«رسالة مهرجاننا نبعت من تضحية "أغافي" المشهورة بجمالها حين قدمت نفسها كذبيحة للآلهة "زيوس" ليحمي المدينة من الزلازل والنكبات، لذلك نرى بأن الفن جمال بلا حدود قادر على إضفاء السعادة والفرح والتمتع بالإبداع».،هذا ما قاله مدير مهرجان "أغافي" السيد "جورج خوري" لموقع elatakia بمناسبة انطلاق فعاليات مهرجان "أغافي الثقافي" بدورته الرابعة بتاريخ 4-4-2009 والذي سيستمر لغاية 12-4-2009

وتابع "خوري": «لقد أكد مهرجان "أغافي" وجوده وهويته من خلال دوراته الثلاث السابقة مما يدفعنا لأن نطمح دائماً نحو الأفضل من خلال استراتيجية هذه الدورة بدعم الشباب السوري واستقطابه للفعاليات المتنوعة، فسيشارك معنا وللمرة الأولى عازف الكمان "مجد جريدة" وعازف القانون "محمد صالح" والفنانة "هالة الصباغ" إضافة لأول فرقة سورية من نوعها وهي "إشارات للرقص المعاصر" وهي فرصة لنا ولهم ليطلوا على مسرح دار الأسد».

لا تتوقف نشاطاتنا عند تنظيم هذا المهرجان بل أيضاً إقامة النشاطات الفردية خلال العام كالمسرحيات والحفلات الفنية إضافة إلى تنظيم المعارض والمؤتمرات وطموحنا المستقبلي هو تنظيم مهرجان يشمل دول البحر الأبيض المتوسط

وبالنسبة لآلية انتقاء الأسماء المشاركة قال "خوري": «استقطاب النجوم ليس الهدف الأساسي للمهرجان والانتقاء يتم بعد أن يدرس مجلس إدارة "أغافي" السوية الفنية للمشاركين فيقيم الأداء وتتم المشاركة على هذا الأساس وبالفعل منذ انطلاقة هذا النشاط قدمنا فرق غير معروفة لكنها أثبتت أهميتها وأصبح الجمهور "اللاذقاني" يطالب بها ويتابعها، ونحن نعامل كل مبدع على أنه نجم، إضافة إلى حرصنا على دمج الشباب مع أسماء معروفة كعرض ختام المهرجان الذي يجمع الفنان المعروف "سامي كلارك" مع فرقة عازفين شباب من سورية وهي "الإيفوريا"».

الفنانة هالة الصباغ

وعن عدم وجود فعاليات ثقافية أخرى سوى العروض الفنية قال "مدير المهرجان": «في هذه الدورة سنقيم معرضا للفن التشكيلي للفنانين الشباب، ونحن نعتبر بأن الثقافة لا تنحصر ضمن نوع أو لون فني أو أدبي فهي حالة غير منتهية من الإبداعات كما أن النشاطات الخاصة بالمسرح أو الشعر أو الأدب غنية بالمحافظة ونحن من المتابعين لها لكن أردنا أن ننفرد بخط مختلف وننجح به».

وفيما يخص التعاون مع الجهات الثقافية الحكومية قال "خوري": «هناك تعاون كبير مع هذه الجهات بدليل أن المهرجان يقام برعاية من وزارة الثقافة وبالتعاون مع مديرية المسارح والموسيقى وهو مبدأ الإستراتيجيات المتشابهة والتحالفات الهادفة فالتشاركية قائمة من قبل الجميع وهذه التعاون المثمر وصل بالمهرجان إلى دورته الرابعة».

جانب من الحضور

وفيما يخص آلية عمل مؤسسة "أغافي الثقافية" قال "جورج خوري": «لا تتوقف نشاطاتنا عند تنظيم هذا المهرجان بل أيضاً إقامة النشاطات الفردية خلال العام كالمسرحيات والحفلات الفنية إضافة إلى تنظيم المعارض والمؤتمرات وطموحنا المستقبلي هو تنظيم مهرجان يشمل دول البحر الأبيض المتوسط».

المطربة "هالة الصباغ" الحائزة على الجائزة الأولى بأغنية الطفل عام (1999) بإيطاليا قدمت بالفقرة الأولى من افتتاح المهرجان عدة أغان طربية أثبتت من خلالها امتلاك خامة صوتية مميزة ،"هالة" قالت لموقعنا: «المهرجان مميز للغاية وهو فرصة للتعريف بفنانين يمتلكون مقومات فنية عالية فمنذ فوزي بالمركز الأول بإيطاليا يظهر بين الحين والآخر فنانون يقدمون أعمالاً مميزة لكن سرعان ما ينساقون مع التيار نحو الأغنية الدارجة أو الشبابية كما يطلقون عليها، باستثناء أسماء معروفة حافظت على لونها الأصيل، وأنا بدوري منحازة لهذا الجيل الذي قدم الطرب الأصيل، وما أقدمه في الفترة الحالية من أغان لأم كلثوم وعبد الحليم وغيرهم من عظماء الفن هو للدلالة على امتلاكي لقدرات أريد إثباتها ومن ثم في المستقبل القريب سأقدم أغان خاصة، وبدأت بالغناء الطربي في المهرجانات بعد أغاني الأطفال التي قدمتها لفترة طويلة، فلم أكن أريد التخلي عن طفولتي وتقديم ما لا يناسب سني وهدفي هو الصعود بخطوات مدروسة».

