في رمضان تتزين السماء قبل الأرض، فيبدو القمر بأشكاله المختلفة والنجوم موزعة من حوله، والكواكب تلمع من بعيد، فتظهر السماء وكأنها قطعة ديباج مزركشة.

ومن هذه اللوحة استوحى الإنسان زينةً للأرض في هذا الشهر الكريم، فترى الشوارع والمحلات والبيوت مضاءة وزينَّت بأبهى ما يمكن إبداعه.

جميل أن تعبر الناس عن فرحتها من خلال الزينة، لكن ليس من الضروري المبالغة فيها خصوصاً في هذا الوقت الذي نحن بأمس الحاجة فيه إلى ترشيد استخدام الطاقة الكهربائية

إن لكل مناسبة زينتها التي تعكس مضمونها ورونقها، وتعبر في الوقت ذاته عن فرحة عميقة، ترسم البسمة وتلمع العيون في وجوه المحتفلين بها.

السيد "محمد الجندي"

ومن تلك المناسبات الكثير التي أصبحت زينتها تقليداً سنوياً، تعلق فيها الأضواء البراقة والملونة بأشكالها المختلفة والمتنوعة على مدى ثلاثين يوماً، شهر رمضان المبارك.

موقع esyria بتاريخ 24/8/2009، وأثناء تجوله في أسواق "دمشق"، فرضت زينة رمضان أضواءها علينا، وللتعرف على هذا التقليد التقينا السيد "محمد الجندي" صاحب أحد المحلات المتخصصة ببيع الزينة الذي اخبرنا قائلاً: «يتخصص محلنا ببيع مختلف أنواع الديكورات والزينة لكل المناسبات والأعياد، وقبل المناسبة بأيام قليلة نعرض مختلف أشكال الزينة المتوفرة، وحالياً وبمناسبة قدوم شهر رمضان المبارك، نعرض زينة مختلفة الأشكال والأصناف».

الهلال والنجوم جاهزة للتعليق

ثم أضاف: «الزينة الأكثر طلباً من قبل الناس هي الكهربائية ذات الأنواع المختلفة مثل التي (تُطفئ وتضيء) أو الإضاءة البراقة المتلألئة أو ذات الأنوار المتلاحقة والملونة، وتكون مُشَّكَّلة على عدة أشكال ونماذج تلائم المناسبة مثل "هلال" رمضان أو الفوانيس أو النجوم بمختلف الحجوم، وكذلك الزينة الكهربائية المشكلة كتابةً "مثل رمضان أو رمضان كريم أو كل عام وأنتم بخير"، ولدينا أيضاً زينة أخرى ورقية على أشكال مختلفة، تُتعلق في شرائط وتنصب أمام المنازل أو الأسقف أو الجدران، وتتخذ أشكلاً ملونة مثل "الثريا" والكرة وأشكال الفواكه والأعلام التي تكتب عليها عبارات جميلة من وحي المناسبة مثل (رمضان هل هلالو، أو مرحباً بك يا رمضان، رمضان كريم، أو رمضان شهر البركة والخير....الخ)».

وعن صناعة هذه الزينة قال: «زينة رمضان مصنعة من مختلف المواد، فلدينا الزينة المصنعة من ورق النايلون البراق الملون أو الأشغال الورقية المختلفة أو المواد البلاستيكية، ولكن كما ذكرنا الزينة الرائجة والأكثر طلباً هي الكهربائية التي تزين بها المحلات وشرفات المنازل، وأغلب أشكال الزينة تصنع عندنا محلياً، أو يتم استيراد بعضها من الصين خاصة الزينة الكهربائية والفوانيس، هذه الزينة توجد مختلف الأطوال والأحجام، فلدينا أسلاك الزينة التي يفوق طولها عن 12 متراً وهي غالباً زينة للأشجار في الشوارع قرب المحلات».

فوانيس رمضان

السيدة "يسرى السعدي" معلمة قالت: «جميل أن تعبر الناس عن فرحتها من خلال الزينة، لكن ليس من الضروري المبالغة فيها خصوصاً في هذا الوقت الذي نحن بأمس الحاجة فيه إلى ترشيد استخدام الطاقة الكهربائية».

أما السيد "مناف قدورة" فعبَّر عن رأيه بزينة رمضان بقوله: «زينة رمضان أصبحت عادة، بعد أن دخلت إلينا حديثاً، حيث كانوا في الماضي يُزينون المساجد والمآذن فقط، أما الآن فالأغلب يزين في رمضان، وهذا طابع الاهتمام بالمناسبة والفرحة بها».