تعتبر آثار "تدمر الكفرونية" من أهم المقتنيات المذهلة التي تمتلكها "الكفرون" وشكلت على مر الزمن وتعاقب الأجيال مقصداً هاماً للعديد من أبناء القرى المجاورة والسياح الذين سمعوا عنها، فبناؤها القديم وحجارتها أعطيا طابعاً خاصاً حتى أصبحت مع الزمن تسمى "آثار تدمر الكفرونية"..

السيد "توفيق نصار" أحد أهالي "الكفرون" حدثنا عنها قائلاً: «بنيت هذه المنازل على نظام العقود وتعرف عليها أهالي "الكفرون" في القرن التاسع عشر وقد بناها أشهر بنائي "الشويرية" اللبنانيين، نسبة إلى مسقط رأسهم "ضهور الشوير" في "لبنان" وتعد هذه المباني أقدم الأبنية في "الكفرون"، حيث كانت سائدة في ذاك الوقت منازل "الغشيم" الترابية بالنسبة للناس من الطبقة المتوسطة، ولكن البعض الآخر كانوا يملكون ثروات كبيرة مما مكنهم من استقدام البنائين من "لبنان" وبناء مثل هذه المنازل الذي يعد أقدمها "الكنيسة" من عام 1892، وبيت "الجداد" في بداية القرن العشرين وبيت "باسيل حنا" وبيت "شاكر الخوري" و"فائق نصار" منذ عام 1912».

وما تزال بعض هذه البيوت مسكونة حتى الآن كبيت "الحداد" الذين انتقلوا إلى "حمص"، ولكنهم يقضون الصيف في بيتهم القديم، وبيت "نعمان باسيل" وهو مجموعة من الأقبية يسكنها حفيده المحامي "فادي باسيل"

وتابع: «وما تزال بعض هذه البيوت مسكونة حتى الآن كبيت "الحداد" الذين انتقلوا إلى "حمص"، ولكنهم يقضون الصيف في بيتهم القديم، وبيت "نعمان باسيل" وهو مجموعة من الأقبية يسكنها حفيده المحامي "فادي باسيل"».

توفيق نصار

ويقول السيد "فادي قشوع" أحد أبناء المنطقة عن هذه البيوت: «هي من أقدم البيوت التي تم بناؤها في "الكفرون" والتي يطلق عليها البعض اسم آثار "تدمر الكفرونية" لأنها بأهميتها وحضارتها بالنسبة لدينا تشبه حضارة "التدمريين" وأهميتها بالنسبة لنا توازي أهمية "تدمر"، وتقع في نقطة رائعة من "الكفرون" وتعد منظراً جذاباً إلى أغلب سياح "الكفرون"، وتعتبر من أهم ما يميز "الكفارين" فهذه البيوت تتميز بشكلها، ويصعب بناؤها الآن إلى جانب التطور الذي يعمنا فسبحان الله كيف كانوا يقومون ببنائها؟ هل من سحر أو هو حبهم لجمال ومتانة أرضهم؟».

ويقول السيد "حبيب ندور": «تحمل هذه البيوت طابعاً عمرانياً خاصاً بأهالي "الكفرون" فهم أول من بنوا بنظام العقدية في هذه المنطقة، ونحن نعتز بهذه المنازل ونعدها من الآثار الهامة والتي يجب التعريف بها أكثر والمساهمة في نقلها إلى كل هواة الآثار، رغم أنها ليست موغلة في القدم، ولكن مع تعاقب الأجيال ستصبح إحدى أهم الآثار في المنطقة».

أحد المنازل

ويقول المهندس "مروان حسن" رئيس دائرة الآثار في "طرطوس" أن كل الأبنية التي بنيت بنظام العقدية تعتبر أثرية، ومن خلال الكشف على بيوت آثار "تدمر الكفرونية" تبين أنها بنيت بنظام العقدية -القناطر- ، وبذلك تكون قد أخذت طابعاً أثرياً.

رغم تهدمه مازال باقيا