وأنت عائد من المنطقة الجنوبية باتجاه "دمشق" وقبل أن تصل منطقة "الدير علي" حتى تشاهد على يمينك مبنى كبيراً وأنيقاً يخرج منه الطلاب والأساتذة الجامعيين، تمعن أنك أمام الجامعة السورية الدولية الخاصة للعلوم والتكنولوجيا.
إذ بتاريخ 20/6/2009 وقف رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور"عبد المجيد عبد الهادي السعدون" أمام الجامعة ليستقبل شيوخ عقل طائفة المسلمين الموحدين أصحاب السماحة شيخي العقل: "أحمد الهجري" و"حمود الحناوي" والوفد المرافق معهم وعلى رأسهم سماحة الشيخ "أبو نبيل سليمان كبول" من جبل الشيخ- قرية "عرنة" والشيخ "أبو حسن سليمان الخطيب" من "قلعة جندل" والشيخ "أبو مزيد ضياء الحاج علي" من "أشرفية صحنايا" والشيخ "زيدان الخطيب"، وبطل الجمهورية العربية السورية اللواء "مجيد الزغبي" وعضو مجلس الشعب "عبد الله الأطرش" وعدد كبير من الزعماء التقليدين والإعلاميين والأساتذة والأطباء والأدباء والمهندسين والمحامين من أبناء محافظتي "السويداء وريف دمشق".
أجيتك بني عمي والجنح مكسور/ أعرفك ما تقصر أنت المعلم أجيت أنخي عمامي من بني معروف/ والزلام البيه سيوف تكطر دم
عضو مجلس الشعب السابق الدكتور "خالد نجاتي" الأستاذ في الجامعة عبّر لموقع eSuweda قائلاً: «تأتي زيارة المشايخ الأجلاء من جبل البطولة والشهامة جبل الكرامة والعزة جبل "سلطان باشا الأطرش" إلى الجامعة السورية بدعوة كريمة من رئيس الجامعة الذي أراد أن يرد الكرم بالكرم وذلك عندما زار قرية "شعف" بمناسبة إطلاق كتاب "القلائد الجوهرية والدرر النورانية- الغرة" والذي يتحدث عن السيرة العطرة للمرحوم الشيخ "سعيد البقعسماني"، ولهذا عندما يلتقي أشراف العراق المتمثلين برئيس الجامعة الدكتور"عبد المجيد عبد الهادي السعدون" مع قادة جبل العرب علماً وديناً وخلقاً، تحاك الكلمات والمعاني المجملة بسقف الوطن الذي قاتل لأجله واستشهد الكثير من أبنائه وخاصة من جبل العرب، هذه المعاني الوطنية التي تكوّن الضمائر ولا تتكوّن في الجامعة فحسب، لقد كان لقاؤنا مع أهل الجبل وهم يحيون تراثهم الإنساني بتكريم الشيخ "سعيد البقعسماني"، ولهذا أراد رئيس الجامعة أن تكون تسمية الجامعة السورية الدولية الخاصة للعلوم والتكنولوجيا، أي سورية في تحديثها لتكون مصنعاً للوطن والعلماء في الأبجدية الوطنية، هذا الشعور الوطني حوّل اللقاء من لقاء شعبي ودي إلى مهرجان وطني لأن أبناء الجبل أينما وجدوا فهم يهزجون للوطن وحب الوطن وقائد الوطن».
بدوره عضو اتحاد الكتاب العرب الشاعر "فرحان الخطيب" وقبل أن يلقي قصيدته بعنوان "وجع النخيل" قال: «لقاؤنا في صرح علمي كبير كهذا ترعاه سورية على أرضها الأبية مدعاة للفخر، وخاصة أنه من إنجاز إخوتنا العراقيين الذين لم تشعرهم سورية أبداً بأنهم خارج العراق بل على أرضهم العربية الواحدة من المحيط إلى الخليج فكأن بردى يحتضن دجلة في لقاء الأخوة والعلم:
بغداد وجهك لا يزال جميلا/ ويفيضُ ألف بطولةٍ ونخيلا
بغداد ترقص فوق كفي طفلةً/عربيةً لا تقبل التأويلا
بغداد أغمضها عيوني غفوةً/ فيطل وجهك في الدجى قنديلا
بغداد ضمي جانحيك محبةً/ وتمردي ودعي الغزاة فلُولا.
