حرص مهرجان "عشتروت" في دورته الثالثة على أن يكون للفنانين دور هام في فعالياته، فالفن جزء هام من الرسالة الثقافية التي يسعى دار الثقافة بـ"نوى" لإيصالها عبر هذا المهرجان الشعري الذي تتنافس فيه المواهب الأدبية لتفتح نافذة أمل للشعراء الشباب يطلون منها على جمهورهم المتعطش للكلمة الصادقة ذات المعاني الأصيلة.

ولعل اعتذار النجم السوري "عباس النوري" عن المشاركة في المهرجان، وغياب الكلمة المخصصة للجنة الأهلية للقدس عاصمة الثقافة العربية التي كان من المقرر أن تلقيها الفنانة السورية "سوزان نجم الدين" كاد أن يخيم كغيمة رمادية على أمسية المهرجان الأخيرة لولا أن فاجأ النجم "عبد الحكيم قطيفان" جمهور المهرجان بحضوره الذي أعاد الحياة إلى تلك الأمسية، يرافقه النجمان "فاروق الجمعات" و"أمجد الحسين" ونخبة من الشعراء السوريين.

بالطبع ليس هناك أجمل من أن يكرم المرء في بلده وسط من يحب في البلد الذي عاش وترعرع فيه، شكراً على هذا التكريم الجميل، نشكر إدارة المهرجان على هذه الجهود التي صنعت هذه التظاهرة الفريدة من نوعها في المحافظة

وبعد تألق الشعراء بقصائد عانقت قبة الصخرة وعاهدت قدس العرب على البقاء والصمود كرمت اللجنة المنظمة للمهرجان الفنانين الحاضرين في خطوة اعتبرها جمهور "عشتروت" بالمميزة لأنها كرمت نجوم "سورية" في مسقط رأسهم.

النجم "عبد الحكيم قطيفان" مع مراسل الموقع

eDaraa التقى الفنانين بعد التكريم ليرصد مشاعرهم بالتكريم وانطباعاتهم عن المهرجان.

النجم العربي "عبد الحكيم قطيفان" تحدث عن أهمية مهرجان "عشتروت" في ظل الأزمة الثقافية التي يعيشها الشارع العربي فقال: «كل الشكر للقائمين على هذا المهرجان، لأننا اليوم بأمس الحاجة إلى تظاهرات ثقافية تعيد الحياة إلى شارع الثقافة السوري الذي اشتهر في فترات كثيرة، فمركز "نوى" يسعى بمبادرة عظيمة جداً إلى معالجة مسألة هامة وهي مسألة تراجع الثقافة والعلاقة مع الكتاب، تظاهرة "عشتروت" هي حفر بالصخر ضمن هذا المناخ العام الذي يشهد تراجعاً كبيراً بعدد القراء».

الفنان "فاروق الجمعات"

وحول أهمية تزامن المهرجان مع احتفالية القدس عاصمة للثقافة العربية تحدث الفنان النجم "فاروق الجمعات" فقال: «شكراً لهذه التظاهرة الكريمة في هذا البلد الكريم، فالقدس هي أنشودة الوجود أغنية الحياة تختلج بها العواطف تسمو بها الأرواح هي لحن تعالى منذ القدم وستبقى حتى العدم لاستمرار الحياة لا شك أن مهرجانات كهذه تقرب المسافة بين هذا الشعب الذي ركب هذا الجرح العظيم وأدرك معنى الشهادة مهما قلنا لن نوفي هذا الشعب حقه شكراً لمن صنع هذا اليوم الأغر، لأن إقامة المهرجان متزامناً مع احتفالية القدس يعني أننا لم ولن ننسى جرح القدس ذلك الجرح المؤلم الذي طال ألمه».

وعن أهمية هذا التكريم للنجوم المشاركين تحدث الفنان السوري "أمجد الحسين" فقال: «بالطبع ليس هناك أجمل من أن يكرم المرء في بلده وسط من يحب في البلد الذي عاش وترعرع فيه، شكراً على هذا التكريم الجميل، نشكر إدارة المهرجان على هذه الجهود التي صنعت هذه التظاهرة الفريدة من نوعها في المحافظة».

الفنان "أمجد الحسين"

ويختتم الفنان التشكيلي "محمد بخش" بالحديث عن الدور الذي يلعبه الفن والثقافة بإيصال الرسائل إلى العالم فيقول: «الفن والثقافة رسالتان متلازمتان في إيصال أي رسالة إلى العالم وطبعاً حضور الفنانين اليوم إلى جانب الشعراء الشباب والمخضرمين ما هو إلا دليل واضح على أننا نجتمع اليوم لنقول أن القدس هي عاصمة الثقافة الأبدية وليست لعام واحد وحسب فهي التي علمتنا ثقافة المقاومة ثقافة الحجر الذي يطرد المستعمر.. ثقافة الحرية».