«في مدينة "دير الزور" حيث ولدت في صيف عام /1951/م، نشأت هناك في كنف عائلة تحب الطرب، وكنت طفلاً عندما بدأت بالاستماع للطرب العراقي الأصيل، الذي يحمل في ثناياه الكثير من الشجن، وكان يسحرني صوت الناي الذي يرافق الفنان "ناظم الغزالي" في حفلته الشهيرة "طالعة من بيت أبوها"، وغيرها الكثير من الحفلات الغنائية، وكم كنت أحلم بتعلم العزف على هذه الآلة، إلى أن جاء عام /1969/م، وكانت البداية».

هذا ما قاله الفنان "سفيان قمر" لموقع eRaqqa بتاريخ (28/7/2009)، في معرض حديثه عن تجربته الفنية، وبسؤاله عن البدايات الأولى، تحدث قائلاً: «في بداية عام /1969/م، انتسبت لمنظمة شبيبة الثورة، علماً أنني كنت قد تركت مقاعد الدراسة قبل هذا التاريخ بعامين، حيث لم يكن الانتساب لهذه المنظمة حكراً على الطلاب، وهناك وفي الدورات التي أعلنت عنها المنظمة، بدأت بتلقي دروس الموسيقى، على يد عازف الناي الشهير "يوسف حميد" المكنى "أبو حياة"، والذي كان ضريراً، وقد تعلمت منه الكثير، حيث خصَّني بعناية كبيرة لشدة ما لمس عندي من اهتمام بالموسيقى وعشق لآلة الناي.

عندما قدمت إلى "الرقة" عام /1974/م، حاولت التعرف على فنانيها، والذين كان عددهم قليل جداً في ذلك الوقت، فأذكر من الموسيقيين عازف العود المرحوم "هاشم كركوكي"، وعازف العود "أحمد لطفي"، وعازف الأكورديون "نبيه محمد علي"، وعازف الكمان "مفيد وجيه"، وعازف الأكورديون "محمد أبو شعيب"، وضارب الإيقاع "تحسين لطفي"، وضارب الإيقاع "محمد قاووق". ومن المطربين أذكر "خليل عبد الباعث"، و"موسى الحمزة"، و"مصطفى الحلاق"، و"عبد الإله أبو المجد"، وهو من منطقة "منبج" التابعة لـ"حلب"، و"عبيد الحجي"، و"أحمد دعيس"، و"إبراهيم داوود"، و"موسى الخضر" الذي كان عازفاً للأكورديون أيضاً. وبالنسبة لأجهزة الصوت، فقد كان المرحوم "مصطفى عبد الجليل" هو الوحيد الذي يملكها في مدينة "الرقة"، وكانت استطاعتها /10/ واط فقط، أما أجرة الحفلة فكانت تتراوح بين /75/ و/100/ ليرة سورية، وشخصياً كنت أتقاضى عن الحفلة مبلغ /25/ ليرة سورية، ورغم بساطة الأمور آنذاك، إلا أن الحفلات كانت تسير على خير ما يرام، وبشكلٍ راقٍ جداً، حيث كانت الفرقة تجتمع دائماً لأداء التمارين، وكان تفكير العازف والمطرب ينحصر بالجانب المعنوي بالدرجة الأولى، دون الجانب المادي، على عكس ما نشهده هذه الأيام

وبعد ذلك تابعت دراستي الموسيقية عند الأستاذ "عبد المجيد إسماعيل"، وهو عازف كمان، لأعمل معه لاحقاً في الفرقة الموسيقية التي يعمل فيها، وذلك بصفة عازف ناي، وقد استفدت كثيراً من هذه التجربة، بسبب كثافة التدريبات المستمرة التي كنا نقوم بها قبل كل حفلة.

