رسالة خاطبت بها المجتمع وانطلقت منها في عملها، لترعى لإنسان الفقير، وتعمل من أجله لتحدث الناس بلسان هؤلاء الفقراء، مؤكدة إنه ما يزال عمل الخير يستحوذ على اهتمام واسع من كافة شرائح المجتمع على اختلاف أطيافه وانتماءاته، لما لهذا العمل من فوائد اجتماعية وروحية عظيمة، إذ أنه يقرب الإنسان من أخيه الإنسان كما يقربه من خالقه الذي أوصاه بالرحمة والتراحم، والجمعيات الخيرية إحدى وسائل القيام بهذا العمل الخيري على اختلاف أنواعه، إذ تقوم بجمع الأموال والمساعدات من "أصحاب الخير" وتوزعها إلى مستحقيها من الفقراء والمحتاجين، وتعتبر جمعية "الإمام النووي" في مدينة "نوى" من أقدم الجمعيات الخيرية، وأكثرها نشاطاً ليس على مستوى المحافظة فحسب بل على مستوى القطر بشكل عام، نظراً لما تقوم به هذه الجمعية من أعمال ونشاطات "تطوعية" أضحت مثلاً لنظيراتها في المحافظات السورية الأخرى، وتوج عملها بزيارة السيد الرئيس "بشار الأسد"، وعقيلته إليها مؤخراً فأعطاها حافزاً ودافعاً للاستمرار بعمل الخير.
موقع eDaraa في 19/5/2009 التقى مع السيد "محمد عداد النصر الله" رئيس الجمعية للتعرف عليها بشكل أوسع فقال:
تأسست هذه الجمعية في عام 1959 محددة أهدافها منذ البداية في مساعدة الفقراء والمحتاجين والمحرومين، وتعليم الأيتام وبناء المساكن الخاصة بهم والاهتمام بالإنتاج الفكري "للإمام النووي"، وتأسيس نواة لمكتبة عامة تعتمد في جوهرها على مؤلفات الإمام النووي، إضافة إلى فتح دار للعجزة والمعاقين وإنشاء مدارس خاصة لتعليمهم، وإنشاء مشفى مستوصفات خيرية
«تأسست هذه الجمعية في عام 1959 محددة أهدافها منذ البداية في مساعدة الفقراء والمحتاجين والمحرومين، وتعليم الأيتام وبناء المساكن الخاصة بهم والاهتمام بالإنتاج الفكري "للإمام النووي"، وتأسيس نواة لمكتبة عامة تعتمد في جوهرها على مؤلفات الإمام النووي، إضافة إلى فتح دار للعجزة والمعاقين وإنشاء مدارس خاصة لتعليمهم، وإنشاء مشفى مستوصفات خيرية».
وأضاف رئيس الجمعية: «إن الجمعية اتخذت لنفسها خطاً مغايراً لبقية الجمعيات في السنوات العشر الأخيرة تقريباً، عندما سلكت طريق الاستثمار محققة وفورات مالية جيدة، ساهمت إلى حد كبير في استمرارية هذه الجمعية، وتميز أعمالها وتوسيع نطاق عملها، إذ قامت بإنشاء مجمع تجاري مؤلف من ثلاثة طوابق في مقر دار الأيتام القديمة يضم 54 محلاً تجارياً، يعود ريعها لصالح الجمعية ما جعل إمكانية العمل مستمرة على مدى الشهور والسنوات على اختلاف حجم التبرعات والصدقات التي تتفاوت مقاديرها من شهر لآخر، والتي نتمنى أن تزداد حتى تمكن الجمعية من القيام بأعمال ونشاطات أكبر وتغطية المتطلبات المتزايدة باستمرار».
وعن المساعدات التي تقدمها الجمعية تابع "النصر الله": «تقوم الجمعية بتقديم المساعدات المادية الشهرية لأكثر من 314 عائلة، والمساعدات العينية لأكثر من 500 عائلة بالمواسم والأعياد، و32 من طلاب العلم والجامعات والمعاهد بمرتبات شهرية، إضافة إلى تأمين الطبابة والأدوية المجانية لكافة العائلات الفقيرة ومساعدة الطلاب الفقراء ودراسة أوضاعهم، وتسعى الجمعية بالتعاون والتنسيق مع وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل ومنظمة اليونيسيف الدولية لرعاية الطفولة وغيرها من الجهات المحلية والدولية ومساعدة أبناء المحافظة من ذوي الاحتياجات الخاصة والأيتام وتعليمهم وتحسين نوعية الخدمات المقدمة إليهم، وذلك من خلال مشاركتها في ورشات العمل التي تقيمها الجهات المذكورة بغية تنمية الموارد المائية للجمعيات الخيرية ورفع مستوى أدائها».
وذكر "النصر الله": «إن أهم الأعمال التي اضطلعت بها جمعية "الأمام النووي" قيامها ببناء دار "حليمة السعدية" لرعاية الأيتام والعجزة، إذ بُدِء البناء بها في العام 1999 وهي الآن جاهزة ومأهولة بحوالي 70 يتيماً ويتيمة من أبناء محافظة "درعا"، وتتألف الدار من كتلتين متماثلتين يحتوي كل منهما على خمسة طوابق مساحة كل واحدة منها حوالي 550 م2 بمساحة إجمالية حوالي 5500 م2 تتسع لأكثر من 675 شخصاً، وكما ذكرت سابقاً فقد بلغ عدد الأيتام القاطنين في الدار السبعين يتيماً ويتيمة تقدم لهم كل أوجه الرعاية المادية والمعنوية، ومتابعتهم دراسياً من خلال مدرسين اختصاصيين، ويتم العمل حالياً على مخاطبة كل الجمعيات الخيرية في المحافظة من أجل تسجيل الأيتام ضمن الشروط الموضوعية حيث يتوقع أن يصل عدد الأيتام إلى 150 في هذا العام 2009 تقريباً».
وختم رئيس الجمعية بالقول: «يقوم مجلس إدارة الجمعية والموظفين الإداريين والبالغ عددهم 28 مشرف ومشرفة بالإشراف على هذه الدار، والمتابعة اليومية بكل أعمالها ونشاطاتها، إذ تم وضع برنامج عمل مدروس ينظم العمل في هذه الدار ويتضمن كل الأنشطة المقررة، إضافة إلى قيام المشرفين والمشرفات بزيارات ميدانية إلى بيوت الأيتام أثناء العطل لمتابعتهم وتسجيل الملاحظات على سلوكهم ونشاطهم ليصار إلى معالجة وتصحيح الأخطاء إن وجدت، وكان للزيارة الكريمة التي قام بها السيد الرئيس "بشار الأسد" والسيدة عقيلته للدار في شهر رمضان عام 2008 أطيب الأثر في نفوس هؤلاء الأطفال والمشرفين عليهم على حد سواء، وزاد من المسؤوليات الملقاة على عاتق هذه الجمعية التي نتمنى لها الاستمرار في تقديم كل ما هو جيد ومفيد لأبناء المحافظة وذلك بمساعدة أهل الخير، وتسعى جمعية "الإمام النووي" في المستقبل القريب إلى إتمام العمل في مستودع بناء دار الخير الاستثماري الذي سيعود ريعه على الأيتام والأسر الفقيرة في الجمعية، إضافة إلى القيام بحملة للقضاء على التسول بالتعاون مع الجهات المعنية، وبناء مدرسة خاصة للمرحلة الإعدادية والثانوية».