كانت بدايات مؤسسة "قطيش" للصناعات الغذائية كارثية بالنسبة للذين كانوا قريبين من صاحب المؤسسة، غير أن الأخير يعرف ما يريد، وصبر كثيراً قبل أن تصبح مؤسسته من أشهر المؤسسات الوطنية في سورية، وبسرعة قياسية باتت منتجاته تصدر إلى دول العالم.

يقول رجل الأعمال المغامر"عادل قطيش" لموقع eSuweda يوم الأربعاء الواقع في 26/8/2009 عن البدايات: «تقدمت إلى فرع هيئة تشغيل البطالة من أجل الحصول على قرض يساعدني في الإقلاع بالمعمل الذي أحلم ببنائه منذ زمن طويل، وبعد إجراءات امتدت للسنة والنصف أقلع المعمل بمساعدة من كل أفراد العائلة، وخاصة من المخترع "سعيد مليح" الذي كانت لأفكاره العبقرية وقع السحر في تخفيف الكثير من الأموال، وينتج المعمل كل ما يتعلق بالإنتاج الزراعي من تفاح وعنب وزيتون وغيرها مما يتم إنتاجه في محافظة "السويداء"، وتحويل بعض هذه الزراعات إلى خل طبيعي، وهو ما نشتهر به على مستوى القطر».

هي نصيحة واحدة فقط، إذا كنت من المغامرين فعليك أن تستمر فيما تسعى إليه حتى لو صادفتك المشاكل في بداية الطريق، فإن كنت مؤمناً بما تعمل فسوف تصل بالتأكيد

وعن البدايات قال: «بعد أن منحتني الهيئة مبلغ 750 ألف ليرة سورية، كنت قد جهزت المعمل على طريق "الكوم" في نفس البناء الذي أقطنه، وقد أخر الإقلاع بالعمل الحصول على التراخيص الكثيرة من سجلات صناعية وتجارية وحماية الملكية وموافقة البلدية وغيرها، حتى داهمتني الدفعة الأولى للبنك دون أن أعمل، وتوقع الكثيرون إفلاسي، غير أن الإرادة والصبر ووقوف العائلة معي جعلني أستمر حتى غدا المعمل بالصورة التي أريد، وكانت نسبة النجاح التي وضعتها مسبقاً لا تتجاوز 30%، ولكن بحمد الله وصلت بسرعة قياسية إلى 90% حتى لا أبالغ».

تعليب المواد الغذائية

وعن ردود الفعل من الدولة بعد نجاح التجربة قال: «لقد دعمتني الهيئة بأربعة قروض جديدة عندما نجحت التجربة، ورحت أطور في آلات المعمل ومد خطوط جديدة للإنتاج، وحتى على مستوى التخزين بات الأمر يتطلب مستودعات كبيرة، فموسم المزروعات يمتد فقط إلى أربعة أشهر، وهو ما يتطلب الاحتياط اللازم للاستمرار، ولذلك كانت هذه الدفعات الداعمة سبباً في النجاحات المتواصلة التي حققتها المؤسسة».

وعن اليد العاملة التي يستخدمها في المؤسسة قال: «في الحالات العادية هناك عاملتان إضافة إلى كامل أفراد الأسرة، أما من شهر آب إلى شهر تشرين الثاني فالمؤسسة تستخدم 73 عاملاً، ويتم اختيارهم بمنتهى الدقة، حيث نفضل اللواتي يربين الأيتام، والأرامل، والرجال الذين تعرضوا لعطب ما، والهدف مساعدة بعض المحتاجين، حيث يصل معدل الرواتب إلى تسعة آلاف ليرة سورية عدا المكافآت».

والمكدوس له نصيب

وعن الأفكار الجديدة للتطوير قال "قطيش": «نحن نقوم بإنتاج الخل الطبيعي من التفاح والعنب، وماء الزهر وماء الورد، إضافة إلى تعليب الزيتون والمكدوس، وورق العنب والملفوف، والمخللات بكل أشكالها، وكل ذلك من إنتاج فلاحي "السويداء"، ولكننا نحتاج إلى خط لإنتاج رب والبندورة وخط للمربيات، وهو ما يتطلب الكثير من المال، علماً أن كل الأموال التي تأتي تذهب لتطوير الآلات فقط، وتسديد الديون للمصارف، ولذلك تكلمت مع المسؤولين في هذا الأمر ووعدوني بالمساعدة خاصة عندما علم الجميع أن الإنتاج أصبح يطلب بشكل كبير في الخارج، عن طريق التجار السوريين الذين يتعاونون معنا من أجل التصدير».

وعن النصيحة التي يمكن أن يقدمها للآخرين قال: «هي نصيحة واحدة فقط، إذا كنت من المغامرين فعليك أن تستمر فيما تسعى إليه حتى لو صادفتك المشاكل في بداية الطريق، فإن كنت مؤمناً بما تعمل فسوف تصل بالتأكيد».

خل التفاح المنتج الرئيسي للمؤسسة