«فيما مضى كانت هناك فكرة تقول إن عامل التنظيفات إنسان غير متعلم، وذو مكانة متدنية في مجتمعه، كان العامل يخجل من كونه يعمل في هذه الوظيفة، وكنا نتلثم حتى لا يعرفنا أحد، ولكن ما تقوم به جمعية أصدقاء "سلمية" أماط اللثام عن وجوهنا، وجعلنا نشعر كم نحن مهمون للمجتمع، خاصة أنا أرى أساتذة، وصحفيين، وفنانين، وحتى سياحاً يقومون بهذه الأعمال، شيء رائع، وأنا أشعر بالسعادة لأنني شاركت في هذا اليوم لأرى بأم عيني ما يحدث اليوم».
بهذه الكلمات عبر السيد "لؤي القطريب"- وهو عامل تنظيفات- عن مشاعره حيال اليوم البيئي الذي أقيم يوم الجمعة 8/5/2009 ضمن فعاليات مهرجان "ربيع حماة" الثاني عشر بمشاركة مجلس مدينة "سلمية" وبالتعاون مع "جمعية أصدقاء سلمية" فكان يوماً لتنظيف جبل "عين الزرقا" السياحي من مخلفات ما قد نسيه المصطافون بين الأشجار، حيث بدأ العمل عند الساعة الثامنة صباحاً.
إننا في جمعية أصدقاء "سلمية" نقوم وبشكل أسبوعي بمثل هذه الحملات البيئية والتي كما أسلفت الغاية منها نشر ثقافة التشارك في خلق بيئة نظيفة ونقية
eSyria حضر في هذا اليوم وشارك في اليوم البيئي هذا، كما والتقى عدداً من المشاركين.
الأستاذ "حسن القطريب" عضو الجمعية يقول: «كان خيارنا للمكان الذي يتوافد إليه الأهالي أيام العطل للابتعاد عن ضوضاء المدينة، ونحن إذ نقوم بهذا العمل فهذا لا يعني أننا البديل عن مجلس المدينة، ولكنه تعاون يهدف إلى بث هذه الظاهرة عند الجميع، ولنقول لهم إن البيئة النظيفة هي مسؤولية الجميع وليست مقتصرة على الجهة التي تتبنى عملية إزالة هذه المخلفات، أوجه شكري لكل يد التقطت قطعة زجاج مكسورة وأبعدتها عن هذا المكان».
وأضاف: «إننا في جمعية أصدقاء "سلمية" نقوم وبشكل أسبوعي بمثل هذه الحملات البيئية والتي كما أسلفت الغاية منها نشر ثقافة التشارك في خلق بيئة نظيفة ونقية».
السيد "عدنان أبو حلاوة" موظف متقاعد، شارك في هذا اليوم التطوعي، وعنه يقول: «العمل البيئي بحاجة إلى نفَس طويل وتوعية على مدار أعوام، المهم هو زرع هذه الثقافة والوعي البيئي عند الناس، وذلك عن طريق العمل الجاد المسؤول، والقدوة الحسنة، وخاصة عناصر لجنة البيئة، وبالتعاون مع كافة الجمعيات والجهات ذات الصلة».
الأستاذ "عادل مقداد" مدرس في المعهد المهني في "حمص" شارك في هذا اليوم، وسجل رأيه فقال: «أزعجني وجود عدد كبير من القارورات الزجاجية المكسرة، حاولت ما أستطيع أن أبحث عنها لأزيلها من بين الأعشاب، فهي ذات وجهين أحلاهما مر، فإن سلمت منها دون أن تتعرض منها لجرح، فهي إن استقبلت أشعة الشمس في الصيف ستساعد على تأجيج النار، وحرق الأعشاب اليابسة، وبالتالي قد تتعرض هذه الغابة الجميلة لما لا تحمد عقباه، ما أطلبه من الأهالي الذين يزورون هذا المكان أن يعملوا على جمع مخلفاتهم ووضعها في أكياس، ولا يستغرق ذلك من الوقت الشيء الكثير، نحن بحاجة لمكان نظيف، وخالٍ من مصادر الضرر».
