«تأسست فرقة مجازفي "الرقة" بجهود فردية في عام /2003/، واستطاعت خلال فترة وجيزة أن تجعل لنفسها قاعدة متينة ترتكز عليها في عالم السينما والتلفزيون، والفرقة مؤلفة من /25/ مجازفاً، يتقنون كافة الأنواع القتالية الفردية والجماعية، ويجيدون استخدام كافة الأسلحة، ويمتطون صهوات الجياد، ويركبون القوارب، والفرقة هي الأولى والوحيدة في سورية، والثانية في الوطن العربي، شاركت بأكثر من ثلاثمائة عمل تلفزيوني وسينمائي».
هذا ما ذكره بتاريخ (30/8/2009) لموقع eRaqqa "جمال الظاهر" مؤسس فرقة مجازفي "الرقة"، ولمعرفة المزيد عن بداياتها، وأهم انجازاتها التقيناه، وأجرينا معه الحوار التالي:
** "جمال أحمد الظاهر"، من مواليد "الرقة" /1980/، خريج كلية التربية الرياضية /2003/، حاصل على العديد من البطولات الرياضية على مستوى الجمهورية، وبطل الجمهورية بالكاراتيه مرتين، وبطل الجمهورية بالجودو لأربع مرات، وبالكيك بوكسينغ مرة واحدة، والكونغ فو مرة واحدة، ومؤسس ومدرب فرقة المجازفين منذ عام /2003/.
** المجازفة بشكل عام هي المخاطرة، والقدرة على عمل شيء يعجز عن تقديمه أبطال المسلسلات أو الأفلام، وهي جزء من أي عمل في العالم، وللأسف فهي في الوطن العربي غير معروفة، ولا يوجد فيه سوى فرقتين مجازفة الأولى في المغرب، والثانية في سورية، وما نراه في التلفاز من حركات وضربات لا يجب أن تتم بشكل عشوائي، إنما عليها أن تكون ناتجة عن دراسة واختصاص، فهي ليست مجرد ضربة يتلقاها الممثل، كما عندنا في التلفزيون والسينما، إنما هي حركة يجب أن تكون عالية الدقة والأداء، لكي نستطيع إقناع المشاهد بها، ولكي لا يتأذى الشخص المتلقي للضربة، وخاصة بالنسبة للممثلات.
** إن المجازفة تختلف اختلافاً جذرياً عن عمل "الكومبارس"، ولا يلتقيان أبداً لا من حيث العمل، ولا من حيث الأهمية والأجر، والفرق بين المجازفين و"الكومبارس" هو فرق شاسع، فكلمة "كومبارس" تعني الزيادة، ونحن المجازفون من صلب العمل، ونعامل معاملة خاصة، ونرتبط مع شركات الإنتاج بعقود رسمية، بينما "الكومبارس" ليس لهم عقود، ودائماً أجورنا أعلى، حيث تصل أجور بعض المجازفين لدي إلى /50000/ ليرة سورية شهرياً، والمجازف هو الشخص الذي يقوم بالحركات الخطيرة والصعبة.
** لا ليس بالضرورة أن يكون الرياضي مجازفاً، لأن الفرق بين الرياضي والمجازف هو فرق جذري، ولا يمكن للرياضي أن يكون مجازفاً، وقد فشل الكثير من الرياضيين بذلك، والمجازف يجب أن يكون ممثلاً، ولديه قدرة على الأداء وعلى التحمل، لأنه يضطر أحياناً لإعادة المشهد أكثر من عشرين مرة متتالية ودون توقف، والمجازف يقوم بتأدية الحركات الصعبة والخطيرة على الممثل، لذا يجب أن يكون سريع البديهة والتلبية.
** للحديث عن البدايات شجون، فالبداية كانت عندما شاركت أنا بشكل فردي في مسلسل "تل الرماد"، حيث تدربت لمدة خمس سنوات على يد المعلم الياباني "تاكاشي كوكي دومو"، ومعنى اسمه، الرجل الخارق، وهو بطل العالم بالجودو، وقد تم اختياري من بين أربعة أطفال لعمل دور بدلاً من أحد الممثلين في مسلسل "أخوة التراب"، أما القفزة الحقيقية لي فكانت في /2003/ في مسلسل "ربيع قرطبة"، عندما طلبني بالاسم المخرج الكبير "حاتم علي" وهذا فخر لي، وعملت أكثر من عشرة أعمال وحدي كشخص قبل أن أسس الفرقة.
كما عملت كمدرب معارك في العديد من الدول العربية والأجنبية أذكر منها، الإمارات، قطر، المغرب، مصر، الأردن، لبنان، السعودية، عُمان، تونس، تايلاند، ماليزيا، اندونيسيا، الهند، باكستان...الخ.
