الملخص: الأخلاق عنوان تقدم الأمم ورقيها،وهي الأساس المكين الذي تبنى عليه العلاقات السوية الطيبة بين أفراد المجتمع وجماعاته ومؤسساته،فإذا ما وهن هذا الأساس أو تصدع تداعى بنيان المجتمع وانهار بأكمله، وعندما أراد رب العزة والجلال أن يمتدح نبينا "محمد" صلى الله عليه وسلم خاطبه قائلاً: «وإنك لعلى خلق عظيم»، كما ذكر عن سيدنا "محمد" صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق».
وقد كان العرب القدماء (قبل ظهور الإسلام) يتمتعون بالكثير من السجايا الطيبة والعادات الحميدة التي جاء الإسلام مؤيداً ومعززاً ومباركاً لها، من هذه السجايا الطيبة والعادات الحميدة التي عرف بها العرب قبل ظهور الإسلام والتي لم تتناقض مع التعاليم والمبادئ السامية التي أتت بها رسالة الإسلام، الشجاعة، التي كان يمجدها العرب القدماء، وكانت القبيلة تفاخر بأبنائها الشجعان، الكرم، وقد احتلت هذه السجية مركز الصدارة بين السجايا التي كان يتحلى ويتغنى بها العرب في تلك الحقبة، النجدة، وهي من أبرز السجايا التي عرف بها العرب القدماء، مراعاة حقوق الجوار، فقد كان للجيرة عندهم حقوقها وحرمتها، الحلم، وهو سجية من السجايا العالية التي يمتاز بها كرام الناس وكبراؤهم، وقد قال العرب قديماً (الحلم سيد الأخلاق)، وغيره من الصفات والمزايا التي كان يتمتع بها العرب في الفترة التي سبقت ظهور الإسلام. وما يزال شعبنا العربي الأبي إلى يومنا هذا متمسكاً بالعديد من المكارم والقيم الأصيلة التي ورثها عن آبائه وأجداده.
حملت المحاضرة الكثير من الدفق والاستفاضة والتوضيح، وبينت الصفات العربية بجمالية، والبحث فيه امتدادية واستشهاد بثوابت أدبية وشعرية، وقد ختم الباحث كلامه بحكمة جميلة، وكان هناك إسقاط جميل منه على فلسطين وتراثها وجذورها الراسخة، ولقد أفاد الباحث بالسجايا التي عددها بتقنية وتمكن وحضور جميل
كان هذا بعضاً مما ذكر في البحث الذي ألقاه الباحث الاجتماعي "خالص العياشي" في النادي العربي الفلسطيني بـ"حلب"، ضمن إطار النشاط الثقافي الذي يقيمه النادي بمناسبة القدس عاصمة للثقافة العربية.
عن هذه الندوة وسبب اختيار الموضوع موقع eAleppo التقى الباحث "خالص العياشي" الذي حدثنا قائلاً: «اخترت موضوع مكارم الأخلاق عند قدماء العرب لسببين، الأول هو الاعتقاد السائد لدى كثير من الناس أن العصر الجاهلي كان عصر جهل وجهالة، عصراً خاليا من القيم المثلى ومكارم الأخلاق، فأردت أن أصحح هذه الفكرة، والسبب الثاني هو ما يلاحظ في زمننا الحاضر من تراجع في الأخلاق والسلوكيات العربية على مستوى الحياة اليومية، مع أننا لا ننكر أن السجايا الأصيلة ما تزال راسخة في عقولنا».
وعن هذا اللقاء حدثتنا الشاعرة "مرشدة جاويش" قائلة: «حملت المحاضرة الكثير من الدفق والاستفاضة والتوضيح، وبينت الصفات العربية بجمالية، والبحث فيه امتدادية واستشهاد بثوابت أدبية وشعرية، وقد ختم الباحث كلامه بحكمة جميلة، وكان هناك إسقاط جميل منه على فلسطين وتراثها وجذورها الراسخة، ولقد أفاد الباحث بالسجايا التي عددها بتقنية وتمكن وحضور جميل».
أقيمت الندوة في صالة النادي العربي الفلسطيني في الساعة السابعة والنصف من مساء الأحد17/5/2009م، وقد حضرها عدد من الأدباء والشعراء والمهتمين بالحركة الأدبية، وتأتي هذه الندوة ضمن إطار البرنامج الثقافي الذي يقيمه النادي العربي الفلسطيني مساء كل أحد احتفاء بالقدس عاصمة للثقافة العربية للعام /2009م/.