الأستاذ "ناصر الشعار" وهو فنان تشكيلي، شارك في هذا اليوم التطوعي، وهو مشارك دائم في نشاط لجنة البيئة في "جمعية أصدقاء سلمية" وعن مشاركته هذه يقول: «أنا من دعاة الحفاظ على البيئة النظيفة السليمة، لأنني أعتبر أن هذه البيئة هي أمّنا، وأمّ للجميع، والحفاظ على نظافتها، هو وفاء لهذه الأم، ونكون بذلك نساهم بل وندفع عن أنفسنا الكثير من الأمراض، ونحافظ على صحتنا وسلامة بصرنا من التلوث الذي نجده في كل مكان».
الأستاذ "صلاح الدين عبدو" موظف متقاعد شارك هو الآخر، وكان سعيداً بذلك، ويفصح عن شعوره هذا فيقول: «أشعر بالسعادة لأنني شاركت في هذا اليوم البيئي، وأتمنى تكرار هذه الظاهرة بشكل دائم، كما وأتمنى وجود توعية للمواطنين تساهم فيها الجمعية، وعلى مجلس المدينة أن يدعم التوجه الذي تقوم به هذه الجمعية، لأنها تحقق الشيء الكثير من عملها هذا، فالمواطن يعرف أن مهمة إزالة القمامة هي من اختصاص البلدية، ولكن عندما يشاهدون أساتذة، رجالاً ونساءً، متقاعدين، وشباباً، سوف يكسرون هذه الفكرة، وسيعرف الجميع أن المكان الذي نعيش فيه هو مسؤول منا في أن نجعله دائم التألق والنظافة».
السيد "سليمان السلوم" فنان مسرحي، هو الآخر شارك في هذا اليوم، وعن مشاركته يقول: «بالنسبة لي أعتبر أن هذا اليوم من الأيام الجميلة، وكل يوم تكون فيه البيئة نظيفة هو يوم جميل، وأنا على الصعيد الشخصي أقوم على صناعة قطع فنية من "توالف البيئة"، وقريباً ستقدم هذه المصنوعات في معرض ليراه من يهتم، وليعرف أنه بإمكاننا عدم التخلي عن أي شيء إلا إذا ثبت ضرره وعدم صلاحيته لشيء، وبذلك نجنب شوارعنا، وأماكن اصطيافنا الكثير من النفايات التي بدورها ستقوم على تشويه الصورة الجمالية للأمكنة التي يقصدها المرء طلباً للراحة».
السيد "حسن القطلبي" سائق سيارة جمع القمامة، وهو موظف في مجلس المدينة، سألناه وهو في يوم راحة، ماذا تعني له هذه المشاركة، فيجيب قائلاً: «لم يزعجني أبداً أن أشارك عدداً من الأهالي في تنظيف الجبل، وقد اعتاد الناس أن يرونا ونحن نقوم بجمع قمامتهم، ولكن اليوم نجد أن الأهالي هم الذين يجمعون القمامة، هذه شراكة حقيقية، تعطي انطباعاً جيداً بمدى المسؤولية التي يشعر بها الجميع، وأنا بدوري أطلب من مجلس المدينة أن توضع شاخصات توعية على مفارق الطرق في هذا الجبل».
في النهاية أخذنا رأي الأستاذ "أحمد شتات" عضو مجلس المدينة، والمسؤول المباشر عن التنظيم في فعاليات "سلمية" المرافقة لمهرجان "ربيع حماة" الثاني عشر، وعن هذا اليوم يقول: «تعاوننا كمجلس مدينة مع جمعية أهلية ما هو إلا نتيجة العمل الجاد من كلا الطرفين في سبيل خلق حراك مجتمعي يجمع الجهات الرسمية مع الأهلية لخلق عمل أكثر نضجاً ومسؤولية، وجمعية أصدقاء سلمية باتت تشكل العلامة الفارقة في هذا الاتجاه، فهي دائماً تقوم بمثل هذه النشاطات، وهي بذلك تثبت أن المجتمع الأهلي، وما يمكن أن يشكل من عمل هدفه الأول والأخير هذه المدينة الجميلة، من جهتنا كمجلس مدينة لن ندخر جهداً يساعد على منح هذه المدينة كل ما ينقصها».
