هناك تسعة مشاعر للحياة (الغضب- الخوف- التعجب- الاشمئزاز- الشجاعة- الأسى- المداعبة- الحب- السلام) ولكل منها لون وشاحٍ يعلق على مشجب مائل بسبب التنوع المذهل لهذه المشاعر، ولكن يأتي الوشاح الأبيض لينهي الـ "نافاراسا" مؤكداً أن السلام هو الخير الذي يجب أن يعم على البشرية جمعاء.

موقع eSyria حضر العرض الهندي الراقص الذي قدم على مسرح دار الثقافة في مدينة "حماة"، عن هذا العرض وانطباعات الحضور التقينا الآنسة "رجاء إبراهيم" التي حضرت العرض وأعربت عن سعادتها لحضور فرقة قلما تتسنى لها مشاهدتها وهي القادمة من قرية "المبعوجة" والتي تبعد عن "حماة" 60 كيلو متراً فقالت: «العرض جميل، كنا نتابع الرقص الهندي عن طريق الأفلام الهندية الملأى بالعواطف، ولكني اليوم أرى رقصاً مختلفاً، ومباشراً أيضاً».

أضف إلى ذلك أن هذا الرقص يدرّس في أرقى مدارس الرقص، ومعروف عنه أنه عصي على غير المتخصصين، والذين تعلموه منذ الصغر

وعن مستوى العرض قالت: «بداية كان هناك ما يشد، ولكن العرض دخل في رتابة أشعرنا لبعض الوقت بالملل، ومع هذا هي فرصة أن نشاهد مثل هذا النوع من الأعمال الراقصة التي لها علاقة بالفن المسرحي على ما أعتقد».

"نافاراسا" رقص المشاعر التسعة

من جهة أخرى عبر الأستاذ "أحمد العامود" عن رأيه بهذا العرض فقال: «العمل جميل وجديد علينا، وإن كان له علاقة بالرقص التعبيري وهذا ما نقوم به كمسرحيين، ولكن المختلف هنا طريقة الأداء، الضبط الدقيق للحركة، وعموماً تعتبر الهند والمجتمعات الشرقية ذات ضوابط جد صارمة بطريقة تنفيذ الحركات التي لا تبتعد في كينونتها عن المعتقد الديني لدى الشعب الهندي المتعدد الاتجاهات».

ويضيف: «ما عاب العرض هو عدم التجانس بين ما نشاهده من رقصات، وما هو مسقط عليه من إضاءة، لقد أثرت الإضاءة على الرؤية البصرية وأفقدها الكثير من الجاذبية، وأعتقد أن هذا الأمر يجب الانتباه إليه، على العموم هي فرصة جيدة أن أحضر مع بعض الأصدقاء رقصاً من هذا النوع».

رقص يعتمد على المجاز والأسطورة

وللتعرف أكثر على هذه الفرقة التقينا السيد "بي. أس. غانغادار" سكرتير ثالث في السفارة الهندية في "دمشق" والذي تحدث عن الغاية من عرض مثل هذا الرقص في سورية، فقال: «منذ أعوام عدة ونحن نحضر الفرقة الهندية للتعريف بالرقص التراثي ليس فقط في سورية، وإنما حول العالم لأننا نؤمن بأن التبادل التراثي يبني جسوراً بين شعوب العالم، ومن أهم أولويات بناء جسور المودة والصداقة بين الشعب الهندي والشعب السوري الصديق، ليتعرفوا على بعضهم ويألفونها».

وعن جولتهم في سورية قال: «هناك فرقة أخرى تزور سورية حالياً إضافة إلى هذه التي نحضرها الآن، وستشارك في "مهرجان بصرى الدولي" وقمنا بعدة جولات على عدد من المحافظات السورية».

السيد "بي. أس. غانغادار"

وعن الميزة التي يكتسبها الرقص الكلاسيكي الهندي قال: «الرقص كان منذ الأزل يعبر عن بعض العبادات، كما أنه رقص تعبيري يحكي قصصاً ذات مغزى أخلاقي، ويعبر عن تاريخ وعادات الشعب الهندي وأساطيره التي تحكي عن تاريخه الموغل في القدم والعريق، كما يعبر عن خصوصية شعبه، كل هذا إضافة إلى الأزياء المميزة والتي تختار بعناية لتعكس روح الهند والإنسان الهندي».

وتابع يقول: «أضف إلى ذلك أن هذا الرقص يدرّس في أرقى مدارس الرقص، ومعروف عنه أنه عصي على غير المتخصصين، والذين تعلموه منذ الصغر».

وعن هذا العرض أيضاً تحدث المسرحي "كنعان البني" فقال: «لا شك في أن وجود مثل هذا النوع من الأعمال بيننا يضفي رونقاً مختلفاً على التشابك الحضاري بين الشعوب، وكلنا يعلم أن الرقص حالة من التعبير الوجداني يمارسه الإنسان في مواجهة بعض القضايا التي تعترض حياته بشكل خاص، والجماعة بشكل عام، وهذا ما شاهدناه في عرض الفرقة الهندية».

وأضاف يقول: «اعتمدت الفرقة في طريقة سردها للحياة الشعورية التي تعتري الإنسان على الرقص الخاص المعبر عن تقاليد تلك الشعوب، والتي ما انفكت تقدم الطاعة والولاء للإله، هذا الشيء يضفي على هذا النوع من الرقص مسحة دينية ذات دلالات روحية، والشعب الهندي من أكثر شعوب الأرض التي تعتمد على الرقص الديني».

وعن رأيه الخاص بهذا العرض الراقص، قال: «بشكل عام استمتعنا به، وإن شابه بعض الطول في المقطع الغنائي الذي أخرجنا من الجو الذي منحنا إياه الرقص، ولكن هذا لا ينفي روعة أداء وصوت المغني، وكذلك الفرقة الموسيقية التي رافقت العرض جلوساً على الأرض، وهذه عادة متبعة عند الهنود، أشعر أنها وجبة دسمة أضافت لعشاق المسرح السوري شيئاً من إعادة صيغ القراءة في الرقص التعبيري، وكيفية الانتباه لأدق تفاصيل الإشارة البشرية».

من الجدير ذكره أن العرض الهندي الراقص كان بقيادة الدكتورة "أناندا شانكا جايانت" وهي مصممة الرقصات وواضعة الألحان، وتعتبر من راقصات الهند المشهورات، كما أنها راقصة عالمية، حازت على العديد من الألقاب ودرجات الشرف، منها جائزة "بادماشري" من حكومة الهند عام 2007 وقد سميت واحدة من أفضل عشرة نجوم رقص في الهند من قبل Attendance، إضافة إلى أنها مسؤولة في الحكومة الهندية، وتحمل ماجستير في التاريخ والآثار، ودرجة في تاريخ الفن، ودكتوراه في السياحة.