«يلبي فوج إطفاء "حماة" النداء بلمح البصر عندما تستنجد به، وترى جنوده وأنت في أشد الحاجة للعون بكل معداتهم وآلياتهم وهمتهم العالية يقدمون لك يد الرحمة والمساعدة بأسرع مما تتوقعه». هذا ما صرح به "عماد وسوف" من أهالي قرية "البويضة" قائلاً: «منذ شهر تقريباً شب حريق في حقلي المزروع بأشجار الزيتون نتيجة عمليات حرق النفايات في مكبات النفاية التابعة لإحدى القرى المجاورة ما دفع بالنيران خارج السيطرة نتيجة حركة الرياح القوية وبدأت تلتهم الأخضر واليابس في عدة حقول مزروعة بالقمح والزيتون ومن بينها حقلي المزروع بأشجار يبلغ عمرها 15 عاماً تقريباً، وفور الاتصال بجنود الإطفاء لبوا الطلب وقامت سياراتهم وعناصرهم بعمل عظيم عندما طوقوا النيران وأخمدوها وكان هذا عملاً لن ينسى فلولا جهودهم لأبادت النيران جميع أشجاري ممتدة إلى الحقول الأخرى ومسببة خسائر فادحة».
وبدوره أكد "سهيل حمد" صاحب متجر ألبسة في سوق "الطويل" بـ"حماة" قائلاً: «حدث حريق في مخزني نتيجة ماس كهربائي ما أشعل النيران على الفور في لفافات الأقمشة المرتبة على الرفوف وعلى الفور اتصلت على الرقم 113 وهو رقم إطفائية "حماة" وبعد لحظات كانت جوقة من الاطفائيين منتشرة في أروقة المخزن وبين ألسنة اللهب المتصاعد يقومون بعمل منظم لإطفاء النيران المستعرة بلفافات الأقمشة عبر خراطيم الماء واسطوانات البودرة ولدقائق من الجهد المتواصل تم إخماد النيران وإنقاذ ما تبقى من الأقمشة المخزنة فلولا جهد هؤلاء الأبطال لكانت النيران أتت على جميع بضاعتي، لذا أنا أدين لهم صنيعهم وأشكرهم لسهرهم على خدمة المواطن».
تعود أسبابها لعدة أمور أولها الارتفاع الكبير بدرجات الحرارة وتسربات الغاز وأعقاب السجائر وعبث الأطفال إضافة إلى أسباب أخرى مجهولة
وللوقوف أكثر على واقع العمل في فوج الإطفاء زار موقع eHama الخميس 13 آب 2009 فوج إطفاء "حماة" والتقى الرائد "ثائر حسن" قائد الفوج الذي تحدث قائلاً: «بجهد كبير وهمة عالية يندر مثيلها قامت زمر فوج إطفاء "حماة" بإخماد سلسلة من الحرائق هذا العام بلغ عددها الإجمالي 540 حريقاً متنوعاً في مختلف مناطق "حماة" تركزت أغلبها في المزروعات أيام الحصاد وكذلك في المناطق الحراجية إضافة إلى الحرائق الكهربائية».
ويضيف قائلاً: «تعود أسبابها لعدة أمور أولها الارتفاع الكبير بدرجات الحرارة وتسربات الغاز وأعقاب السجائر وعبث الأطفال إضافة إلى أسباب أخرى مجهولة».
ويتابع: «وما أسعفنا في عملنا الرئيسي الذي يتركز بالدرجة الأولى في إخماد الحرائق مهما كانت أنواعها وأسبابها سواء كانت حرائق غازية أو كهربائية أو حرائق اشتعال مواد نفطية سائلة هي منظومة الآليات المتطورة التي يمتلكها فوج إطفاء "حماة" حيث يبلغ عدد آلياتنا 15 آلية حديثة ومتطورة من صهاريج وسلالم هيدروليكية وسيارات إطفاء وإنقاذ داعمة، كما نمتلك تقنيات حديثة من مقصات هيدروليكية تستخدم لقص الحدائد مهما بلغت سماكتها ومخدات هوائية لرفع الأوزان الثقيلة أثناء الحوادث كما نمتلك أجهزة كشف عن المصابين والجثث تحت الأنقاض، أما تجهيزات العناصر الذين يبلغ عدهم 135 عنصراً مدرباًً فقد تم تأمينهم بأجهزة تنفس لاقتحام الأماكن الملوثة بغازات سامة وأيضاً بدلات خاصة ضد الاحتراق حفاظاً على سلامتهم من ألسنة اللهب».
كما التقينا "علي جوهرة" وهو آمر زمرة إطفاء في الفوج والذي تحدث بدوره قائلاً: «تعاملت وحداتنا الإطفائية خلال الفترة الماضية مع 50 حادثاً متفرقاً من بينها حوادث طريقة وكوارث وعمليات حصار في الطوابق العليا وغيرها من عمليات الإنقاذ المائي والتي نجم عنها إصابة 12 شخصاً بجروح مختلفة».
مضيفاً: «يقدم فوج الإطفاء خدماته للمواطنين على مدار 24 ساعة وعلى كامل رقعة محافظة "حماة" وهو في أعلى درجات الجاهزية لمكافحة الحرائق وإنقاذ الأرواح والمساعدة أثناء الفيضانات وفي حالات انهيار وانهدام المباني والمؤازرة في جميع الكوارث والحوادث الطارئة».
وختم "محمد أسعد" مسؤول قسم الاتصالات في الفوج قائلاً: «نتلقى الاتصالات من الإخوة المواطنين عبر ستة خطوط هاتفية على الرقم المجاني 113 من أي هاتف أرضي أو محمول، وفور إبلاغ المواطن عن أي حريق أو حادث يتم قرع جرس الإنذار لتنطلق السيارة التي يتم توجيهها عبر الاتصال مع كامل طاقمها وهي في الطريق إلى عنوان الحريق بالتفصيل وهذا بفضل وجود 15 خط هاتف محمول ضمن شبكة اتصال داخلية مغلقة ما يتيح الوصول إلى الحريق أو الحادث بأسرع وقت ممكن ويخفف من الخسائر الناجمة عنه».
داعياً المواطنين بقوله: «أرجو من المواطنين التقيد بشروط السلامة العامة من الحرائق والإبلاغ السريع عن أي حريق منذ لحظاته الأولى لتكون خسائره أقل إضافة إلى اقتناء أجهزة إطفاء فردية في السيارات والمحلات التجارية وفتح الشوارع عند سماع أصوات سيارات الإطفاء لتصل إلى هدفها بأسرع وقت ممكن».
وأخيراً أنصح المواطنين بعدم التجمع في مكان الحريق تفادياً من حدوث الانفجارات التي قد تحدث.