«إن اللهجة المحكية في مدينة "إدلب" تتميز بأنها لهجة مرققة, ففي "حلب" مثلاً يقولون عن الماء "مي" بتفخيم الميم, أما في "إدلب" فنقول "مي" بترقيق الميم, وهناك عدة كلمات بمجرد لفظها يعرف قائلها بأنه من "إدلب" منها: "مي", "أشو" (ماذا), "إكعشو" (أمسكه), "خاي" (أخي)».

هذا ما قاله الباحث "عبد الحميد مشلح" أثناء حديثه لموقع eIdleb عن "اللهجة الإدلبية" المحكية ويتابع: «كذلك تتميز"اللهجة الإدلبية" عن باقي لهجات القطر بالإمالة, أي كسر الحرف قبل الأخير فمثلاً نقول "أحمد" بكسر الميم بدلاً من "أحمد" بفتحها, "مدرسي" بدلا من "مدرسة", و"موسي" بدلا من "موسى", وهكذا كذلك تتميز بقلب القاف همزة, فنقول "آل" بدلا من "قال", و "ألم" بدلا من "قلم"».

إن تأثر اللهجة الإدلبية باللغة "السريانية" واضح, فهناك عدد كبير من الكلمات تعود بجذورها إلى اللغة "السريانية" نذكر منها "مي", "شتلي" (نبتة صغيرة), "أشو"

وعن مدى تأثر "اللهجة الإدلبية" باللغات يضيف: «إن تأثر اللهجة الإدلبية باللغة "السريانية" واضح, فهناك عدد كبير من الكلمات تعود بجذورها إلى اللغة "السريانية" نذكر منها "مي", "شتلي" (نبتة صغيرة), "أشو"».

محافظة إدلب

ويتابع حديثه عن تأثر"اللهجة الإدلبية" بلغات الشعوب المجاورة ولا سيما "الفارسية" و"العثمانية" بقوله: «هناك عدد كبير جداً من الكلمات العثمانية, والفارسية مستخدمة في اللهجة الإدلبية فمن الكلمات "العثمانية" نذكر: "شروال", "ملتان" أي قميص, "صندل" أي حذاء, "طشت" أي وعاء كبير, "خاشوقة" أي ملعقة, "بلكي" أي ربما, "أنجق" أي محتمل, "هوزات" أي جوارب, ومن اللغة "الفارسية" نستخدم "تازه" أي طازج, "تخت" أي سرير, "جوال" أي كيس, "قيمق" أي قشدة, "دشمان" أي عدو, "زنكيل" أي غني, "ختيار" أي عجوز».

وعن القلب والنحت في "اللهجة الإدلبية" يوضح الباحث "مشلح": «في القلب يتم التبديل بين أحرف الكلمة, فنقول مثلا "لبق" بدلا من لقب, "رعبون" بدلا من عربون, "زلغط" بدلا من زغرد, "خفس" بدلا من خسف. أما في النحت فيتم دمج كلمتين أو أكثر بعد حذف عدة أحرف منهما لتشكيل كلمة واحدة, فنقول مثلا "أشو" أي شيء, "هلق" هذا الوقت, "مشان" من شأن, "معليش" ما عليه شيء, "بلاش" بلا شيء».

وعن التغيرات التي طرأت على "اللهجة الإدلبية" مع مرور السنوات يقول الباحث "مشلح": «لقد كانت اللهجة سابقاً أكثر إمالة, وأكثر استخداما للكلمات المحكية الدارجة, ولكن مع انتشار التعليم بدأت الفصحى تحلّ محل الكثير من الكلمات الدارجة, حيث بدأ المواطن في "إدلب" يستخدم الكلمات الفصحى بزخم أكبر من السابق, كذلك كان للتطور العلمي, والتكنولوجي أثره على مفردات "اللهجة الإدلبية", فكثير من تسميات الأدوات الزراعية البدائية التي كانت تستخدم سابقا انقرضت مع انتهاء استخدام تلك الأدوات مثل: "الحيلين", "الجاروف", "المدراية" و"الفدان", "المنجل" وغيرها من أدوات الزراعة» .

وختم الأستاذ "مشلح" حديثه عن "اللهجة الإدلبية" بقوله: «تعتبر"اللهجة الإدلبية" أقرب اللهجات السورية إلى الفصحى, وأكثرها سهولة, كما أنها لهجة مفهومة, وخالية من الطلاسم اللغوية, كما هو الحال في بعض اللهجات السورية , و"اللهجة الإدلبية" هي جزء أساسي من اللغة العربية الفصحى الأم التي تحمي, وتحنو على ما يقطف منها من لهجات, فهذه اللهجة وإن تبدلت بالحركات, والأحرف تبقى بنت اللغة العربية الفصحى التي ولدت من رحمها».