في حفل بهيج ضم الأهل والأحباب تم تخريج الدفعة الأولى من طلاب كلية الحقوق في محافظة "الحسكة"، esyria وكما عودتكم كانت سباقة لنقل هذا الحدث الجديد كلياً على المحافظة، حيث التقت بالمتفوق "علي برهو الحسين" الحاصل على الترتيب الأول بين زملائه حيث قال:

«أنا من أسرة متوسطة الدخل، والدي ووالدتي أميين، وتبنى أخي الكبير"حسين العلي" موضوع دراستي بكل تكاليفها، درست الفرع العلمي لشغفي بالهندسة المعمارية، ولكن مجموعي العام لم يؤهلني لدراسة هذا الفرع، فاتجهت إلى دراسة الحقوق، لأنها كانت الرغبة التالية بعد الهندسة، فأخذت أسال عن مميزات هذا الفرع وعن صعوباته، حتى أستطيع أن أنجح فيه، ولكن انتابني إحباط للوهلة الأولى من وصف هذا القسم، ومدى الصعوبة فيه، ولأني أحبه قررت دخول معترك القانون، فوجدت أن الكلام الذي سمعته هو الخطأ بعينه، فالمعروف عن هذا الفرع إنه من أصعب الفروع الأدبية، ولكن ما لمسته كان النقيض، لأن الحقوق هو فرع يعتمد على الفهم أولاً ومن ثم الحفظ، وهو الخطأ الذي يعترض زملائي الذين يحاولون حفظ المادة قبل الفهم».

كنت أتكئ على بيت شعر أستخدمه لإثارة همتي وشحذ عزيمتيي

***كيف كنت تدرس؟

يقول "علي": «عندما دخلت كلية الحقوق آمنت وقتها أنها قدري المحتوم، فقررت أن أجتهد في الدراسة لعدة أسباب، منها أنني أحب أن أكون متميزاً عن زملائي، خصوصا وأن كلية الحقوق تستوعب أعداداً هائلة، وأيضاً من باب رد الجميل للأهل الذين ورغم دخلهم المحدود لم يدخروا أيّ شيءٍ في سبيل تفوقي».

صورة لبعض المتفوقين

ويضيف "علي": «كنت أعتمد على ثلاث نقاط أساسية في الدراسة

1- مصدر الدراسة الوحيد هو الكتب وليس المحاضرات التي يكتبها الطلاب لتباع في المكتبات.

علي برهو الحسين

2- كنت أحضر كل المحاضرات دون إستثناء مهما كان نوعها على عكس بعض الطلاب الذين يفضلون البقاء خارج المحاضرة.

3- وكنت أقرأ محاضراتي يوم بيوم، حتى لا تتراكم علي الدروس.

علي برهو في محل صديقه

بهذا البرنامج الذي طبقته على مدار الأربع سنوات، كنت أجد متسعا من الوقت لحياتي الاجتماعية».

كما أود القول: «إن أكثر شيءٍ كنت أقاتل من أجله، هو أن أكون مشمولاً بالمرسوم رقم /52/ لعام 2006م، والقاضي بتعيين الخريج الأول من الدفعة معيداً في الكلية التي تخرج منها، ولن يفوتني أن أنحني إجلالاً وإكباراً وتقديراً لكادر المدرسين، الذين كانوا يتابعوني خطوة بخطوة حتى أحسست أني بين أهلي».

** لماذا اخترت الحقوق بعد الهندسة؟

يجيب "علي": «أولا لأنها الأوفر حظاً في إيجاد فرصة للعمل، وثانياً على مدار حياتي رأيت أناساً مظلومين وقد ضاعت حقوقهم، ليس لشيءٍ ولكن لجهلهم في القانون، واستغلال الطرف الآخر هذا الجهل لسلبهم حقوقهم، فأردت أن أكون ممن ينورون هؤلاء الناس البسطاء، إضافة إلى أنني لا أملك إلا الدراسة لتكوين نفسي، وهذا الفرع يعطني دخلاً جيدأً في المستقبل، والعامل الآخر هو تميز رجال القانون في المجتمع، وهذا برأيي يكفي لاختيار هذا الفرع من الدراسات».

*** هل قطفت شيئاً من ثمار التفوق فبل التخرج؟

يقول"علي": «إن أول الثمار كان اهتمام أساتذتي بي بشكل خاص، وأن تكون مثل يحتذى به بين الطلاب هذا وحده أمر عظيم، الأمر الثاني تم اختياري مع دفعة من الزملاء للذهاب إلى مصر في دورة تدريبية لمدة شهر كامل، من خلال "برنامج التعاون الطلابي بين الجامعات العربية، كان شعوري بالفرحة وقتها لا يوصف، إنه لشرف عظيم أن أمثل جامعتي في مصر، إضافة إلى ذلك أنني لم أكن أتوقع أن أزور أي بلد وأنا طالب، نظراً لان امكانياتي المادية محدودة».

وأضاف "علي": «أعجبتني فكرة أن تطلع على البرنامج التدريسي في بلد آخر، وأن ترى الإختلاف في آليات التدريس ومستوى التعليم، وعلى الرغم من الإنفتاح العلمي الذي تعيشه مصر، وجدت أننا لا نقل عنهم وإستطعنا أن نعكس صورة مشرفة عن جامعة الفرات رغم حداثة عهدها، بشهادة الأساتذة المصريين ، وحصلنا على شهادات تقديرية ودروع تذكارية من كلية الحقوق في جامعة"طنطا"، لاجتيازنا الدورة التدريبية بنجاح».

يقول"علي": «كنت أكرم على مدار الأربع سنوات في الجامعة، وهذا أمر صعب على أي إنسان، لأن المحافظة على النجاح أصعب من النجاح نفسه، لأني أؤمن بحديث الرسول الكريم"إن الله ورسوله يحبان إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه"، وهذا ينطبق على جميع الطلاب، وأنا أنصح الطلاب بتقديم الدراسة على أي شيء في الحياة، ليس المقصود أن تكون شغله الشاغل، ولكن أن تكون في أول الأولويات».

ويضيف "علي": «أتمنى أن يكون تكريمنا واحتفاء الناس بنا، حافزاً للطلاب، لا لكي يتفوقوا فقط، ولكن ليكونوا أفضل منا فهذا فخر لنا ولبلدنا، فالأمم لا ترتقي إلا بالعلم، ولأن كل إنسان مهما كبر أو صغر فهو يحمل من الطاقة الشيء الكثير، ولكن المطلوب منا هو معرفة استثمار هذه الطاقة».

ويختم "علي" حديثه قائلاً:

«كنت أتكئ على بيت شعر أستخدمه لإثارة همتي وشحذ عزيمتيي». يقول: "لا تحسب المجد تمراً أنت آكله لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا".