«ضمن خطة وزارة الصحة، دائرة التغذية، للتوسع في برنامج "الترصد التغذوي"، في المحافظات الشمالية والشرقية، وبالتعاون مع منظمة "اليونيسيف"، استضافت مديرية صحة "الرقة" دورة تدريبية مدتها خمسة أيام، لتدريب جميع المراكز الصحية في محافظات "الرقة" و"الحسكة"، لإشراف وتطبيق نظام "الترصد التغذوي"، وذلك بدءاً من تاريخ (4/7/2009).
وجاءت الدورة الثانية ضمن نفس المنحى بتاريخ (19/7/2009) وتستمر لغاية (23/7/2009)، وتهدف هذه الورشات إلى الكشف المبكر عن حالات سوء التغذية، لدى الأطفال دون الخمس سنوات، ووضع خطة للمتابعة والعلاج، وتأهيل أطباء الأطفال، والممرضين المحليين في محافظات "الرقة" و"الحسكة"، و"دير الزور"، ليكونوا مسؤولين عن الكوادر التمريضية، للعمل في برنامج الترصد التغذوي».
قامت مديرية الصحة في "الرقة" بتوفير كل مستلزمات التدريب النظري والعملي، وما يثير الاهتمام الالتزام، والتفاعل الكامل من قبل الطاقم الإداري والتدريبي، والأطباء المشاركين
هذا ما ذكره لموقع eRaqqa الدكتور "فيصل الشعيب"، مدير صحة "الرقة" في معرض حديث عن ورشات العمل الخاصة بنظام "الترصد التغذوي"، التي تقام بالتعاون مع "منظمة الصحة العالمية".
ويقول الدكتور "سامر عروس" رئيس دائرة التغذية في مديرية الرعاية الصحية الأولية في وزارة الصحة: «سبق وأن أقيمت هذه الدورة في محافظة "دير الزور"، وتهدف إلى إعداد فريق من المدربين في محافظات "الرقة" و"الحسكة" و"دير الزور"، ليقوم بتدريب جميع المراكز الصحية الموجودة في هذه المحافظات، للإشراف على نظام "الترصد التغذوي"، وفي هذه الدورة ثلاثة محاور، المحور الأول يهدف إلى إعداد المحاضرات وإلقائها وتقيمها، ويهدف إلى إعداد الجداول، والاحتياجات التدريبية، أما المحور الثاني يهدف إلى تعريف المشاركين بنظام "الترصد التغذوي"، وفق المؤشرات العالمية، ويهدف المحور الثالث إلى التدريب على نظام "الترصد التغذوي" المطبق في سورية حالياً في محافظات "دمشق" وريفها و"القنيطرة"، علماً أنه تم ترجمة هذه المحاور من اللغة الأجنبية إلى العربية.
هذا فيما يتعلق بالجانب النظري، أما الجانب العملي فهو يهدف إلى إحضار أطفال دون الخمس سنوات، وأخذ مقاييس الوزن والطول والعمر، واستخدام المؤشرات العالمية، وهي الوزن بالنسبة للطول، الوزن بالنسبة للعمر، والطول بالنسبة للعمر، وبعدها يتم إعداد السجل الخاص به وكتابة التقرير، وهذا تحت إشراف مجموعة من الأطباء الأخصائيين من محافظات "دمشق" و"إدلب"».
ويضيف الدكتور "سامر": «قامت مديرية الصحة في "الرقة" بتوفير كل مستلزمات التدريب النظري والعملي، وما يثير الاهتمام الالتزام، والتفاعل الكامل من قبل الطاقم الإداري والتدريبي، والأطباء المشاركين».
وتحدثت الدكتورة "ثناء محسن" أخصائية أطفال من الفريق التدريبي المركزي، قائلة: «لو طبق البرنامج بشكل أمثل، سيتم الكشف المبكر عن حالات سوء التغذية الموجودة في المحافظة، وكيفية متابعتها وعلاجها، وبذلك نختصر الكثير من الوقت والجهد في معالجة الحالة المرضية.
ونطبق خطة تدريبية في المحاضرات، من خلال إعطاء المحاضرات لجميع المتدربين بعد تقسيمهم إلى مجموعات، كل مجموعة تأخذ نفس المحاضرة، ويناقشوها سوية، ثم يرشحون شخصاً من كل مجموعة لإعطاء المحاضرة، وتتم مناقشة المحاضر والتفاعل معه من قبل الحضور، وبهذه الخطة نهدف إلى خلق كادر تدريبي لديه الخبرة والكفاءة لإعطاء محاضرات للكادر الطبي والتمريضي، وقادر على تدريب جميع عناصر المراكز الصحية».
كما تحدثت لموقعنا الدكتورة "سهام داود"، الطبيبة بدائرة التغذية بمديرية الرعاية الصحية في وزارة الصحة بدمشق، قائلة: «برنامج "الترصد التغذوي" برنامج حديث العهد، بدأنا بتنفيذه في سورية منذ ثلاث سنوات فقط، بدأنا بتنفيذه في محافظة "دمشق" وريفها و"القنيطرة"، وبعدها في جميع المراكز الصحية، وتم إحداث مركز في كل محافظة ليقوم ببرنامج "الترصد التغذوي"، بدأنا بداية بإحداث دورات للمدربين في المحافظات الشرقية "دير الزور" و"الحسكة" و"الرقة"، وبعدها قام المدربون بإحداث برنامج في كل محافظة لتدريب جميع العناصر الموجودين في جميع المراكز في المحافظات المذكورة، ونحن كإدارة مركزية دورنا يقتصر في هذه المرحلة على الإشراف على هذه الدورات».
وتضيف الدكتورة "داود": «الهدف من البرنامج، الكشف عن سوء التغذية، إذا كان بالزيادة أو بالنقصان، ومنظمة "اليونسيف"، وزعت مقاييس للطول وموازين للوزن، وبناءً على هذه المقاييس، يتم الكشف على الطفل ومعرفة وزنه وطوله، ومن خلال هذه المقاييس يتم معرفة إذا كان الطفل لديه سوء تغذية أو لا».
وتتابع الدكتورة "داود": «إن مخططات "الترصد التغذوي" حديثة في العالم، وهذه المخططات تم الوصول إليها بأخذ عينات من جميع أنحاء العالم، فمن أمريكا الشمالية أخذوا الولايات المتحدة الأميركية، ومن أميركا الجنوبية أخذوا البرازيل، ومن أوربا أخذوا النروج، ومن شرق المتوسط عُمان، ومن آسيا الهند.
فقد أخذوا أطفالاً عاشوا في ظروف واحدة, والشرط الأساسي كان الإرضاع الوالدي، وخاصة الإرضاع المطلق لمدة ستة أشهر، والاستمرار بالإرضاع لمدة سنتين مع إدخال الأغذية التكميلية بعد ستة أشهر، وبظروف تغذوية جيدة، وبعيداً عن التلوث والتدخين، أي ظروف بيئية مثالية، ووجدوا في النهاية أن مخططات النمو متشابهة، فبدأ النظام التغذوي يتعمم في العالم، وسورية من أوائل الدول التي بدأت بتطبيق هذا البرنامج».
وأخيراً تحدث الدكتور "حمود الموسى"، رئيس دائرة الرعاية الصحية الأولية في صحة "الرقة", قائلاً: «تعتبر تجربة "الترصد التغذوي" من التجارب الرائدة، من خلال كشف المستويات المتعلقة بتغذية الأطفال، الذين يعتبروا بحق جيل المستقبل، من هنا تأتي أهمية هذه الورشات التي تؤمن مسحاً ميدانياً لأحوال الأطفال في سورية، وكيفية التعامل معهم، وتأمين سبل الحماية لهم، من خلال نظام تغذوي سليم».