احتفالا بعيد الأب قامت جمعية "من اجل حلب" بجولة ميدانية على دور العجزة والمسنين في "حلب" يوم 6/8/2009 لتتواصل مع المسنين والعجزة الرجال وتوزع عليهم بعض الهدايا الرمزية كنوع من الاحتفال بهذه المناسبة.
موقع esyria رافق الجمعية في جولتها التي شملت أكثر من ستة دور في"حلب" وكان لنا لقاء مع رئيس الجمعية السيد "ياسر نجار" فقال لنا عن هذا العيد وتواصل الجمعية معه: «إن نشاطات جمعيتنا تصب في أولويتها باتجاه تنشيط الأسرة وزيادة الروابط الأسرية فيها لأننا ندرك أن الأسرة هي عماد المجتمع ومن هذا المنطلق كانت احتفالية يوم الأب أحد أهداف الجمعية حيث عمدنا منذ تأسيسها إلى إحياء هذا اليوم بالكثير من النشاطات الخيرية والإنسانية والترفيهية وقد جهزنا هذا العام برنامجا واسعا للاحتفال بهذا اليوم نضمن من خلاله التواصل مع الآباء وإقامة نشاط ما يعني لهم أننا نهتم بهم ونتذكر عطائهم».
جميل جدا أن نحتفل بعيد الأب وهذا أمر نادر الحدوث إذ أنني لم أشهد أي احتفال يهتم بالأب طول عمري لا في الدار ولا خارجه، وإن هذه اللفتة جميلة فبغض النظر عن الهدايا فيمكن تقييم هذا العمل بالإنساني والأخوي إذ يزيد من ترسيخ العلاقات الأسرية والاجتماعية على حد سواء، فعندما تكون الأسرة بخير ومترابطة فهذا يعني أن المجتمع بخير ومترابط
ويتابع "النجار" حديثة معرجا إلى الجولة التي قام بها كادر الجمعية فيقول: «إن أهم نشاطات الاحتفال بعيد الأب كان أولها وهو جولة على دور المسنين والعجزة وتوزيع بعض الهدايا الرمزية لهؤلاء المسنين والعجزة والذين بنوا الكثير من الأسر وكان لهم يد فعالة في بناء المجتمع، وكان ذلك من دافع إنساني أخوي نتطلع من خلاله إلى إبراز دور الأب وتذكر هؤلاء المسنين وقد قمنا أثناء الجولة بالتواصل معهم والحديث إليهم وتوزيع هدايا رمزية مقدمة من بعض الشركات الخاصة كتعاون منها مع جمعيتنا وهي بعض المأكولات والحلوى وبعض المستلزمات الشخصية كالشامبو ومعاجين الأسنان والحلاقة والصابون وما إلى ذلك وقد حاولنا أن نشمل أكثر من ستة دور في "حلب" لنضمن تواصل أكبر مع المسنين محاولين صنع شيء لأجل الأب ذاته».
وفي لقاء مع أحد المتطوعين الشباب يحدثنا "عدنان صهريج" عن هذا العيد وعما شعر وهو يجول على المسنين في آلية عمله فقال: «أنا ملتزم مع الجمعية منذ أكثر من سنة وقد لاحظت اهتمامها الكبير بمناسبة عيد الأب وهذه المنسابة التي تعتبر منسية لأننا اعتدنا في عائلاتنا أن نحتفل سويا بأعياد الميلاد وعيد الأم ونتناسى عيد الأب مع أنه صاحب الدور الأكبر في بناء الأسرة وضمن تلك الجولة نسيت التعب بأكمله والحر والعرق عندما رأيت ضحكة مرسومة على وجه مسن أو عاجز وقد حاولنا أثناء الجولة أن نكون متفاعلين مع الآباء فجلسنا معهم ورحنا نحاورهم ونسمع لهم وقد كان ذلك مريحا لي نفسيا فشعرت أنني قد أنجزت واحدة من المهام الإنسانية الرائعة التي تضمن رضا الله ورضا الناس».
وفي لقاء مع أحد المسنين يحدثنا "ع.ح" ابن الثمانين عاما فيقول عن عيد الأب وما قدمته له هذه الجولة: «جميل جدا أن نحتفل بعيد الأب وهذا أمر نادر الحدوث إذ أنني لم أشهد أي احتفال يهتم بالأب طول عمري لا في الدار ولا خارجه، وإن هذه اللفتة جميلة فبغض النظر عن الهدايا فيمكن تقييم هذا العمل بالإنساني والأخوي إذ يزيد من ترسيخ العلاقات الأسرية والاجتماعية على حد سواء، فعندما تكون الأسرة بخير ومترابطة فهذا يعني أن المجتمع بخير ومترابط».
أما من جهتها السيدة "هنادي جلب" مديرة أحد دور المسنين والعجزة تحدثنا عن الزيارات ونتائجها السلبية للدار فتقول: «نعاني غالبا من بعض الزوار الذين يأتون إلى الدار إذ أن أغلبهم يأتي لكي يطلع على المسنين والعجزة ومنهم يقول أنه يود أن يعتبر من خلال زيارته ومن هنا نرى أن هناك مشكلة إذ أن هؤلاء المسنين ليسوا للفرجة أو لأخذ العبر لكن نحن نشجع الأناس الذين يتذكرون هؤلاء المسنين بشيء من الإنسانية فيأتي ليشعرهم أنهم محط اهتمام ويساعد بعضهم على عدم الانطواء على ذاته ويشعره أنه صاحب مكانة في المجتمع، وهذا ما قامت به جمعية من أجل حلب عبر زيارتها للدار ونحن ننسق دائما في احتفالية عيد الأب مع هذه الجمعية التي أصبحت تحجز حيزا لدى المسنين والعجزة».