«بعد انتهاء الفلاح من حصاد الحبوب الزراعية، من القمح والعدس والكرسنه والشعير يأخذ قيلولة لبعض الأيام، ليعاود الكرة إلى الحقل. لاستكمال أعمال نقل المحصول من الحقول المتناثرة في كل الجهات، إلى البيادر وأماكن تجميع المحاصيل الزراعية، العملية التي تعرف عندنا في القرية بالرجيدة».

الكلام للسيد "محمد صالح" في حديث لموقع eQunaytra (يوم الخميس 11/6/2009) والذي أضاف: «الرجيدة كانت وما تزال الطريقة الوحيدة لنقل المحاصيل الزراعية من الأرض إلى البيدر، وان اختلفت طريقة النقل هذه بين الماضي والحاضر. حيث كان الفلاحون ينقل مزروعاتهم ومحاصيلهم الزراعية على الدواب والجمال، ويمضون أياماً وليالي بين الحقل والبيدر. بينما اليوم اختلف الأمر، فالجرارات الحديثة أخذت مكان الدواب، واختصرت المسافة والزمن، ما انعكس على راحة الفلاح ووقته. نخرج منذ الساعات الأولى للفجر، قبل شروق الشمس، لتدارك حر النهار ووهج الشمس الحارقة، برفقة الأولاد وبعض الأصدقاء لانجاز العمل.

الكثير من أصحاب الجرارات الزراعية يعتمدون على أيام الرجيدة، من اجل العمل وبالتالي تعد الرجيدة مصدراً للدخل عند الكثير من أصحاب الجرارات. في العام الماضي كنا نأخذ أجرة النقلة الواحدة 300 ليرة سورية، اليوم وبعد غلاء سعر المازوت، أصبحنا نتقاضى مبلغ 500 ليرة سورية على كل نقلة رجيدة. العمل لا يخلو من التعب والوقت، لأن تحميل النقلة الواحدة من الرجيدة يتطلب وقتاً بين الساعة والساعتين، بحسب عدد الأشخاص القائمين على العمل، وبحسب نوع المحصول، إذا كان من القمح أو من العدس والكرسنه. إضافة إلى وقت الطريق، الأسعار تعد مقبولة والجميع متفقون على أنها منصفة، نظراً لطبيعة العمل

لأعمال الرجيدة بعض الأدوات التي لا بد من توافرها لانجاز العمل، من هذه الأدوات الحبال من اجل تثبيت المحاصيل على الجرار، كما نستعين بأداة "الشاعوب" الذي بواسطته يتم رفع الغلال من على الأرض إلى الجرار، وهذه الأداة تختصر الكثير من الوقت والجهد، وتسرع العمل. في الماضي كان الأهل والأجداد يستعملون أكياس الخيش، وما يسمى "البندك" وهو عبارة عن قطعة من الخشب أو الحديد، تكون مربوطة بالحبال من جميع الجهات، ولها أشكال متعددة للربط مع بعضها بعضاً، في سبيل استيعاب الغلال واحتضانها بشكل جيد، يسمح بنقلها من الحقل إلى البيدر مهما طالت المسافة أو قصرت. كان العمل في الرجيدة في السابق متعباً ويأخذ وقتاً أطول، اليوم يمكن للفلاح أن ينتهي من الرجيدة خلال يوم أو يومين بحسب كمية المحاصيل الزراعية التي يزرعها».

تعبئة المحاصيل الزراعية

السيد "سليمان وهبي" وهو صاحب جرار زراعي، يعمل في نقل المحاصيل الزراعية بالأجرة، يقول: «الكثير من أصحاب الجرارات الزراعية يعتمدون على أيام الرجيدة، من اجل العمل وبالتالي تعد الرجيدة مصدراً للدخل عند الكثير من أصحاب الجرارات. في العام الماضي كنا نأخذ أجرة النقلة الواحدة 300 ليرة سورية، اليوم وبعد غلاء سعر المازوت، أصبحنا نتقاضى مبلغ 500 ليرة سورية على كل نقلة رجيدة. العمل لا يخلو من التعب والوقت، لأن تحميل النقلة الواحدة من الرجيدة يتطلب وقتاً بين الساعة والساعتين، بحسب عدد الأشخاص القائمين على العمل، وبحسب نوع المحصول، إذا كان من القمح أو من العدس والكرسنه. إضافة إلى وقت الطريق، الأسعار تعد مقبولة والجميع متفقون على أنها منصفة، نظراً لطبيعة العمل».

نقل الغلال الى البيادر