جمعهم هدف واحد أثّر فيهم فأصبح جزء من حياتهم اليومية، اجتهدوا على أنفسهم بعد أن التقوا عند نقطة واحدة ألا وهي تأسيس فرقة لموسيقى "الرّاب العربية " وعلى الرغم من استغراب مجتمعهم المحلي واستنكاره لما يؤدونه من أغاني للراب إلا أنهم مازالوا مصرّين على المضي قدماً في سبيل الوصول لهدفهم المنشود.
وللوقوف عند حال موسيقى "الرّاب" في "جبلة" وإقبال الشباب لهذا النوع من الموسيقى موقع eLatakia التقى أعضاء فرقة "راب جبلة" والمكونة من أربعة شباب تتراوح أعمارهم مابين (20 – 22) عاماً والبداية كانت مع "غدير سليمان" طالب في "هندسة الشبكات من شركة مايكروسوفت" والبالغ من العمر (21) عاماً حيث حدثنا قائلا: «تتناول فرقة "راب جبلة" والتي تحمل الاسم (THE-STREET-MASTERS) قضايا جادة في إطار غنائي تخص أحلام الشباب في مستقبل افضل، ونحاول من خلال هذه الفرقة التي مضى على تأسيسها حوالي العامين ونصف العام الإشارة إلى أن موسيقى "الرّاب" أسلوب موسيقي تُلحن فيه الكلمات بالقافية وهي لاتعني لغة "الشوارع" كما يشاع عنها، وخصوصاً أننا نؤدي "الرّاب" باللغة العربية وليس بالأجنبية، و"الراب العربية " طريقة أسهل للتعبير عن مشاعرنا ونقلها للوسط المحيط بنا بلغة الجميع، كنت أستمع للرّاب منذ زمن طويل ولكن منذ ثلاث سنوات سمعت أنه هناك "راب عربي" فتوجهت له بعد أن اتفقت مع بعض الشباب الأصدقاء على فكرة تكوين فرقة "راب" عربي».
نطمح لتأمين استديو خاص بنا حتى ولو كان صغيراً كما أننا نتمنى من احتضاننا من قبل شركة إنتاج أو راعي فني على الرغم من أن غايتنا ليست مالية أكثر من الصعود ليصل إلى مستوى الفنون الأخرى، فنحن لانريد مالا ولكن نتمنى إثبات وجودنا في هذا المجال ولن نيأس أبدا ولايزال الطريق أمامنا طويلاً
الموسيقا بمختلف أنواعها هي نوع من أنواع الحياة والمهم فيها هي طريقة التعبير عنها بأسلوب صحيح هكذا أخبرنا "أاحمد الزوزو" والذي أولع بالرّاب منذ صغره حيث قال: «كنت عضو في فرقة قديمة للرّاب عندما جاءني أصدقائي وطرحوا عليّ فكرة تأسيس فرقة "راب " في "جبلة" وأيدت الفكرة وهكذا بدأنا نكتب كلمات الأغاني بأنفسنا بالاعتماد على ألحان جاهزة لموسيقى "الرّاب" العربية وانطلقنا في هذا المجال من دون أي دعم مادي أو معنوي من أي شخص واجتهدنا على أنفسنا مستخدمين أبسط وسائل التكنولوجيا لأننا لانملك ميزانية مالية لإثبات أنفسنا بشكل رسمي، وعلى الرغم من أن فن موسيقى "الرّاب" من الفنون حديثة الظهور ضمن مجتمعنا السوري من خلال عدد من الفرق الشابة التي نقلت هذا الفن وترجمته بأسلوب وكلمات عربية من مصدره الأم "إفريقيا"، إلا أن تقبل الشارع السوري لهذا الفن مازال ضيق المجال جداً، و نحن في هذه الفرقة والتي مازالت تبحث عن مكان لتثبيت أقدامها بشكل يسمح لنا بالاستمرار عانينا الكثير من مواقف السخرية والاستهزاء من قبل الشارع المحلي حتى تعدى الأمر لاستنكار أهالينا لهذا النوع من الفن الموسيقي، وأخذنا نعمل على عدة جبهات إضافة لتماريننا الموسيقية، قد يكون المفهوم الخاطىء لموسيقى "الراب" تسبب في اعتراض الآخرين لأداءنا "الراب"، ومن جهتنا بذلنا الكثير من الجهد في سبيل إيصال الفكرة الصحيحة عن "الراب العربي" للكثير من شرائح الشباب السوري والذي لم يتلقاه منذ البداية».
