«تشكّل بوابة "تل أبيض" الحدودية حلقة هامة في العلاقات الاقتصادية السورية التركية، وتكمن أهميتها في توسطها للحدود بين البلدين، ومن هنا جاء إحداثها بوابة من الدرجة الأولى، وكان لافتتاحها الأثر الكبير في تنامي العلاقات الاقتصادية بين البلدين، وزيادة حجم التبادل التجاري، وسهولة انسيابية السلع بينهما، كما زادت من أعداد القادمين عبر البوابة لمختلف الأغراض السياحية والتجارية، وكان لها دورها في توأمة محافظة "الرقة" مع ولاية "أورفة" التركية، في جميع الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
يمكن تلمس الآثار الإيجابية لافتتاح البوابة في مناحٍ عدة، تتجلى في توفيرها لفرص عمل واسعة، وتنشيط القدوم السياحي، وتهيئة المناخات الجاذبة للاستثمار، وتعزيز العلاقات بين رجال أعمال البلدين، وإتاحة فرص التبادل الثقافي، وتوفير الأجواء المناسبة لتبادل زيارات الأقارب بعد إلغاء سمة الدخول بين سورية وتركيا، إضافة لاختصار المسافات للشاحنات القادمة من أوربا عبر تركيا إلى سورية ومنها إلى دول الجوار».
بالتزامن مع إنشاء البوابة الجديدة، نفّذت المؤسسة العامة للمواصلات الطرقية، طريقاً جديداً يربط البوابة مع مدخل المدينة الجنوبي, وهو عبارة عن محلق خارجي يمر بأطراف "تل أبيض" من الجهة الغربية، والغاية منه منع الازدحام المروري الذي قد تخلقه السيارات الشاحنة القادمة من تركيا، في حال مرورها ضمن شوارع المدينة الرئيسية، ويبلغ طول الطريق /3,7/ كم، وكلفته الإجمالية /41/ مليون ليرة سورية، ونُفذ على حارتين /7,5/ × /7,5/م، مع جزيرة وسطية /4/م، وأرصفة على جانبي الطريق /2,5/ × /2,5/م
ذكر ذلك السيد "ويس العلي"، مدير بوابة "تل أبيض" الحدودية، وهو يتحدث لموقع eRaqqa بتاريخ (17/11/2009)، عن الآثار الإيجابية لافتتاح البوابة، على كافة الصعد الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
وحول توصيف البوابة، وموقعها العام، أضاف "العلي"، قائلاً: «تبلغ الكلفة الإجمالية للبوابة نحو /650/ مليون ليرة سورية، وتقع على مساحة /107/ دونمات، وجرى الافتتاح الجزئي لها مطلع عام /2008/، وذلك بعد إنجاز الهنكارات الأربعة، وبوابتي الدخول والخروج، وتصوينة الموقع العام، وكافة أعمال البنى التحتية، من إنارة وطرق وأرصفة وأردفة وساحات ومسطحات خضراء، والمرافق التجميلية الأخرى.
خلال الافتتاح الجزئي للبوابة، تم تسيير العمل من خلال الأبنية مسبقة الصنع، وجرى لاحقاً إكمال بناء المبنى الإداري المؤلف من أربعة طوابق، والمباني الملحقة، أما الأعمال المتبقية فهي السوق الحرة، مكاتب التخليص الجمركي، استراحة المسافرين، ومن المتوقع إنجاز المبنى الإداري لقسم الشحن، والسكن الخاص بالعاملين في البوابة خلال عام /2010/، كما يجري استملاك أرض بمساحة /100/ دونم إلى الشرق من مركز البوابة، لاستخدامها كساحة توقف للسيارات الشاحنة».
وعن دور البوابة في تنشيط الحركة التجارية بين البلدين، ودعم الخزينة العامة، يتابع مديرها، قائلاً: «بلغ مجموع إيرادات المركز خلال عام /2008/، نحو مليار و/820/ مليون ليرة سورية، وذلك لقاء الرسوم المحصّلة من استيراد مادة الإسمنت الأسود، وعبور السيارات السياحية والمسافرين، وقد ساهمت البوابة بتحقيق فرص عمل واسعة، من خلال تواجد مكاتب لشركات النقل والمخلّصين الجمركيين، وتشغيل أكثر من /60/ سيارة عامة عبر المنفذ، إضافة إلى زيادة عدد الموظفين الإداريين في البوابة، ودخول عدد كبير في ميدان العمل التجاري.
سهلت البوابة دخول وخروج المسافرين من كافة الشرائح، حيث قارب عدد القادمين في النصف الأول من العام /2009/ نحو /48/ ألف قادم، ونحو /49/ ألف مغادر، مقارنة مع النصف الأول من عام /2007/، حيث بلغ عدد القادمين نحو /12600/ قادماً، مقابل /12500/ مغادراً، ليرتفع هذا العدد خلال النصف الأول من عام /2008/، ليصل إلى نحو /23/ ألف قادماً، و/24/ ألف مغادراً».
وأضاف "العلي"، قائلاً: «بالتزامن مع إنشاء البوابة الجديدة، نفّذت المؤسسة العامة للمواصلات الطرقية، طريقاً جديداً يربط البوابة مع مدخل المدينة الجنوبي, وهو عبارة عن محلق خارجي يمر بأطراف "تل أبيض" من الجهة الغربية، والغاية منه منع الازدحام المروري الذي قد تخلقه السيارات الشاحنة القادمة من تركيا، في حال مرورها ضمن شوارع المدينة الرئيسية، ويبلغ طول الطريق /3,7/ كم، وكلفته الإجمالية /41/ مليون ليرة سورية، ونُفذ على حارتين /7,5/ × /7,5/م، مع جزيرة وسطية /4/م، وأرصفة على جانبي الطريق /2,5/ × /2,5/م».
وعن الفرص الاستثمارية والتجارية التي أتاحتها البوابة، يحدثنا السيد "أحمد الشلاش"، رئيس غرفة تجارة وصناعة "الرقة"، قائلاً: «جاء إحداث بوابة "تل أبيض" الحدودية، متزامناً مع الأجواء الإيجابية التي تسود العلاقات الاقتصادية بين سورية وتركية، وفي محافظة "الرقة"، بدأنا نشهد بوادر هذه العلاقات وتناميها، بعد افتتاح البوابة، من خلال الوفود التجارية، ومؤتمرات رجال الأعمال المتبادلة بين "الرقة" وولاية "أورفة"، وكان من نتائجها استثمار شركة "غونيش" التركية معملاً لإنتاج الإسمنت في منطقة "عين عيسى".
منذ فترة وجيزة زار وفد من غرفة تجارة "أورفة" نظرائهم في محافظة "الرقة"، وجرى تبادل وجهات النظر حول أهم الاستثمارات المشتركة التي يمكن المباشرة بها، في ظل المناخات الجاذبة، والإعفاءات الضريبية المتربة على الاستثمار في المنطقة الشرقية، وأهم المشاريع التي تشكل عوامل جذب لرأس المال التركي، وتجد تربتها الخصبة في محافظة "الرقة"».