عازف الكمان المايسترو مجد جريدة

وتحدثت "الصباغ" عن مشاركتها بالمهرجان فقالت: «"أغافي" فرصة ممتازة لتقديم الشباب السوري وإبراز قدراتهم وليس من باب المقارنة فقد شاركت بمسابقة (أكس فاكتر) ولم أصل إلى النهائيات لكن هذه البرامج لا تظهر قدرة الفنان الحقيقية لأن الفوز يعتمد على مبدأ التصويت لكن بمهرجان مثل "أغافي" نحن بتماس مباشر مع الجمهور والانطباع الذي يكونه يجعلنا متابعين بالنسبة له».

وبثلاث لوحات جمعت الدراما والحب والعنف قدمت فرقة "إشارات للفن المعاصر" الفقرة الثانية من افتتاحية المهرجان مجسدة حكايات من قلب المجتمع بأسلوب تعبيري راقص له دلالات عما يمر به كل شخص منا ،عن هذا الفن الجديد قال: رئيس الفرقة السيد "رواد الزاقوت": «نحن نشارك للمرة الأولى بمهرجان "أغافي" وهو فرصة ليطلع جمهور "اللاذقية" على هذا الفن الجديد في سورية فنحن حتى الآن الفرقة الوحيدة التي تمارسه مع أنه فن مشهور في دول أوربا فبعد تخرجي من المعهد العالي للفنون المسرحية عام (2005) قررت مع مجموعة من الأصدقاء تشكيل هذه الفرقة وثمانية من أعضاء الفرقة تخرجوا من نفس المعهد والباقي ما زالوا طلاب فيه وما نقدمه ليس مجرد رقص بل هو رقص تعبيري يحتوي على جمالية بصرية وسمعية من خلال الموسيقى المرافقة للعرض فنجسد معركة أو قصة حب أو دراما معتمدين على اللياقة والقوة البدنية والأداء التمثيلي، وما قدمناه بالافتتاح ثلاث فقرات من عرض مدته ساعة وخمس دقائق لكن هدفنا المستقبلي هو إقامة عرض مهم ومتكامل».

وعن الإصابة التي تعرض لها برأسه أثناء تقديم العرض قال "الزاقوت": «قد لا يخلو عرض من إصابة راقص أو راقصة فالحركات السريعة والانفعالية والعنيفة أحياناً جزء من العرض كما أن هذا الرقص بحاجة إلى أرضية مسرح مستوية تماماً للتخفيف من الإصابات، مع العلم بأن الراقص عندما يتعرض لهذا الأمر فإنه يساعده على عيش المعانات في الحكاية أو القصة التي يقدمها للجمهور خاصة أننا نقدم الملاحم المشهورة والمعروفة للجميع والتي قدمت سابقاً كأفلام أو مسلسلات أو مواقف مؤثرة من المجتمع، ولا نريد أن نقلل من أهمية الموسيقى المرافقة فهي عنصر أساسي ونبقى أحياناً شهور لنعتمد مقطوعة ما والهدف من التأني بذلك هو انتقاء موسيقى تساعد مع الحركة على إيصال الفكرة إلى المتفرج».

واختتم حفل افتتاح النسخة الرابعة من مهرجان "أغافي" عازف الكمان المايسترو"مجد جريدة" فرافقه الجمهور برحلة موسيقية ساحرة كما رافق أوتار كمانه مع نهاية كل معزوفة تصفيق حاد من قبل الجمهور .

"مجد جريدة" الذي غادر منصة المسرح سعيداً بهذا التفاعل الكبير بينه وبين جمهور "اللاذقية" قال لموقعنا «سعادتي كبيرة بهذه المشاركة وهي الأولى لي في "أغافي" تفاعل هذا الجمهور يدل على الوعي الثقافي للجمهور السوري الذي بات يفرق بين حضور مطرب وحضور عازف، وهو الأمر الذي كنا نفتقده سابقا فقبل (12) عاما قدمت للجمهور كليب موسيقي وأوقفته بعد فترة فالجمهور على ما يبدو لم يكن جاهزاً للإستماع إلى موسيقى منفردة واهتمامه كان منصباً على المطربين، لكن حالياً الوضع تغير تماماً خاصة بالنسبة لجيل الشباب الذي أشاهده بكل الحفلات وهو تأكيد على أن الشباب السوري صاحب أذن موسيقية خطيرة ويفرق ما بين الهابط وما بين الفن الحقيقي وهذا الأمر مهم بالنسبة لهم وبالنسبة لي كموسيقي صاحب مشروع يسعى لتقديم العزف الشرقي على الكمان وهو الخط الذي أردته منذ وجودي في المعهد العالي للموسيقى ومن ثم دراستي عند عازف الكمان الأول في سورية "رعد خلف" وأيضاً أستاذي المرحوم "ميشيل عوض"».