أثناء إحدى البروفات ويظهر في الصورة ابنه الفنان فراس قمر

ثم تابعت دراستي الموسيقية في معهد خاص في مدينة "حلب"، ولمدة عامين كاملين، وذلك أثناء أدائي لخدمة العلم، وقد انصب اهتمامي في هذه الفترة على تعلم آلة الكمان، حيث أنني أتقنت ـ خلال السنوات الماضية ـ العزف على الناي، ولم أعد بحاجة للمزيد من التمرين، وبعد أن أنهيت خدمة العلم، عدت إلى مدينة "دير الزور"، وكان ذلك في عام /1974/م، لكن بعد وقت قصير اضطررت للسفر إلى مدينة "الرقة"، للإقامة مع شقيقتي التي كانت متزوجة هناك، حيث أن زوجها التحق بصفوف الجيش لأداء خدمة العلم.

وبطبيعة الحال بدأت بالتعرف على الوسط الفني في هذه المدينة، وكانت البداية من منظمة شبيبة الثورة، حيث تعرفت على الفنان "أسعد الجابر" الذي كان ينظم الحفلات الفنية للشبيبة، وحدث أنه طلب مني المشاركة بإحدى الحفلات، وكانت أول حفلة أشارك فيها في المركز الثقافي العربي بـ"الرقة"، وعلى إثر ذلك تم تفريغي لصالح إتحاد شبيبة الثورة في "الرقة" بصفة أمين سر المكتب الفني.

الفنان سفيان قمر يعزف على الكمان في إحدى الحفلات

لأشارك بعد ذلك في كافة المهرجانات القطرية والفرعية التي أقامها إتحاد الشبيبة، وقد أحرزت العديد من الجوائز، ثم عملت على تأسيس الفرقة النحاسية الخاصة بالاتحاد، وفي عام /1994/م شكلت فرقة للغناء الجماعي في مدينة "الثورة"، كذلك فرقة للغناء السياسي في ذات المدينة.

وفي هذا العام تحديداً حصلت على عضوية نقابة الفنانين في سورية بعد أن خضعت لمدة تمرين لمدة /5/ سنوات، وقد بقيت أعمل في إتحاد شبيبة الثورة حتى عام /2001/م، وفي عام /2005/م تم تعييني بفرع النقابة في المنطقة الشرقية، والذي مقره في مدينة "الرقة"، حيث استلمت مكتب الحفلات والأعراس، والذي ما أزال أعمل فيه حتى يومنا هذا».

يقود الفرقة النحاسية

وعن واقع الموسيقى في مدينة "الرقة" في السبعينيات من القرن العشرين، يحدثنا "قمر" بقوله: «عندما قدمت إلى "الرقة" عام /1974/م، حاولت التعرف على فنانيها، والذين كان عددهم قليل جداً في ذلك الوقت، فأذكر من الموسيقيين عازف العود المرحوم "هاشم كركوكي"، وعازف العود "أحمد لطفي"، وعازف الأكورديون "نبيه محمد علي"، وعازف الكمان "مفيد وجيه"، وعازف الأكورديون "محمد أبو شعيب"، وضارب الإيقاع "تحسين لطفي"، وضارب الإيقاع "محمد قاووق".

ومن المطربين أذكر "خليل عبد الباعث"، و"موسى الحمزة"، و"مصطفى الحلاق"، و"عبد الإله أبو المجد"، وهو من منطقة "منبج" التابعة لـ"حلب"، و"عبيد الحجي"، و"أحمد دعيس"، و"إبراهيم داوود"، و"موسى الخضر" الذي كان عازفاً للأكورديون أيضاً.

وبالنسبة لأجهزة الصوت، فقد كان المرحوم "مصطفى عبد الجليل" هو الوحيد الذي يملكها في مدينة "الرقة"، وكانت استطاعتها /10/ واط فقط، أما أجرة الحفلة فكانت تتراوح بين /75/ و/100/ ليرة سورية، وشخصياً كنت أتقاضى عن الحفلة مبلغ /25/ ليرة سورية، ورغم بساطة الأمور آنذاك، إلا أن الحفلات كانت تسير على خير ما يرام، وبشكلٍ راقٍ جداً، حيث كانت الفرقة تجتمع دائماً لأداء التمارين، وكان تفكير العازف والمطرب ينحصر بالجانب المعنوي بالدرجة الأولى، دون الجانب المادي، على عكس ما نشهده هذه الأيام».