اتفق مجموعة من الأطباء على قضاء سهرة لطيفة وطريفة من ليالي صيف "حلب" في الساعة الحادية عشرة ليلاً من مساء كل يوم أربعاء وذلك بعيداً عن جو المشافي والعمليات الجراحية، وذلك من خلال الالتقاء في ملعب صغير تابع لنادي "الحرية" الرياضي لممارسة لعبتهم المفضلة (كرة القدم) إضافةً إلى السؤال عن أحوال بعضهم البعض حيث لا تسمح لهم ظروفهم بذلك بسبب ضغط العمل على مدار الأسبوع.
مراسل موقعeAleppo في مدينة "حلب" شارك الأطباء في سهرتهم الرياضية الجميلة، حيث قاموا كالعادة بتقسيم أنفسهم إلى ثلاث فرق يلعب فريقان بينما يجلس الفريق الثالث على المدرجات، ويخرج الفريق الذي يُسجّل في مرماه هدفين ليلعب الفريق الجالس، وقد تخللت اللعبة أحاديث طريفة ونكت مسلية يعقبها ضحكات طويلة، وهناك أجرى بعض اللقاءات معهم دارت حول فوائد هذه السهرة الرياضية عليهم.
هناك دائما فريق ثالث جالس على المدرجات حيث يتم تكليف أحد الأطباء بالجلوس بالقرب من التليفونات وفي حال ورود أية مكالمة يجيب عليها، وهناك من الأطباء من صمم رنة جوّاله على صوت سيارة إسعاف في حالة ورود مكالمة من المشفى الذي يعمل به
الدكتور "ويس الأوسو" -دكتور في الأشعة قال: «بعد أسبوع من ضغط العمل الكبير الذي نقوم به في عياداتنا حيث أنّ مهنة الطب هي من أكثر المهن تعبا، فإننا نجد في الالتقاء هنا لممارسة هوايتنا المفضلة وهي اللعب بكرة القدم فرصة جميلة ولطيفة كي نحصل على الراحة النفسية والبدنية وننسى قليلاً تعب الأسبوع ونروّح عن أنفسنا».
وأضاف: «اللعب في هذا الجو اللطيف ممتع وشيق والأجمل من ذلك هو الالتقاء مع الأصدقاء حيث نسأل عن أحوال بعضنا البعض ونمزح من خلال الأحاديث المسلية والفكاهات المضحكة، وفي نهاية اللعب تكون الحيوية والنشاط قد عادت إلى أجسادنا فنعود إلى عملنا وقد ملئنا النشاط».
أما الدكتور "عارف فوزي حميد" -طبيب أسنان فقد أضاف: «وجودنا هنا في هذه الأمسية الجميلة هو لممارسة رياضة الركض والجري بالدرجة الأولى وبالتالي تحريك دورتنا الدموية فالمعروف بأنّ الطبيب يظل حبيس عيادته طيلة أيام الأسبوع وذلك يؤثر بشكل سلبي على صحته النفسية والجسدية وقد يجلب له ذلك مختلف أنواع الأمراض وفي مقدمتها السكري والجلطات والسمنة وغيرها، فنحن ننصح مرضانا بشكل دائم على ضرورة ممارسة الرياضة ومن باب أولى أن نقوم بممارستها».
وتابع المخبري "نشأت زيبار" بالقول: «إضافةّ الى فوائد ممارسة الرياضة على الصحة فإنّ الالتقاء بالأصدقاء يخلق المزيد من الصداقة والألفة بيننا خاصّةً وأننا لا نستطيع رؤية بعضنا البعض كثيراً إلا في المناسبات الاجتماعية مثل الأفراح والتعازي ولذلك قمنا بخلق هذه الفرصة للحصول جميع الفوائد الرياضية -الصحية والاجتماعية والنفسية والجسدية وفي آن واحد».
الدكتور "صلاح يوسف" -طبيب نسائية قال: «في الحقيقة أنا آتي كل يوم أربعاء من مدينة "عفرين" للقاء أصدقائي الأطباء وممارسة لعبتي المفضلة كرة القدم والترويح عن نفسي، فالطبيب وخاصّةً من اختصاصي (نسائية) ليس لديه الوقت الكافي للخروج في الرحلات والتنزه في الطبيعة لأنّ الولادات ليست لها أوقات محددة وهي غالباً ما تكون اسعافية لا تعرف الليل أو النهار ولذلك فقد قررت أن أستغل هاتين الساعتين أسبوعياً بالمجيء إلى هنا كي أحافظ على صحتي ونفسيتي بسبب التعب الكبير الذي يصيبنا خلال أسبوع، ودائماً أذني على رنة الموبايل لأعود فوراً إذا ما جاءتني حالات إسعافية».
وفي النهاية سأل مراسلنا الأطباء جميعاً كيف يمكن لهم أن يسمعوا هواتفهم الجوّالة إذا ما جاءتهم حالات اسعافية وهم منهمكون باللعب فأجاب الدكتور "مصطفى قوجة" -طبيب نسائية بالقول: «هناك دائما فريق ثالث جالس على المدرجات حيث يتم تكليف أحد الأطباء بالجلوس بالقرب من التليفونات وفي حال ورود أية مكالمة يجيب عليها، وهناك من الأطباء من صمم رنة جوّاله على صوت سيارة إسعاف في حالة ورود مكالمة من المشفى الذي يعمل به».