تُعتبر أيام العطل الرسمية فرصاً حقيقية يستغلها أهل المدن وخاصة الموظفين والعاملين للتخلص من ضغط العمل وضجيج المدن وتلوّثها للقيام بزيارة الريف ورؤية أهلهم وأقربائهم والسؤال عن أحوالهم.
في ريف منطقة "عفرين" التقى مراسل موقع eSyria بعددٍ من المواطنين الذين كانوا في زيارة إلى قراهم وذلك خلال يومي الجمعة والسبت /4-5/12/2009 سألهم خلالها عن انطباعاتهم بالأجواء في الريف وأهمية القيام بنزهات دورية إليه، فكانت البداية مع الأستاذ "أسعد يوسف"– رئيس قسم التاريخ الإسلامي في متحف "حلب" الوطني الذي قال:
هذه العطلة مفيدة جداً للناس وخاصّة من أهل المدن وذلك من النواحي النفسية والجسدية والصحية فالجوّ مشمس وجميل والهواء منعش ونقي والمناظر خلابة وجميلة وكل ذلك يمنحهم الحيوية والنشاط قبل العودة إلى المدينة ومتابعة العمل
«يتميّز عملي في المتحف بالضغط المتواصل حيث يزورنا يومياً العديد من الزوّار وخاصّةً من السياح الأجانب، ولذلك يجب علينا التواجد في الدوام بشكل مكثف لاستقبالهم وتقديم الشروحات اللازمة لهم حول الموجودات والمقتنيات الأثرية والتاريخية، ولذلك فأنا لم أزر أهلي وأقربائي القاطنين في قريتي "جقاللي جوم" منذ عيد الفطر السعيد».
«لقد استغليت العطلة الأسبوعية لزيارة قريتي "جقاللي جوم" ورؤية والديّ وأشقائي وأقربائي الذين اشتقت إليهم كثيراً، والذي زاد من فرحنا وسعادتنا هو الجو المشمس والجميل الذي ساد أيام العطلة حيث قمنا بالعديد من الزيارات الاجتماعية الريفية وكذلك قمنا بالعديد من الرحلات والجولات الممتعة في الجبال حيث الطبيعة الخلابة وأكثر ما أعجبني هو الخراف الصغيرة التي صوّرتها وهي ترعى بالقرب من أمهاتها، طبعاً الإنسان وخاصّةً من أهل المدينة يحتاج بين فترة وأخرى لزيارة الريف والاستمتاع بطبيعتها الهادئة وهوائها النقي وذلك بهدف التخلص من الضجيج والتلوث وضغط العمل في المدن، وفي نهاية العطلة سيحصل الشخص على النشاط والحيوية وتجديد الطاقة فيعود إلى عمله بكل همة ونشاط».
أما "عرفان عمر" الذي التقاه مراسلنا في قرية "كوردان" حيث كان يحضر مع زوجته وابنه مباراة رياضية بكرة القدم بين شباب قريته وقرية مجاورة فقد قال:
«أنا أعمل في فرن لصنع الفطائر في مدينة "حلب" ومدة دوامنا اليومي في العمل هو /12/ ساعة ولذلك لا نملك الوقت الكافي لزيارة أهلنا في الريف إلا في المناسبات والأعياد والعطل، وقد جئت مع عائلتي اليوم إلى القرية، إضافة إلى أشقائي وزوجاتهم وشقيقاتي وأزواجهن.
تشهد القرى في فترة العطل أجمل الأيام حيث يجتمع فيها جميع الإخوة والأقرباء وذلك في البيت الكبير الذي يسكنه في العادة كبير كل عائلة كالجد أو الأب الذي يقوم بذبح خروف لاستقبال أبنائه المقيمين في المدينة وكذلك ضيوفه القادمون من مختلف الأماكن.
في النهار- والكلام ما زال له- تشهد القرية تبادلاً جماعياً للزيارات وكذلك تًقام المباريات الرياضية بين شباب القرى المتجاورة والقيام برحلات للجبال المجاورة ويلعب الأطفال تحت شجرة السنديان الكبيرة حتى المساء، وفي الليل تُعقد سهرات اجتماعية رائعة وجميلة حيث يلتف الزوّار حول مدافئ الحطب ليتجاذبوا أطراف الأحاديث التي لا تخلو من النكت والطرائف الحلوة والحكايات الجميلة والممتعة».
وختم بالقول: «هذه العطلة مفيدة جداً للناس وخاصّة من أهل المدن وذلك من النواحي النفسية والجسدية والصحية فالجوّ مشمس وجميل والهواء منعش ونقي والمناظر خلابة وجميلة وكل ذلك يمنحهم الحيوية والنشاط قبل العودة إلى المدينة ومتابعة العمل».
وأخيراً قال "عماد محمد" وقد كان يقوم بجولة مع طفليه على دراجته النارية التي يسميها "السنفور": «تعد العطل الرسمية من أجمل أيام حياتنا وننتظرها بفارغ الصبر في المدن كي نقوم برفقة أبنائنا بزيارة الريف لرؤية الأهل وكذلك التمتع بجوه الصحي والجميل، وقاد صادف عطلة هذا الأسبوع كما ترون جو جميل ورائع وهو جو مثالي للتنزه والخروج إلى الطبيعة برفقة الأطفال».
وأخيراً قال "عماد": «أنا أعشق الحياة الريفية والعيش في القرى ولكن ضرورات العمل تفرض عليّ العيش في المدينة، فالحياة في القرى صحية ومفيدة، بينما في المدن الحياة صاخبة ويسودها التلوث البيئي الذي تخلّفه السيارات والمعامل الكثيرة المنتشرة فيها، على كل حال فترة العيد هي فرصة مهمة لتجديد الطاقة والعودة للعمل بهمة ونشاط وبانتظار مناسبات قادمة».