يحظى التشجيع الرياضي بأهمية كبيرة ولاسيما في ظل الغياب الواضح لمختلف المجالات والأنشطة التي يمكن أن يروح فيها الإنسان عن نفسه حين يستبد به الملل، وقد تكرس هذا التشجيع في النفوس بشكل كبير، ونال اهتمام الكثيرين بعد الانفتاح الفضائي على الدوريات والمسابقات الرياضية الأوربية والعالمية ولاسيما الدوري الاسباني بعملاقيه المشهورين "برشلونة" و"ريال مدريد" اللذين انقسمت على تشجيعهما الغالبية العظمى من الناس إلى رابطتين للتشجيع كل منهم يهتف باسم ناديه المفضل،

وباتت أخبار هذين الناديين ولاعبيهما هي محور الأحاديث للمجالس التي تضم المهتمين والمتتبعين لأخبارهما، وقد بلغ الاهتمام والتشجيع الرياضي بهذين الناديين لدى البعض درجة عالية من المغالاة والشغف الشديد، وتعد مباراة "الكلاسيكو" التي تجمع هذين العملاقين من أبرز المباريات التي ينتظرها العالم أجمع للذين شغلتهم الرياضة وسيطر عليهم هوس التشجيع الرياضي وللاطلاع على هذه الظاهرة التشجيعية التقى موقع eDaraa بتاريخ 5/5/2009بعض المشجعين لهذين الناديين في مدينة "داعل" فكانت البداية مع "سفيان قطليش" وهو صاحب صالون حلاقة حوله لمعرض صور لناديه المفضل برشلونة فعن حبه لهذا النادي يقول: «أنا أحب الرياضة وأمارسها منذ صغري ولا أظن بأن شيئاً آخر كان يمكن إن يستحوذ على اهتمامي غير ممارسة الرياضة ومتابعة فريقي المفضل، أنا أشجع نادي برشلونة بشكل جنوني ومتعصب جداً بحبي لهذا النادي بحيث لا أسمح لأحد بانتقاده حتى وإن كان على صواب، وفي اليوم الذي أنوي فيه الزواج.. إذا اكتشفت أن الفتاة التي سأرتبط بها من مشجعي فريق ريال مدريد فلن أقدم على الزواج بها».

تكون الأمور مشحونة فيما بيننا مع كل مرحلة من مراحل هذا الدوري ولا يخلو الأمر من المضايقات والمشادات الكلامية وكل هذا في أمور الرياضة وتعود الأمور إلى وضعها الطبيعي عندما يتم الانتهاء من الحديث عن الرياضة وشؤونها

وعن علاقته بمشجعي "ريال مدريد" يقول: «لا يربطني بهم رياضياً إلا الاختلاف في وجهات النظر والعداء الرياضي الذي ابتدأ مع بداية هذين الفريقين إذ لا يمكن أن أتفق معهم في أي شأن من شؤون الرياضة حتى أنني صرت أكره اللون الأبيض الذي يمثل لون هذا النادي، أما فيما عدا الرياضة فإن علاقتي بهم عادية ولا تشوبها شائبة».

سفيان قطليش مشجع برشاوي

أما "أيهم الصلاح" وهو من مشجعي فريق "ريال مدريد" فيقول: «بعد يوم شاق تمضيه في العمل لا شيء يعادل متعة مشاهدة مباراة كرة قدم لفريقك المفضل، وأنا من مشجعي فريق ريال مدريد الذي أوليه الاهتمام الكبير وتشغل أخباره ثلاثة أرباع تفكيري ومع كل مرحلة من مراحل الدوري الاسباني تكون لي أمنيتان: الأولى أن يفوز الفريق الملكي أما الثانية فخسارة العدو اللدود برشلونة».

وعن علاقته مع مشجعي فريق "برشلونة" يقول: «تكون الأمور مشحونة فيما بيننا مع كل مرحلة من مراحل هذا الدوري ولا يخلو الأمر من المضايقات والمشادات الكلامية وكل هذا في أمور الرياضة وتعود الأمور إلى وضعها الطبيعي عندما يتم الانتهاء من الحديث عن الرياضة وشؤونها».

ايهم الصلاح مشجع مدريدي

وعن ظاهرة التشجيع هذه يقول السيد "خالد قطليش" وهو صاحب مقهى رياضي: «إن غياب النشاطات الأخرى جعل الرياضة هي محط الاهتمام خصوصاً مع النقاشات المستمرة التي بات الجميع طرفاً فيها والتي يتداولونها أينما ذهبوا.

ولكن للأسف فإن هذا الاهتمام رافقه التعصب عند الكثيرين الأمر الذي صار يؤثر على علاقتهم خارج إطار الرياضة فأنا أحب "ريال مدريد" وأشجع هذا النادي هذا الأمر جعل البعض يمتنع عن الحضور إلى مقهاي والذهاب لمقهى آخر فقط لأني من أنصار ومشجعي النادي الملكي».

خالد قطليش صاحب مقهى رياضي

تختلط المشاعر بين حزن وفرح مع نهاية كل مباراة يخوضها هذان الفريقان ولكن دائماً ما تكون النتيجة هي الاحتفالات والمسيرات الكرنفالية التي باتت مدينة "داعل" تشهدها وبمشاركة الجميع من الفائزين والخاسرين.