الأستاذ "عمار أبو عمار" الذي تكلم باسم مشيخة العقل لطائفة المسلمين الموحدين أوضح قائلاً: «بتكليف من أصحاب السماحة والفضيلة شيوخ العقل الأجلاء في طائفة المسلمين الموحدين وأعيان جبل العرب الكرام والوفد الكريم، يسعدني هذا التكليف بأن أتحدث إليكم تحت قبة هذا الصرح العلمي الحضاري العظيم الذي شيد بتوجيهات راعي العلم والعلماء السيد الدكتور "بشار الأسد" رئيس الجمهورية العربية السورية، من أجل إتاحة فرص التعلم لأبنائنا وبناتنا على امتداد ساحة الوطن، إن هذا الصرح كغيره من صروح العلم والمعرفة المنشورة على ساحة وطننا، يساهم في تحقيق انجازات حضارية وعلمية لمجتمعنا الذي يستحق أن يكون له دور كبير في التطور الحضاري كما عرف عنه منذ القدم، لقد أثبت شعبنا أن لا مكان فوق ثرى الوطن لأي خارج عن اللحمة الوطنية وقد ترجم هذا وتعزز منذ قيام الثورة السورية الكبرى عام 1925 التي قادها المغفور له "سلطان باشا الأطرش" مع رفاقه الأبطال إذ جاء في مقدمة المنشور الثوري "الدين لله والوطن للجميع" وما أخذ بالسف لا يسترد بغيره معبراً بذلك عن إرادة شعبنا في سورية وهذا ما عبر عنه أحد الشعراء الفرسان المجاهدين آنذاك "هلال عز الدين" بقوله:
يا سورية نحن اقسمنا اليمين/ ومن فعل سلطان نرفع هالجباه
وما نساوم وما نظل مقسمين/ ويوسف العظمة يحقق مبتغاه
نحن جند الشيخ صالح هالأمين/ في الجبال الشم رابض في علاه
يا هنانو بالوطن مستعصمين/ الموت أفضل عن ظلمنا بها الحياه
محمد الأشمر رفيق الصابرين/ ومعقل الخراط في الغوطة صلاه
محمد المفلح وأهلوا صايلين/ من سهل حوران يكمل ما ابتداه
يا طغاة السين يا مستعمرين/ هالوطن ما ركّعه جور الطغاه
للوطن دين علينا بكل حين/ حتى نحمي أرضه وزرقة سماه».
وختم كلمته مخاطباً الأستاذ الدكتور"عبد المجيد عبد الهادي السعدون" بقوله: «ما مجيئك من عراقنا الحبيب والمساهمة الكبيرة مع رفاقك في هذا الصرح العظيم إلا الدليل القاطع على شعورنا جميعاً بأننا إخوة وأبناء وطن واحد ولا فرق بين قطر وآخر، ولعمري تستحق أن نقول لك ما قاله الشاعر لمن يقدم المعرفة والعلم:
من يفعل الخير يلق الخير لا عجبا/ بذاك ينطق إنجيل وقرآن».
طفل المقاومة "مرهف الصحناوي" الذي قام بمسيرة على الأقدام لتقبيل جبين عميد الأسرى العرب "سمير القنطار" في لبنان وقف وقال: «يسرني أن أكون من أطفال المقاومة وممن قبلوا جبين البطل المناضل "سمير القنطار"، واليوم فرحتي كبيرة أن أكون أمام وجوه تنضح بالإيمان وتحمل تاريخ المقاومة وعزتها، فأنا من أحفاد "سلطان باشا الأطرش" ومن أبناء القائد البطل "بشار حافظ الأسد"، ولهذا أقوم أنني من أطفال المقاومة الذين تربوا على فكر ونهج وثقافة المقاومة».
الشاعر العراقي الدكتور "عبد الكريم البدران" وقف وراء المنبر وألقى قصيدة معبراً فيها عن زيارته لضريح القائد العام للثورة السورية الكبرى "سلطان باشا الأطرش" قائلاً:
«أجيتك بني عمي والجنح مكسور/ أعرفك ما تقصر أنت المعلم
أجيت أنخي عمامي من بني معروف/ والزلام البيه سيوف تكطر دم».
ثم وقف رئيس الجامعة السورية الدولية الخاصة للعلوم والتكنولوجيا الأستاذ الدكتور "عبد المجيد عبد الهادي السعدون" وقال: «يا أبناء جبل العرب الأشم، الناصع تاريخكم، لقد شرفتم بزيارتكم الجامعة وهذا شرف كبير لنا أن نلتقي في رحاب العلم والمعرفة وأنتم أهل العلم والمعرفة لقد تميزتم بتضحياتكم وشهامتكم، ونضالكم ضد الاحتلال الأجنبي، جبلكم العظيم بقادتكم، برجالكم البواسل، بعلمائكم ومشايخكم الأجلاء، بشهدائكم وشهداء الأمة العربية الذين نرى في دمهم مشاعل نور تضيء للأجيال دروب الحرية، أيها الموحدون لجلاله، الأوفياء ككل أبناء الوطن الغالي سورية الحبيبة وقيادتها، يسعدني وأسرة الجامعة السورية الدولية الخاصة للعلوم والتكنولوجيا تلبيتكم دعوتنا ومشاركتكم لنا، فحللتم أهلا ووطئتم سهلاً، لكم منا كل التقدير والاحترام من أقصى العراق المكلوم إلى كل بقعة في سورية الحبيبة وخاصة جبل العرب الأشم».
ثم تجول المشايخ الأجلاء والوفد المرافق في كليات الجامعة وأقسامها ومخابرها ومدرجاتها.