حين تم الاعلان في الثامن عشر من أيلول الماضي عن إلغاء سمات الدخول بين سورية وتركية، اعتبر المحللون والمراقبون بأن هذا التاريخ سيكون فاتحة لمزيد من العلاقات المتطورة بين البلدين، سيما وأنها شهدت قفزات كثيرة في السنوات الأخيرة ، وبعيداً عن التقارب السياسي فإن هذه العلاقات عبرت عن نفسها من خلال زيادة حجم التبادل الاقتصادي الذي وصل إلى حدود 2 مليار دولار.
وفور اعلان قرار الغاء سمة الدخول تنشطت حركة النشاط السياحي بين البلدين، ولا سيما من جهة النشاط الملحوظ لشركات السياحة التركية التي وجدت في السوق السوري بوابة لاستقطاب 320 مليوناً أي سكان الشرق الأوسط.
نأمل أن يستفيد السوريون من التجربة التركية خصوصا أن "سورية" تمتلك مقومات سياحية هامة
الوجود التركي كان مكثفاً ومنظماً في المعرض الدولي للسياحة والسفروالرحلات الذي تستضيفه مدينة المعارض "السورية" في الفترة الواقعة بين الثالث والسادس من شهر تشرين الثاني الحالي، حيث حجز الأتراك جناحهم قبالة البوابة الرئيسية،وتوزعت الجهات التركية الخمسة والعشرين المشاركة لتقديم عروضهم والاطلاع على الفرص.
السيد "وهيب أوزمير" الملحق الثقافي والاعلامي في "سفارة الجمهورية التركية بدمشق" أوضح بأن 25 جهة تركية تمثل شركات سياحية، ورحلات وفنادق من عدة مناطق تركية، جاؤوا باحثين عن فرص استثمارية في سورية"
السيد "أوزدمير" اعتبر بأن سورية بيئة جاذبة للاستثمار السياحي مضيفاً" "كما ندرك مكانة تركية لدى المواطن السوري كمقصد سياحي"،
أما عن الأثار الملموسة بعد شهرين على إلغاء سمات الدخول بين البلدين فيقول: «العام الماضي بلغت نسبة الزائرين من سورية لتركية 410 آلاف سائح، يقابلهم 320 ألف تركي دخلوا سورية، ومن المتوقع أن يتم مضاعفة هذا الرقم في المدى القريب»
مشاريع مستقبلية
«الشريط الساحلي السوري» هكذا يحدد الملحق الثقافي والاعلامي الوجهة التي تتجه أنظار المسثمرين الأتراك إليها في مجال الاستثمار السياحي، حيث يحتاج هذا الشريط لكثيرمن المشاريع التي من الممكن أن تجعله أكثر جذباً، ويضيف: «نأمل أن يستفيد السوريون من التجربة التركية خصوصا أن "سورية" تمتلك مقومات سياحية هامة».
من جهته أوضح السيد "لونت أويانكر" مدير التسويق في مجموعة بايندر الصحية – أحدى أكبر المشافي التركية- بأن هناك مشاريع مستقبلية في مجال التعاون الطبي السياحي بين البلدين ، أولى هذه المشاريع سيكون خلال شهر كانون الأول حيث تم التنسيق لعقد "الأيام الطبية السورية التركية" برعاية وزارتي الصحة في البلدين.
وأضاف «هذه أولى الخطوات العملية للتعاون وهناك مشاريع كثيرة لتبادل الخبرات والتعاون في مجال السياحة الطبية، لا سيما وأننا نعلم أن "سورية" يمكن أن تكون مقصداً للسياحة الطبية لكثير من الدول المجاورة ففيها ينابيع مياه كبريتية غنية وصالحة للاستشفاء».
أما السيدة "كولجين كوينر" مديرة الجمعية الترويجية لمنطقة ألانيا التركية، والتي جاءت لحضور المعرض الدولي للسياحة والسفر نظراً لما يشكله هذا المعرض من فرص حقيقية للتواصل مع الفعاليات السياحية، وتضيف: «عقدنا عدة اجتماعات مهمة مع شركات ومكاتب سياحة وسفر، ولمسنا نية جدية لبناءعلاقات مشتركة»، وتحدد السيدة "كوينر الهدف الرئيس للمشاركة برغبتها التنسيق من أجل ملتقى خاص بتفعيل العلاقات السياحة المشتركة حيث تقول" «سنبحث مع القطاع الخاص ومكاتب الطيران والشركات السياحية والغرف السياحية الموجودة في سورية آفاق التعاون المستقبلي»،أما أولى ثمار التعاون على أرض الواقع فهو التنسيق مع أحد مكاتب السياحة "السورية" لزيارة وفد ألماني إلى تركية مرورا ًبالأراضي "السورية" خلال الأيام المقبلة.
يذكر أن "تركيا" حالياً في المراتب الأولى بين الدول المستثمرة في "سورية" بواقع 900 مليون دولار تتجه بمعظمها نحو القطاع الصناعي،إضافة إلى برامج التعاون والتبادل الثقافي بين البلدين وتبادل الخبراء في مجال السياحة.