«نقطن في حي "القادسية" وهو من أحياء المخالفات، ويبعد أقرب مركز صحي إلى بيتنا أكثر من واحد كيلو متر، وعندي خمسة أطفال، أكبرهم يبلغ من العمر /10/ سنوات، ولا أستطيع اصطحابهم إلى مركز التلقيح، لذلك نحن ننتظر حملات اللقاح المقررة من مديرية الصحة، ففرق اللقاح تأتي إلى البيوت، وتقوم بإعطاء كامل اللقاحات لأطفالنا، التي تضمن لهم الوقاية من العديد من الأمراض، إضافة إلى توفير الجهد والمال في التنقل لتلقيح أطفالي».
هذا ما ذكرته لموقع eRaqqa بتاريخ (25/11/2009)، السيدة "فاطمة الصالح" وهي تتحدث عن حملة التلقيح الوطنية التي تنفذها الفرق الجوالة للتلقيح، والتي استمرت من (15-19/11/2009).
تنفذ مديرية الصحة خلال السنة عدة حملات للقاح، فهناك حملات اللقاح الروتيني، وتكون بشكل عادي في كل قرية غير مخدّمة بمركز صحي، أي نقوم بحملات تلقيح ثابتة، وتغطى من قبل فرق جوالة، وعلى مدار السنة، ونضع خطة لسير العمل، وهي عبارة عن خطوط، مثل خط "الكرامة" و"حزيمة" و"خنيز" و"المزارع" و"السباهية" و"المنصورة"، ولمنطقة "تل أبيض" خطة خاصة بسبب بعدها عن مركز المدينة، فيضطر الفريق إلى المبيت في المركز الصحي في المنطقة، ويطلق عليه فريق جوال المبيت، ويعمل لمدة خمسة أيام متواصلة، وبعدها يرتاح لمدة يومين، ليبدأ العمل من جديد
وعن هذه الحملة وأهدافها والنتائج التي حققتها، تحدث لموقعنا الدكتور "حمود الموسى" رئيس دائرة الرعاية الصحية الأولية، في مديرية صحة "الرقة"، قائلاً: «التلقيح هو عملية تعريض الجسم للجراثيم أو الفيروسات المسببة للإنتانات بعد إضعافها أو قتلها، أو لأحد منتجاتها، بهدف إحداث استجابة مناعية، تلك الاستجابة التي يقوم الجسم بواسطتها بالتصدي لأي هجوم جرثومي فيما بعد. غالباً ما تتم عملية التلقيح عن طريق الحقن من خلال الجلد، باستثناء لقاح شلل الأطفال، الذي يُعطى عن طريق الفم.
يلعب التلقيح دوراً هاماً في تقليل نسبة الإصابة بالأمراض الإنتانية، وكذلك الوفيات، وخصوصاً عند الأطفال الصغار الذين تقل أعمارهم عن خمس سنوات، وتبدأ عملية التلقيح لدى الأطفال بعد الولادة، أو عندما يبلغ الطفل الشهرين من العمر, وذلك حسب برامج متعارف عليها، ولكن قد تختلف قليلاً من مكان إلى آخر, ولا تقتصر على الأطفال فهناك برامج خاصة بالمراهقين والكبار أيضاً، ويجب الاحتفاظ بجدول لتاريخ اللقاحات التي يتناولها الفرد، والجدول مُصمم لتصنيف اللقاحات الواجب إعطاؤها، وذلك تبعاً لنوع اللقاح، والعمر المناسب لعملية التطعيم».
ويتابع "الموسى" حديثه، قائلاً: «انقسمت الحملة إلى جولتين، الجولة الأولى بدأت بتاريخ (11-15/10/،2009)، وتلتها الجولة الثانية والتي استمرت من (15-19/11/2009) واستهدفت الحملتان تلقيح الأطفال في المناطق الحدودية، وعالية الخطورة، والتجمعات السكانية المتنقلة كالبدو الرحل، والغجر، والعمال الموسميين، والوافدين من الدول المجاورة، مثل العراق، والمناطق منخفضة الوعي الصحي والإصحاح البيئي، والاكتضاض السكاني العشوائي حول المدن، مثل المناطق التي ظهرت فيها حالات شلل رخو حاد.
وشملت المنطقة الأولى في مدينة "الرقة"، بدءاً من شارع "المعتز" وانتهاءً بمنطقة "الرومانية"، والمناطق الصامتة التي لم تبلغ عن حالات شلل رخو حاد خلال العامين السابقين وهي منطقة "الثورة" و"الكرامة" و"معدان"، و"خس هبال"، والمناطق ذات التغطية المنخفضة بلقاح الشلل الفموي، والمناطق الحدودية، وهي "تل أبيض"، والمناطق التي يوجد فيها مزارات دينية، ومناطق اصطياف، ومناطق السكن العشوائي والبادية.
يتوفر لقاح شلل الأطفال لدينا على شكلين، الأول لقاح مُكون من فيروسات مُعطلة ويُعطى عن طريق الحقن، والثاني مُكون من فيروسات مُضعّفة ويُعطى عن طريق الفم، علماُ أن الهدف المتوقع الذي وضع للحملة هو /35356/ طفلاً، ولكننا تجاوزنا هذا الهدف ووصل عدد الملقحين إلى /35274/ طفلاً».
وعن حملات اللقاح في مديرية صحة "الرقة" في الوقت الحالي، تحدث لموقعنا "ظاهر الإسماعيل" رئيس قسم اللقاح في المديرية قائلاً: «تأتي هذه الحملة بالتعاون بين وزارة التربية ومديرية الصحة المدرسية، وتنفذ حملة تلقيح وطنية لطلاب مرحلة التعليم الأساسي من الصف الأول وحتى الصف الثالث الإعدادي، حيث تعطى لقاحات الشلل والثنائي، والسحايا، لطلاب الصف الأول، وتعطى لقاحات الثنائي الكهلي، والحصبة، لطلاب الصف السادس.
هذه الحملة تعدّ من أهم الحملات من حيث عدد الأطفال المستهدفين، والكوادر المشاركة، وهناك فريق يقوم بالعمل والتنسيق والإشراف على الحملة وسير عملها ومراقبة سلسلة التبريد لحفظ اللقاح سليماً، والطريقة الفنية لإعطاء اللقاح، والمكان الصحيح لإعطائه، علماً أن هذه الحملة تستمر لغاية (15/12/2008)، ويعمل فيها تسع فرق جوالة، وكل فريق يحتوي على ثلاثة من الممرضين والممرضات من أصحاب الخبرة السابقة بحملات اللقاح التي تنفذ على مدار السنة».
ويتابع "الاسماعيل" حديثه في ذات السياق، قائلاً: «تنفذ مديرية الصحة خلال السنة عدة حملات للقاح، فهناك حملات اللقاح الروتيني، وتكون بشكل عادي في كل قرية غير مخدّمة بمركز صحي، أي نقوم بحملات تلقيح ثابتة، وتغطى من قبل فرق جوالة، وعلى مدار السنة، ونضع خطة لسير العمل، وهي عبارة عن خطوط، مثل خط "الكرامة" و"حزيمة" و"خنيز" و"المزارع" و"السباهية" و"المنصورة"، ولمنطقة "تل أبيض" خطة خاصة بسبب بعدها عن مركز المدينة، فيضطر الفريق إلى المبيت في المركز الصحي في المنطقة، ويطلق عليه فريق جوال المبيت، ويعمل لمدة خمسة أيام متواصلة، وبعدها يرتاح لمدة يومين، ليبدأ العمل من جديد».