الغصن الكبير، أوساق الشجر، وأيهما كانت تعنيه قرية "الدانا"، فإنها تشبه غصن شجرة الزيتون المتسلل من بين أغصان غابة كثيفة متجانسة، لتظهر هي بتفردها بين قرى المنطقة، بما تضمّه من آثار بعضها مازال قائماً وبحالة جيدة، رغم القرون التي مرّت بما حملته من زلازل، وكوارث طبيعية كانت أم بشرية.

إنّها قرية "الدانا" الجنوبية التي تقع شمال "معرة النعمان" بـ/8/كم تقريباً، وغربي الطريق الدولي الذي يربط بين "دمشق" و "حلب" بـ/3/كم، وتسمى بـ "الدانا"الجنوبية، لوجود بلدة "الدانا" الشمالية المحاذية لـ"باب الهوى" على الحدود السورية التركية.

تتميز هذه القرية بآثارها المنتشرة على مساحات كبيرة، وهي تعود إلى العهد البيزنطي، وتتألف من كنيسة، ومدافن هرميّة، عليها بعض الكتابات اليونانية المسيحية منها كتابة على ساكف لكنيسة تعريبها «إله واحد ومسيحه، والروح القدس، أعن أخصائك

«تتميز هذه القرية بآثارها المنتشرة على مساحات كبيرة، وهي تعود إلى العهد البيزنطي، وتتألف من كنيسة، ومدافن هرميّة، عليها بعض الكتابات اليونانية المسيحية منها كتابة على ساكف لكنيسة تعريبها «إله واحد ومسيحه، والروح القدس، أعن أخصائك»، وكذلك كتابة أخرى «حيث الصليب لا يظفر العدو»، أمّا اسم "الدانا" فكما يقول الأب "شلحت" جاء من الآرامية لأنّ "دنتا" تعني الغصن الكبير، أو ساق الشجر، وهذا وارد في كتاب "عبد الحميد مشلح" (الظاهر والمدفون في بلد الزيتون).

من قرية الدانا

وفي لقاء لموقع eIdleb مع رئيس بلدية "الدانا" السيد "مصلح الرمضون" قال: «إن القرية تقع على مساحة تقدّر بـ/5344/هكتاراً، وعدد سكانها يتجاوز الـ/5800/نسمة، ويعمل معظمهم بالزراعة، وبتربية المواشي، ومن أهم مزروعاتها الحبوب، والبقوليات، والكمّون في البقاع السهليّة، وأشجار الزيتون، والكرمة، والفستق الحلبي في المناطق الوعرة»، وعن المرافق الخدمية أضاف "الرحمون": «القرية مخدّمة بالماء، والكهرباء، والهاتف، وفيها مدرسة واحدة ذات دوامين صباحي ومسائي، وتتميز هذه القرية بطبيعتها الجميلة، وبآثارها التي مازال قسم كبير منها بحالة جيدة، كمدفن الهرم، أو "قصر البنات" الذي يقع شمال القرية، ولكننا في المقابل نعاني عدم وجود طرق معبّدة تؤمن وصول السيّاح إلى هذه الآثار، حيث مازال الطريق الواصل إليها زراعياً، ولكون البلدية حديثة العهد نقوم بالسعي لتعبيد هذه الطرق، وأيضاً هناك معاناة أخرى تتمثل بمرور أنابيب الصرف الصحي القادمة من "معرة النعمان" والتي تمرّ متاخمة للقرية من الطرف الشرقي بشكل مكشوف ما أدى إلى إصابات كثيرة بـ"اللاشمانيا"».

أحد أزقة قرية الدانا
منظر عام للقرية