ما إن تدخل محافظة "القنيطرة" المحررة حتى تستذكر همجية العدو الصهيوني قبل اندحاره في حرب تشرين التحريرية، إذ ما زالت آثاره موجودة، لكن رغم الدمار الذي قام به قبل انسحابه، بقيت "أم حسين سعده هلال" متشبثة بأرضها.
وحين تقف على الطريق العام وتنظر إلى اليمين منه يستقبلك السنديان وشجر "الكينا" الدال على الأصالة والثبات، وبعض المزارع الخاصة لتربية الأبقار الجولانية، حتى يستقبلك صاحب المنزل المهدم "حسين مرعي حسن" الذي تحدث لموقع eSyria بتاريخ 10/6/2009 بالقول: «لقد عشنا فترة الاحتلال الصهيوني لأرضنا قبل حرب تشرين التحريرية والذي حاول بشتى الوسائل أن يضغط علينا لنترك أرضنا، لكننا بقينا في الأرض رغم أنهم دمروا بيتنا لأكثر من مرة وهو الآن المسقوف بألواح التوتياء، كما حاولوا أن يستغلوا حقدهم في نهب ما نقتات به في معيشتنا من الثروة الحيوانية كالأبقار الجولانية، ليسرقوا هذه السلالة الأصيلة لكننا بقينا ونحن مسرورون في حياتنا وعلى أرضنا العربية السورية».
لقد عشنا فترة الاحتلال الصهيوني لأرضنا قبل حرب تشرين التحريرية والذي حاول بشتى الوسائل أن يضغط علينا لنترك أرضنا، لكننا بقينا في الأرض رغم أنهم دمروا بيتنا لأكثر من مرة وهو الآن المسقوف بألواح التوتياء، كما حاولوا أن يستغلوا حقدهم في نهب ما نقتات به في معيشتنا من الثروة الحيوانية كالأبقار الجولانية، ليسرقوا هذه السلالة الأصيلة لكننا بقينا ونحن مسرورون في حياتنا وعلى أرضنا العربية السورية
الحاجة "أم حسين سعده هلال" البالغة من العمر أكثر من ثمانين عاماً تحدثت قائلة: «قبل أن تبدأ المدافع والطائرات، كان الاحتلال يحاول بأساليبه الطاغية أن يسرق الأرض التي ولدنا عليها وعشنا من خيراتها، وعندما بدأت الطائرات السورية بالقصف كان دمنا يغلي بالفرح والسعادة لأننا على يقين بأن المحتل سوف يرحل من أرضنا، وأبقينا المنزل على حاله دون ترميم له كي يبقى شاهداً على همجية العدو الصهيوني، وأنا في الثمانين من العمر لا استطيع إلا أن أتنفس هواء "القنيطرة"، وإلا أن أعيش على ترابها، ولا ادفن إلا في ترابها، لأن الأرض هي بمثابة الروح، ونحن إذا حافظنا على أرضنا يعني حافظنا على شرفنا وكرامتنا».
المهندس الزراعي "أيمن دبا" الذي كان يشتري أبقار جولانية لمصلحة الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية "إدارة بحوث الثروة الحيوانية" بيّن قائلاً: «عندما قدمنا لشراء أبقار جولانية وهي سلالة ذات صفة وراثية متميزة بقيمتها الإنتاجية، وقع اختيارنا على قطيع الحاجة "أم حسين سعده هلال" إذ بعد إجراءات الاختبارات اللازمة للقطيع تبيّن خلوه من الأمراض، ولهذا جئنا للشراء منه، ولكن تساءلنا معها لماذا لم ترمم بيتها، فكان جوابها لنا باختصار أنها أبقت سقف ألواح التوتياء يقف في وجه المدافع الإسرائيلية، اما الجانب الآخر من منزلها فهو الشاهد على همجية العدو الصهيوني».
كما هو صمود الحاجة "أم حسين" فها هم أهلنا في الجولان السوري يصمدون، باقين في أرضهم، محافظين على إرثهم الوطني والقومي، واثقين بأن النصر قريب إن شاء الله والجولان عائد إلى أحضان أمه سورية ولا بديل لهم من الهوية السورية.