تقع كنيسة "القنية" القديمة في الجزء الشرقي من القرية على بعد /13/ كم إلى الشمال من مدينة "جسر الشغور" داخل حرم المدفن المخصص لطائفة "اللاتين"، -وكما يُعتقد- فهي من أقدم الكنائس البيزنطية الموجودة في الشرق لوقوعها على طريق الحرير بين "أفاميا" و"أنطاكية"...

والذي سار عليه "بولس" الرسول، إضافةً لقربها من العديد من المواقع ذات الصبغة البيزنطية الخالصة منها مدافن "عين صليب"، وآثار "التل" الواقعة إلى الشمال الشرقي من القرية. ففي لقائه موقع eIdleb تحدث السيد "بشارة بدروس" رئيس بلدية القرية عن هذه الكنيسة ذات الحجارة المتناثرة وبقايا الأعمدة والتيجان فقال: «بنيت الكنسية على الطراز "البازليكي" وهو الطراز الذي بنيت عليه معظم الكنائس البيزنطية القديمة كما "الحصن" في موقع "الكفر" غرب "البارة"، وكنيسة "سرجيلا"، إلا أنها سبقت بعهودٍ هذه الكنائس، وما يدل على ذلك ضخامة الأعمدة "الكورنثية" التي ما تزال بقاياها منتشرةً في أنحاء الكنيسة التي لا تتجاوز مساحتها /40/ متر مربع، وتقسم هذه الكنيسة إلى عدة أقسام، فهي تتألف من رواقين عريضين على الأطراف، ورواق واسع من المنتصف يكون أعرض من الرواقين الذين يحدانه من جهتي الشمال والجنوب، وتتألف الكنيسة من ثلاثة أبواب اثنان من جهة الشمال والباب الرئيسي من جهة الغرب وهو عمودي على "حنيّة" الكنيسة الموجودة في الجهة الشرقية.

أما أرضية الكنيسة فهي مرصوفة بالحجارة، ويُعتقد أنها كانت مغطاة باللوحات الفسيفسائية، وسقف الكنيسة كان سقفاً "جملوني" الشكل (الخشب المغطى بالقرميد الأحمر)، ويستند إلى ساكف خشبي مثبت على التيجان المزخرفة بأوراق النخيل والأعمدة "الكورنثية" الموجودة على طول أروقة الكنيسة وهذه الأعمدة "الكورنثية" موضوعة على قواعد حجرية مربّعة

هذه الحنيّة واسعة وكبيرة، وكانت تحوي في أعلاها "إفريز" مزخرف، وعلى جانبيها غرفتان كبيرتان كانتا مخصصتان للكهّان، وبجانب كل غرفة يوجد عمودٌ مزخرفٌ في أعلاه تاج مزخرف بأوراق النخيل». وأضاف قائلاً: «أما أرضية الكنيسة فهي مرصوفة بالحجارة، ويُعتقد أنها كانت مغطاة باللوحات الفسيفسائية، وسقف الكنيسة كان سقفاً "جملوني" الشكل (الخشب المغطى بالقرميد الأحمر)، ويستند إلى ساكف خشبي مثبت على التيجان المزخرفة بأوراق النخيل والأعمدة "الكورنثية" الموجودة على طول أروقة الكنيسة وهذه الأعمدة "الكورنثية" موضوعة على قواعد حجرية مربّعة»

شكل الكنيسة البازليكي

أما الموقع المحيط بالكنسية فقد أصبح مدفناً لطائفة "اللاتين" التي يشكل أفرادها /70%/ من سكان القرية والذي تعود بعض قبوره إلى عام /1870/، أما عن تاريخ المدفن فقد تحدث السيد "ابراهيم مستريح" أحد أبناء القرية فقال: «لا نعرف إلى أي العهود التاريخية تعود، فخلال تهيئة بعض القبور لدفن الموتى تم العثور على لقى أثرية وجرار فخارية تعود إلى ما قبل الميلاد، وهذا ما كتب على اللوحة الموجودة في ساحة الدير، كما عثر على الذهب عند حفر بعض القبور، إلا أن التاريخ الذي تعود إليه الكنيسة يقترن بوجود المدافن البيزنطية المنقوشة في الصخر في "عين صليب" والتي تحوي على رموز "ألفا أوميغا"، وبعضها قد نقشت رسوم للحيوانات الأليفة ومنها الثور».

وبالعودة إلى تاريخ "القنية"، فهي كلمة "سريانية" تعني الرزق والمال، وبنيت على ثلاث مواقع، أولهما في "رأس الكارود" ثم "رأس التل"، ثم تحولت إلى موقعها الحالي، وهي من أهم القرى الأثرية الواقعة على طريق الحرير.

نقش موجود على أحد التيجان
بعض أعمدة الكنيسة