من روائع دمشق أسواقها التي كانت وما تزال مركزاً تجارياً في مدينة معروفة بموقعها التاريخي والتجاري المهم على طريق الحرير حيث تربط الشرق بالغرب، إضافة إلى مهارة أهلها في الصناعة والتجارة فكانت محط القوافل التجارية من مختلف المناطق والبلدان.

وكلما دخل دمشق حكم جديد زادت أسواقها واتسعت حتى لا تكاد تحصى لكثرتها ولتخصصها ببيع منتجات معينة, وما سوق "القلبقجية" إلا واحداً من هذه الأسواق الكثيرة التي تفرعت عن السوق الكبير "سوق الحميدية".

موقع eSyria بتاريخ 20/10/2009، زارت هذا السوق وأجرت لقاء مع السيد "أيمن طباع" صاحب أحد المحلات فيه، والذي حدثنا عنه بقوله: «هو سوق قديم يتفرع عن سوق الحميدية الكبير، كما انه أصغر الأسواق التجارية في دمشق وأقصرها، طوله لا يتجاوز 75 متراً، يبدأها من نهاية "سوق الخياطين"، حيث يفصل بينه وبين هذا الأخير شارع الطبيب "محمد عثمان العائدي" - وهو طبيب سوري حارب تتريك اللغة العربية للحفاظ عليها ويعد هذا الطبيب من المساهمين في بناء الجامعة السورية, أما نهايته فهي عند بداية "سوق الحرير"-، والذي يمثل عقدة وصل في قلب مدينة دمشق ومنه تستطيع الوصول إلى أهم أسواقها مثل "البزورية", وساحة "الحريقة", وسوق "مدحت باشا" وسوق "الحميدية".

السيد "أيمن طباع"

أما عن سبب التسميته فتعود إلى لفظة "القلبق" وهي كلمة تركية معناها "لباس الرأس العسكري للجيش الانكشاري" حيث كانت محلاته متخصصة ببيع ذاك اللباس العسكري لأنه بني في عهد العثمانيين بأمر من قبل والي دمشق».

وأضاف السيد "طباع": «السوق قصير وضيق تتلاصق محلاته الصغيرة وهو مبني من الحجارة الصخرية، ومغطى بسقف معدني متين فيه فتحات للتهوية والإضاءة وقبل نهايته من الجهة اليسرى يوجد مسجد قديم يضم مدرسة يسمى باسم السوق "جامع القلبقجية" وعلى واجهة المسجد هناك مجسم خشبي على هيئة مئذنة كما يلحق به أيضا جمعية خيرية».

واجهة جامع القلبقجية

وعن المنتجات الموجودة في السوق قال: «يتخصص سوق القلبقجية حالياً ببيع مختلف أنواع الأقمشة والألبسة والعطورات وتجهيزات العرائس، كما يباع فيه مختلف أنواع القطنيات المصنوعة محلياً والمستوردة، ويوجد فيه بعض المحلات المتخصصة في بيع لوازم الخياطة وكلفها».

السيدة "صفاء القدة" إحدى المتسوقات قالت: «هذا السوق يلبي كافة احتياجات المرأة فهو متخصص ببيع لوازم النساء والبعض يسميه "سوق النسوان" لأنه أحد أجزاء سوق "تفضلي يا ست"، لذلك نجده مزدحماً بالنساء أكثر من الرجال وأنا أفضل التسوق منه لأنني أجد كل ما أرغب به».

سقف السوق

السيد "شامل سعد الدين" يملك احد المحلات قال: «أعمل في هذا المحل منذ 35 سنة، وكان والدي وجدي قد عملا فيه طوال حياتهما، فهو مصدر رزقنا لذلك لا أفكر أبداً في بيع هذا المحل لأنه سوق أثري هام يرتاده آلاف الناس يومياً من مختلف الجنسيات والدول».