الاستغاثة، وأنا أشكرهم جزيل الشكر، وأتمنى لهم دوام النجاح في إنقاذ الأرواح والممتلكات».
يذكر بأن فوج إطفاء "الرقة"، أشتهر بسرعة تلبية نداءات الاستغاثة، وقدرته على التعامل مع الحرائق والكوارث بسرعة وامتياز. ليس على مستوى "الرقة" فقط، بل على مستوى سورية.