وتابع "جريدة": «مشروعي الموسيقي أثمر عن (CD) مقطوعات موسيقية باسم "عيون المتوسط" وهو إنتاج مشترك بيني وبين شركة (ميوزك ماستر للإنتاج الفني) وقد طرح هذا الـ(CD) في الأسواق العربية كذلك في أوربة وأمريكة وأكبر نسبة مبيع حتى الأن هي في دبي».

كما يقود المايسترو "مجد جريدة" فرقة موسيقية سورية بالكامل قال عنها: «أعتز جداً بقيادتي لهذه الفرقة وقد عزفنا مع العديد من النجوم الكبار في الوطن العربي مثل "ميادة الحناوي- أصالة- محمد عبدو- معين شريف- الياس كرم- صابر الرباعي- نور مهنا" وقيادتي للفرقة أمر صعب جداً خصوصاً بغياب إدارة أعمال محترفة تنظم العمل في سورية، فأنا حالياً المسؤول عن الاتصالات والتنقل وراحة العازفين وترتيبات السفر ومن ثم قيادة الفرقة على المسرح وما أتمناه أن يتجه الشباب نحو هذه الدراسة أي إدارة الأعمال فهي مهمة ومنتشرة بالخارج والعمل بها يقوم على دراسة وخبرة للوصول إلى الاحتراف الحقيقي مما يسهل مهمة الفنان ليتمكن من التركيز على العزف والفن».

بختام اليوم الأول للمهرجان التقى موقع elatakia ببعض من جمهور "مهرجان أغافي" فقالت الآنسة "ردينة ديب": «لم أحضر "أغافي" في دوراته السابقة لكن ما شاهدته اليوم مميز جداً ويدل على حسن التنظيم كما أن سعر البطاقة بالنسبة لوقت العرض والفنانين المشاركين (500ليرة) مقبول جداً ويفسح المجال أمام أكبر عدد من الجمهور للحضور والتمتع برحلة ساحرة من الفن الأصيل والجديد كفرقة "إشارات" لكن أتمنى أن يكون السعر أقل بالنسبة لطلاب الجامعات والمدارس».

وقال "عبد الهادي صيداوي": «منذ انطلاقة المهرجان قبل أربع سنوات وأنا أتابع نشاطه اللافت هو أن الحملات الإعلانية المرافقة وديكور المسرح والتنظيم يدل على حضور نجوم كبار، لكن نتفاجأ بفنانين لا نعرفهم كثيراً لنكتشف بالفعل أنهم نجوم ومبدعون وهي فرصة للفن السوري ليظهر، أيضاً هناك أسماء نعرفها كعازف الكمان "جهاد عقل" لكن اكتشفنا اليوم عازف سوري يضاهيه براعة هو "مجد جريدة" ومن المهم أن يكون الإعلام حاضراً للمساهمة بإطلاق مبدعين جدد لا يقلون موهبة ومقدرة عن غيرهم».

وقالت سيدة الأعمال والقنصل الفخري الهولندي بـ"اللاذقية" السيدة "ياسمين أزهري": «تعيش المحافظة منذ نهاية الشهر الثالث وحتى نهاية الصيف نشاطات مختلفة أغلبها ثقافية وهو أمر يفرحنا ويجعلنا مكاناً لاستقطاب السياح والجمهور من مختلف المحافظات، و"أغافي" أحد هذه المهرجانات المميزة فقد بات له جمهور وحضور مميز ونشكر إدارته على دعم الشباب السوري وتحقيق طموحاتهم بلقاء الجمهور بمهرجان يسير بخط تصاعدي ليكون فسحة اللقاء بين الجمهور والإبداع».

هذا ويستمر مهرجان "أغافي الثقافي" بدورته الرابعة حتى (12-4-2009) ويتضمن عدة عروض فنية لفنانين من "سورية" ولبنان وهم "ميادة بسيليس" ،عازف الكمان اللبناني "جهاد عقل" ،كورال الحجرة التابع للمعهد العالي للموسيقا ،عرض مسرحي للمخرجة "رغدة الشعراني" تحت عنوان "تيامو" ،الفنان اللبناني "أيمن زبيب"، الفنان اللبناني "سامي كلارك" ،فرقة "الإيفوريا" السورية.