بحث السيد وليد المعلم وزير الخارجية الثلاثاء 4 آب 2009 مع السيد إيفان لويس وزير الدولة لشؤون الشرق الأوسط في الخارجية البريطانية العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تطويرها وتعميقها فى عدة مجالات والأوضاع في منطقة الشرق الأوسط وبخاصة في العراق بالإضافة إلى مستجدات عملية السلام.

وأكد الوزير المعلم على وجود عقبة أساسية أمام تحقيق السلام في المنطقة تتمثل في افتقار إسرائيل للإرادة السياسية لتحقيق السلام مشيراً في الوقت نفسه إلى السياسات التي تقوم بها إسرائيل في الأراضي العربية المحتلة والمتمثلة في بناء المستوطنات واستمرار الحصار الجائر وقضم الأراضي ورفض الانسحاب من الأراضي العربية المحتلة بما فيها الجولان السوري حتى خط الرابع من حزيران 1967.

من جهته شدد لويس على ضرورة قيام إسرائيل بوقف بناء المستوطنات بشكل كامل باعتباره يتعارض مع أحكام القانون الدولي معرباً عن دعم المملكة المتحدة لمبادرة السلام العربية ومشيراً إلى الدور الهام والمحوري لسورية في عملية السلام في الشرق الأوسط.

حضر اللقاء الدكتور عبد الفتاح عمورة معاون وزير الخارجية والسفير السوري في بريطانيا ومديرو إدارات الإعلام الخارجي وأوروبا والمكتب الخاص في وزارة الخارجية والسفير البريطاني بدمشق. وفي تصريح للصحفيين قال لويس: أجريت حواراً بناءً وصريحاً مع الوزير المعلم تحدثنا فيه عن تطوير العلاقات بين سورية وبريطانيا والرغبة في تعزيزها بما يخدم مصلحة البلدين مشيراً إلى أن تعزيز هذه العلاقات سيؤدي إلى تقوية آفاق السلام والاستقرار في هذه المنطقة.

وأضاف أن المحادثات تطرقت إلى الحاجة لتحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط مشيراً إلى الدور الهام لسورية في هذا المجال.

وقال لويس: أعتقد أن هناك الآن فرصة هامة جداً لم تكن موجودة في الماضي لحل الصراع العربي الإسرائيلي والذي لن يتم إلا بتحقيق السلام الشامل الذي يتضمن إعادة الجولان المحتل إلى سورية والتوصل إلى حل الدولتين وإنشاء دولة فلسطينية قابلة للحياة.

وتأتي زيارة لويس إلى دمشق بعد نحو أسبوعين من زيارة الوزير المعلم إلى لندن ومباحثاته مع نظيره البريطاني ديفيد ميليباند الذي أكد اهتمام بلاده بتطوير علاقاتها مع سورية وضرورة تعزيزها في مختلف المجالات. وفي حوار مع الصحفيين في مقر السفارة البريطانية بدمشق قال لويس نحن نؤمن بأن سورية في موقع هام ومؤثر جداً في عملية السلام بالشرق الأوسط ونأمل بأن تستجيب إسرائيل بالفعل بشكل إيجابي لمتطلبات عملية السلام التي قدمها الرئيس الأمريكي باراك أوباما.

وأكد أن بلاده تتخذ موقفاً دائماً وصريحاً بأن المستوطنات الإسرائيلية غير شرعية وأن عملية السلام تحتاج إلى وقف جميع عمليات الاستيطان.

وقال من المهم جداً أن نحصل على سلام شامل ودائم ونود أن نرى استئناف هذه المحادثات بين سورية وإسرائيل لأنه من الواضح جداً أن إعادة الجولان هو أمر جوهري.

وأشار إلى أن أهم أهداف زيارته لدمشق هو تعزيز العلاقات الثنائية بين سورية وبريطانيا، وقال: نحن نريد أن نرى علاقات أقوى في المستقبل القريب بين البلدين في مجالات التجارة والاقتصاد والتبادل الثقافي والاجتماعي والتعليمي. وعبر وزير الدولة البريطاني عن ترحيب بلاده القوي بتعامل سورية الإيجابي تجاه العراق واستقراره والمساهمة في جهود توحيد الصف الفلسطيني.

وقال: لقد أجرينا محادثات معمقة حول الشراكة السورية الأوروبية ونأمل بأن نشهد في هذا العام توقيع الاتفاقية، وبريطانيا تحاول لعب دور إيجابي في هذا المجال ولاسيما أن هذه الاتفاقية ستكون نقطة تحول في العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وسورية.

وعبر لويس عن سعادته بزيارة سورية بعد أسابيع قليلة من توليه منصب وزير الدولة لشؤون الشرق الأوسط في الخارجية البريطانية وقال إنه من المهم جداً أن تكون سورية أول دولة أزورها في بداية عملي نظراً لدورها المحوري والهام فيما يخص آفاق عملية السلام في الشرق الأوسط.

وأضاف: لقد كانت لدي فرصة أن أزور مدينة دمشق القديمة والجامع الأموي وقصر العظم والمتحف الوطني وأعتقد أن ذلك كان ساحراً جداً بأن ترى هذه الأماكن التي تعج بالحياة.

سانا