"نبيل حقي"شاعر فراتي، لم تزده زياراته الكثيرة لعواصم العالم الكبرى إلا تعلقاً بسيدة الفرات "دير الزور"، لذا فهو مسكون بكل ذرة تراب، أو إن شئت بكل ذرة عشق لـ"الدير".
وهو من مواليد 1963، يحمل إجازة في الهندسة الإلكترونية من جامعة "حلب" 1992، له مجموعتان هما: "تراتيل للفرات"، و"بطاقات" وله مخطوط بعنوان "ثمة وقتٌ للقصيدة"، eSyria حاور هذا الشاعر من خلال اللقاء التالي:
"نبيل" اسم على مسمى، شاعر مبدع، شعره انعكاس لرقة طبعه وجمال روحه
** شاركت في العديد من الأمسيات والمنتديات الأدبية وكذلك المسابقات الشعرية وفزت في العديد منها، على سبيل المثال أثناء دراستي الجامعية المركز الأول في مسابقة الشعراء الشباب في المركز الثقافي بـ"حلب" من بين أكثر من سبعين شاعراً من مختلف المحافظات في القطر وبالمناسبة كانت المراكز الثلاثة الأولى من نصيب شعراء من محافظة "دير الزور" الودود الولود، كما حصلت على جائزة أفضل مخطوط في "دير الزور" مناصفة مع الشاعر "ماجد الراوي"، وعدة مرات في مسابقة الأديب الكبير "سعد صائب" ما بين المركز الأول والثاني.
** نشرت في أغلب الصحف والمجلات المحلية مثل: "الفرات– الثورة– البعث– الجماهير– الموقف الأدبي". والعربية: "الناقد– الكويت– البيان– القافلة– الوطن السعودية– المنتدى الأدبي".
وورد اسمي في معجم البابطين للشعراء العرب المعاصرين.
** كتبت شعر التفعيلة والعمودي والشعر الشعبي الفراتي. وتأثرت بالعديد من فحول الشعر العربي مثل "نزار قباني" و"محمود درويش" و"النواب".. والذين لا أكل ولا أمل من قراءة شعرهم ففي كل مرة تجد الجديد فيه وتستشعر كم هي كبيرة كلمة شاعر على أمثالنا... وعشقت "السياب" حتى الثمالة، كما ناجيته في العديد من قصائدي:
حوار مع "الفرات و"السياب"
مطر مطر/ كفّي دموعكِ يا سماءْ/ فبعالم النوم العميقِ ستنبت الأحلامْ/ ويموت سعف النخلِ/ إن يروى بأوهام الشتاءْ/ فالكلّ في أقفاصه/ يغفو/ ويحلمُ بالمطرْ...
صرخ الفراتْ/ أنا يا غريب غدوت مثلكَ بين أهلي/ فلأي شيءٍ يا غريبُ لمن تغنّي؟/ ولأيّ شيءٍ يا غريبُ/ لمن أغني؟/ أنا يا غريب/ غدوت مثلك بين أهلي/ مات لحني/ مات لحني/ وبكى الفراتْ/ وبكى الفرات.
** غنيت الغربة وقرأت دفاترها وأنا في أحضان الفرات:
أخرج للشارع مندهشاً/ عيناي تجوبان الأفق وأبحث عن أحد يفهمني/ بالأمس وفي وطني/ ما احتجت إلى لغة تحكي فرحي/ في وطني كانت كل تنانير النشوة تعرفني/ كل دلال القهوة/ كل الهيل/ الطير/ النخل/ وأنكرني الأصحاب....
في الغربة إذ تغفو كل إذاعات الكون/ أظل أفتش عن آخر أغنية تعني الأهل لدي/ كل نواقيس الموت ستعني الأهل لدي/ كل عتابات القهر ستعني الأهل لدي.
بعدها شاءت الأقدار والأمواج أن تقذفني على شطوط الخليج لأجترع مرارة الغربة الحقيقية وأعرف أن ما كتبت عن الغربة هو قطرة في بحر:
مالي وللقلب لا خلٌ ولا طرب/ يبكي كلانا بصمـتٍ دونما صخبُ
مالي وللقلب يعصرني فأزجره/ أن خفف الحزن إني شاعرٌ تعبُ
أموت في اليوم مراتٍ ومراتٍ/ وتولد الروح إذ ما هسهس "الغَرَب"
وأسكن "الدير" عمراً ثمَّ تسكنني/ وتملأ الذهن حارتنا فأنتحبُ
ما كنت يوماً ببكاءٍ ولا حزنٍ/ لكنما الدهر أبكاني فيا عجبُ
بالأمس كنت أغني حالماً فرحاً/ يموسق النهر ألحاني وينطرب
بالأمس كنا سكارى عند شاطئه/ ونجذل الشعر نشواناً فينسكب
نغازل النجم نسمو كي نقبله/ فيأفل النجم خجلاناً وينسحب
ونمسك النجم نجثو قرب هامته/ ونصعد النهد يحرقنا فنلتهب
نخفي عباءته كي يبقى يؤنسنا/ ونلعن الصبح إذ يدنو ويقترب.
وعن هذا الشاعر كان لموقعنا عدة لقاءات مع من عايشه أو قرأ أدبه:
الأستاذ "قاسم القحطاني"، ماجستير لغة عربية، قاص وناقد، قال: «شعر "نبيل حقي" في مجموعته "بطاقات" كالماء السلسال، جميل المنظر وعذب المذاق، يتعامل مع اللغة برقة ولطافة تنمان على لطافة طبعه، ورقة مشاعره، وهو يطوف بالفكرة طوافاً، ويمر بها فيلمح إليها فكأنها تلك الحجرة التي تلقى في الماء فتنداح عنها دوائر عدة».
الشاعر الدكتور "يعرب عزاوي" وصفه بالقول: «"نبيل حقي" صوت شعري فراتي متميز، يمتلك أدوات شعرية لها تفردها، يطوع اللغة عالماً شعرياً خاصاً به، ويعبر عما يريد، ينير بكلماته عوالم مظلمة، يأخذك بقاربه الشعري يشق به بحراً لجيّاً مجدافاه اليراع وشراعه القصائد».
القاص والروائي "محمد رشيد رويلي" تحدث عنه: «"نبيل حقي" رقيق جداً وجزل ويمتلك رؤيا قلما يمتلكها شاعر، تشعر وأنت تقرأ "بطاقاته"، كأنك تقلب سفر الحب والجمال، هذا الشاعر استطيع أن أقول عنه أيضا إنه حنون وشفاف وافتقده منذ زمن في الساحة الأدبية».
القاص "عبد العزيز دروبي" رئيس فرع اتحاد الكتاب العرب في "دير الزور" أضاف: «شاعر رقيق وقدير ومميز، وجدير بأن يقرأ له، أنا معجب به وبما يكتب، أسلوبه بالإلقاء جميل، معاني شعره لها حلاوة وطلاوة».
الأستاذ "آصف الشويخ"، اختصاصي اجتماعي ختم بالقول: «"نبيل" اسم على مسمى، شاعر مبدع، شعره انعكاس لرقة طبعه وجمال روحه».