اتهامات كثيرة أُطلقت في وجه شباب الفرقة تعدت إلى موضوع عبادة الشيطان كشفها لنا "أحمد حمادة" والذي مازال طالب في الشهادة الثانوية العلمية والبالغ من العمر (20) عاماً بالقول: «كل جيل له طابعه الخاص به ومن يحاول الرفض عليه أن يتذكر أن الحرية لا يستطيع أحد أن يقف أمامها وخاصة إذا استُخدِمت بشكل صحيح، لقد اتُّهِمنا بالجنون والأذى وممارسة طقوس غربية لاتناسب مجتمعاتنا العربية لكننا أكدنا للجميع أن "الرّاب" الذي نؤديه باللغة العربية بعيد كل البعد عن تلك الاتهامات.
وعلى الرغم من أن "الراب" إيقاع موسيقي سريع لكنه ليس جنوني كأغاني موسيقا (الميتال) التي تعتمد على الصراخ والتعبير عن الغضب حيث يمارس فيها الجنون لمرحلة تكسير الآلات الموسيقية، فنحن ننزل للشارع للتعبير عن حالة فرح أو حزن شخصية أو عامة بكلمات نعمل على تأليفها سهلة الوصول للمستمع تصوّر الواقع بسلبيته وايجابيته وقد نعمل على التعبير عن حالة فرح و بهجة، وصولا للحالة التي نشعر بها بالرضى والارتياح بعد أن ننتهي من تأدية أغانينا».
أما "أحمد برهوم" الطالب في هندسة الاتصالات والبالغ من العمر (20) عاماً أوضح لنا عن طبيعة اللباس الذي يرتديه مؤدي "الرّاب" حيث قال لنا: «اللباس الفضفاض الذي يرتديه مؤدو "الراب" يتيح سهولة الحركة في الرقص، ولكن البعض منا لا يعتمد على لباسه الفضفاض في حياته اليومية وبذلك نكون قد فصلنا بين حياتنا الشخصية وحياة "الرّاب" وبالنهاية هذا الموضوع لا يقيّد أحد منا وخصوصا بعد أن عانينا بإقناع أهلنا بهذا الموضوع بعد أن رفضوا أفكارنا ووقفوا في طريقنا ومع مرور الوقت أدركوا طموحنا والذي لم يخرج خارج إطار العادات والتقاليد وبعد أن أصبح في جعبتنا (16) أغنية خاصة بفرقتنا، وقفوا جانبا لمراقبتنا وخصوصاً بعد مشاركتنا في مهرجان طرطوس "طائر الفينيق" الذي أقيم مؤخراً حيث لاقت مشاركتنا صدى واسع من قبل الجمهور الذي حضرنا.
والأمر الملفت في فنّنا هذا هو تأدية "الراب" باستخدام طريقة "بيت بوكس" حيث يتخصص اثنان من الفرقة بتلحين موسيقى "الراب" شفوياً والاثنان الآخرين يؤدون الكلمات، كما أننا شاركنا في سباق أفضل فرقة "راب" في سورية ووصلنا لمرحلة المنافسة الأخيرة ونطمح لإحراز لقب السباق».
وختم أعضاء الفرقة حديثهم مجتمعين بالقول: «نطمح لتأمين استديو خاص بنا حتى ولو كان صغيراً كما أننا نتمنى من احتضاننا من قبل شركة إنتاج أو راعي فني على الرغم من أن غايتنا ليست مالية أكثر من الصعود ليصل إلى مستوى الفنون الأخرى، فنحن لانريد مالا ولكن نتمنى إثبات وجودنا في هذا المجال ولن نيأس أبدا ولايزال الطريق أمامنا طويلاً».