«تعد الكتابة على الجدران من الظواهر السلبية، والعادات السيئة التي يمارسها الطلاب في المدارس، وخلال مراحل دراسية مختلفة، وهي بحاجة إلى تفسير وتحليل لفهم أسبابها وإيجاد الحلول المناسبة لها، في البداية يمكن القول إن انتشار ظاهرة الكتابة على الجدران في مدارسنا تدل بشكل رئيسي على انخفاض مستوى الشعور بالمسؤولية لدى طلابنا أولاً، وتدل ثانياً على وجود مكبوتات نفسية واجتماعية يفرغها الطلاب عن طريق الكتابة في أماكن محددة ولاسيما المدرسة».

هذا ما ذكره لموقع eRaqqa بتاريخ (2/6/2009) الدكتور "رشيد حاج صالح" عميد كلية التربية في "الرقة" في معرض حديثه عن ظاهرة الكتابة على الجدران.

إن الإعجاب بشخصية معينة (فنية، سياسية، رياضية...الخ) يدفعنا لتقمص الشخصية بأدق تفاصيلها، وإظهار شدة إعجابنا بهذه الشخصية بكافة الوسائل، ومهما كانت، ومنها كتابة اسم هذه الشخصية على جدران المدرسة، أو المنزل، وحتى في أزقة الحارة التي نقطنها

وأضاف "الحاج صالح": «إن المُلاحظ لمضمون العبارات المكتوبة على الجدران والمقاعد، يكتشف بسهولة نوع المشكلات النفسية والتوترات التي يعاني منها الطلبة، فكتابة اسم الطالب أو لقبه الذي يحبه مسبوقاً بكلمة ذكرى.. إنما تدل على القمع النفسي والاجتماعي، الذي تتعرض له شخصية الطالب في البيت والمدرسة، كما تكشف عن حالة عدم قدرة الطالب على التعبير عن شخصيته أمام المجتمع، الأمر الذي يدفع الطالب للتعبير عن نفسه من خلال الكتابة، بغية لفت انتباه الآخرين على وجوده ولو بالاسم فقط».

المحرر مع د. حاج صالح

ويتابع الدكتور "رشيد" حديثه قائلاً: «أما العبارات العاطفية، ورسم قلوب الحب والأسهم، فإنها تدل على نقص واضح في الثقافة الجنسية لدى الطلاب، فمجالات العاطفة والجنس من المحرمات داخل المدرسة والعائلة، والحديث في هذا الأمر هو حديث غير مرغوب فيه عند الأهل، بحجة عدم فتح عيون الطالب على هذه المواضيع، لكي يبقى متفرغاً لدراسته، وقضايا أكثر جدية في الحياة، وهذا خطأ جسيم في التربية، لأنه يؤدي إلى وصول المعلومة بطرق أخرى غير سليمة، وذلك يؤدي بدوره إلى تشويه وعي الطالب، وينعكس هذا التشوه على جدران المدرسة والبيت، فهو يلجأ للتعبير عن ذلك الوعي بطرق شتى، ومنها الكتابة على الجدران».

الطالب "حسان محمد" تحدث عن سبب هذه الظاهرة قائلاً: «إن قلَّة الأنشطة اللاصفية، والشرخ الكبير بيننا وبين أهلنا، وبيننا وبين مدرسينا، يخلق لدينا فراغ فكري ونفسي، نقوم بتفريغ هذه الشحنات السلبية، من خلال تصرفات تثير حفيظة من هم أكبر منا سناً فيبدؤون بالتأنيب والتوعد والترهيب، ولا يفكر أحد منهم أن يسألنا، ما الذي دفعكم لفعل مثل هذه الأشياء؟ التي كثيراً ما نعاني منها، ويعد أبسطها موضوع الكتابة على الجدران، لأن هناك أمور كثيرة لا يسعني الإفصاح عنها خوفاً من الكبار».

تأثير المسلسلات

أما الطالب "حسن نظام الدين" فتحدث قائلاً: «إن الإعجاب بشخصية معينة (فنية، سياسية، رياضية...الخ) يدفعنا لتقمص الشخصية بأدق تفاصيلها، وإظهار شدة إعجابنا بهذه الشخصية بكافة الوسائل، ومهما كانت، ومنها كتابة اسم هذه الشخصية على جدران المدرسة، أو المنزل، وحتى في أزقة الحارة التي نقطنها».

من أشكال الكتابة على الجدران