«من عام 1970 انطلقت البوظة السراقبية في محافطة "إدلب" وكان الاعتماد في صناعتها على حليب البقر والغنم الطازج، حيث تعتبر البوظة إحدى المأكولات الشعبية المنتشرة في مدينة "سراقب"». هذا ماقاله السيد "معاد حاج قاسم" "أبو أيمن" الذي التقاه موقع eIdleb في محله الكائن في مدينة "سراقب" وهو الشخص الذي سعى جاهداً من صغره أن يتعلم مهنة أبيه ليعمل بها ويحافظ عليها من الزوال. ولكن كيف يتم صنع هذه "البوظة" وماهي الطرق والآلات المستخدمة في صناعتها هذا ما حدثنا عنه السيد "أبو أيمن" قائلا:

«في البداية كانت صناعة "البوظة" تتم بطريقة يدوية (دق) والتبريد بماء الملح. فبعد تجهيز الحليب وإضافة المواد اللازمة له يسكب على حواف اسطوانة ثابتة موضوعة بماء الملح حتى يتجمد فيقشط ويبدأ العامل بعملية الدق بواسطة مدقات خشبية حتى تتماسك مع بعضها، ولكن هذه الطريقة يكون إنتاجها قليل والعمل بها شاق جدا أما النوعية ممتازة.

لـ"أبو أيمن" زبائن كثر من جميع أنحاء المحافظة وإضافة لذلك فهو متمكن من عمله وماهر في هذه الصناعة وصدقه مع زبائنه ومعاملته الحسنة وحسن الحديث سبب في إقبال الزبائن عليه عداك عن شهرته القديمة في هذه المهنة

ومع تطور الزمن ونتيجة لكثرة الاستهلاك وعجز هذه الطريقة عن سد طلبات الزبائن لجأنا لعملية التحضير الحديث من خلال مجمدات كهربائية تعتمد على الأسطوانة المتحركة. وفي هذه الطريقة يتم قشط "البوظة" وتحضيرها آليا مع اعتماد نفس الأسلوب القديم التبريد بماء الملح. وبدأنا العمل بهذه الطريقة عام 1985 وحتى الآن مازال أدائنا بالجودة القديمة نفسها».

ابو ايمن

ولكن ماذا عن "الهيطلية"؟ فيقول أبو أيمن": «بالنسبة لـ"الهيطلية" فهي أيضاً عمرها من عمر "البوظة" من عام 1970 ولكن طريقة العمل نفسها لم تتغير من يوم نشوءها وحتى الآن وهي بتحضير النشاء وتصفيته من الشوائب بينما نغلي الحليب وبعدها نسكب النشاء فوق الحليب وننتظر حتى يتجانسا مع يعضهما ونقوم بسكبها بصواني ونضعها في البراد لتأخذ القسط الكافي من التبريد. وبعد التبريد نقوم بتقطيعها وتقديمها للزبائن مع "البوظة" والحليب المبرد. وبالنهاية فإن "الهيطلية" من الأكلات الشعبية في "سراقب" إلا أن "البوظة" أكثر شعبية في الصيف أما "الهيطلية" فهي تؤكل في كل فصول السنة».

لـ "أبو أيمن" شهرة في جميع أنحاء المحافظة، فعن سبب هذه الشهرة بقول: «شهرة المحل أتت ولله الحمد من خلال تقديم الأفضل وحسن معاملة الزبائن إضافة لجمالية مظهر ونظافة المحل وإن الزبائن الذواقين يحكون أمام الأصدقاء والمقربين وهذا أحد الأسباب الهامة في شهرة المحل وأخيرا ربما لأن محلي هو الأقدم في المحافظة».

السيد محمد العثمان

ولكن ماذا عن رأي زبائنه فيقول السيد "محمد العثمان" قائلا: «جربنا جميع بائعي "البوظة" و"الهيطلية" في "سراقب" ووجدنا أن "أبو أيمن" هو الأفضل وهذا لعدة أسباب منها إتقانه للعمل ونظافة محله وعماله، إضافة لأن نقاوة الحليب الذي يستخدمه هي سبب رئيسي في لذة "البوظة" و"الهيطلية" التي يقدمها والأجمل أنه يحضر الحليب أمام زبائنه مباشرة».

ويضيف السيد "عادل عثمان" قائلاً: «لـ"أبو أيمن" زبائن كثر من جميع أنحاء المحافظة وإضافة لذلك فهو متمكن من عمله وماهر في هذه الصناعة وصدقه مع زبائنه ومعاملته الحسنة وحسن الحديث سبب في إقبال الزبائن عليه عداك عن شهرته القديمة في هذه المهنة».

الجدير بالذكر أن السيد "معاد حاج قاسم" الملقب بـ"أبو أيمن" من مواليد "سراقب" عام 1955 وهو خريج من كلية التاريخ عام 1981.