** أما البداية كفرقة فكانت بعد مسلسل "ربيع قرطبة"، عندما طلبا مني المنتج "هادي قرنيط"، والمخرج "حاتم علي" أن أقوم بتجهيز فرقة مجازفين، وعليه جمعت فريق وصل عدده إلى ثمانين مجازفاً، وبدأت تدريبهم في الحوائج الفراتية في "الرقة"، وتناقص العدد إلى أن أصبح خمسين، ثم خمسة وعشرين، لأنه لم يبق لدي سوى الجدير بالبقاء، وهم جميعاً من محافظة "الرقة".
وأول عمل للفرقة كان من إنتاج جزائري، وهو مسلسل "عذراء الجبل"، وعملنا وقتها بأجر زهيد، وقدره /250/ ليرة للمجازف، و/500/ ليرة لي كمدرب، وأبدعنا في "عذراء الجبل"، وبينما كنا نصور جاء المخرج المنفذ "مثنى الصبح" يبحث عن موقع لتصوير "التغريبة الفلسطينية"، وشاهد أدائنا "بعذراء الجبل"، وأعجبه كثيراً، واتصل بي، واتفقنا على العمل معه "بالتغريبة"، وعندها جاء الأستاذ المبدع "نجدت أنزور" للبحث عن موقع لتصوير "فارس بني مروان"، ورأى أدائنا ولاقى استحسانه فبدأنا العمل معه ضمن سلسلة من الأعمال المتتالية، بحيث أننا لم نعد بحاجة لأي فرقة خارجية بعد عام /2005/ بل أصبح لدى سورية فرقتها الخاصة التي تعتز وتفخر بها.
** للأسف نتعرض بحكم طبيعة عملنا للكثير من المتاعب والصعوبات والإصابات، التي تختلف ما بين الحرق والكسر وبعض الكدمات والجروح، بالنسبة للتأمين جميع اللاعبين مؤمن عليهم، ويعاملون أيام المعارك مثل أهم الممثلين في العمل، ويقدم لهم أفضل الطعام، ويقيمون في أحسن الفنادق، وأخر إصابة تعرضنا لها في انفجار القارب في نهر "الفرات" بمدينة دير الزور، أثناء تصويرنا لمسلسل "هدوء نسبي" الذي يُعرض حالياً في شهر رمضان.
** نعم عانينا كثيراً، وتعرضنا للكثير من المضايقات من بعض المنتجين والمخرجين، وتم رفضنا من قبل بعض الأشخاص من أصحاب النفوس المريضة، وكانت دائماً حجتهم أننا من محافظة "الرقة" ولا يمكننا أداء مثل هذه الأفعال، ولكن كان هناك دائماً من يقف لجانبنا، ويثق بقدراتنا من الفنانين، مثل "سلوم حداد"، الذي أبقانا معه، وأصر على دخولنا لمعظم الأعمال، والفنان "جهاد سعد"، والمخرج "باسل الخطيب"، والمخرج الكبير أستاذنا "نجدة أنزور" الذي لا يفرط بنا.
** لقد قدمت الفرقة كماً هائلاً من الأعمال في السينما والتلفزيون، على الصعيد المحلي، والعربي، وحتى العالمي، وتنوعت الأعمال ما بين الأعمال الاجتماعية والتاريخية والوثائقية، لتتجاوز ثلاثمائة عمل، لا مجال لذكرها جميعها لكن سأذكر البعض منها:
الأعمال السينمائية: "ليلة البيبي دول"، "وادي الذئاب"، "طريقة العودة إلى البيت"، "بوابة مصر"، "جمال عبد الناصر"، "أيام الضجر"، "المهد"، فيلم وثائقي ألماني عن سيدنا "إبراهيم الخليل"..الخ.
الأعمال التلفزيونية: «"أخوة التراب"، "ربيع قرطبة"، "العوسج"، "صلاح الدين الأيوبي"، "البحث عن صلاح الدين"، "صقر قريش"، "سيف بن ذي يزن"، "الظاهر بيبرس"، "خالد بن الوليد" بجزئيه، "المرابطون"، "عنتر بن شداد"، "بيت جدي"، "أهل الراية"، "نمر بن عدوان"، "وضحة وبن عجلان"، "باب الحارة"، "التغريبة الفلسطينية"، "عذراء الجبل"، "فارس بني مروان"، "تل الرماد"، "هدوء نسبي"، "رجال الحسم"..الخ.
كما عملنا في العديد من الإعلانات والكليبات أهمها: إعلان "برج العرب"، كليب "عاصي الحلاني" حالة قلبي، كليب "أصالة نصري" أعتز بيك، كليب "هاني شاكر" بتحبيه، كليب "ملحم زين" غيبي يا شمس غيبي.