العزاء وطقوسه في "الحسكة"...

«ما يميز أهل "الحسكة" هي الألفة والمحبة التي تجمع بين أبناء هذا البلد في الأفراح والأتراح فإذا حلت مصيبة ما ترى جميع الأهل والأقارب مجتمعين وكأنها وقعت على رأس الجميع وهنا نتحدث عن العزاء».

الكلام للسيد "علاوي إسماعيل" عندما التقاه موقع eHasakeh فحدثنا عن عادات وتقاليد العزاء في "الحسكة" وأضاف يقول: «إن العادات المتبعة تقضي بأن يفعل كل شخص منا ما هو واجب فعله للأهل والجيران في مثل هذه الحالة، فإذا توفي احد الأشخاص ترى الجميع قد اجتمعوا في بيت المتوفى، وكأن الذي توفي هو والد كل واحد منهم او أخوه او ابنه فيذهب بعض الشباب إلى المقبرة لحفر القبر ريثما يتم غسيل المتوفى والصلاة عليه في المسجد الموجود في الحي. وعند الانتهاء من الصلاة عليه يقوم المصلون بنقل المتوفى إلى مثواه الأخير، في هذه الأثناء يبقى بعض الأشخاص لبناء بيت العزاء وهو عبارة عن صيوان كبير يقوم أهل المتوفى باستئجاره خلال أيام العزاء التي تستمر ثلاثة أيام، والتي كانت في السابق عبارة عن سبعة أيام، ولكن شيوخ القبائل والعشائر اجتمعوا وقرروا تخفيضها إلى ثلاثة أيام بغية التخفيف من مصاريف العزاء.

وبعد الانتهاء من بناء الصيوان يقوم الأهل والجيران بالتبرع بسجاد منازلهم والمساند والكراسي لفرش هذا الصيوان خلال أيام العزاء، أما بالنسبة لطعام المعزين وأهل العزاء فيقوم احد الجيران بتجهيز الغذاء والذي هو عبارة عن بعض الذبائح من المواشي ويقوم بتجهيزه وطبخه وتقديمه لأهل المتوفى والمعزيين».

علاوي اسماعيل

وعن الطقوس المتبعة خلال العزاء يقول "علاوي": «من مراسم العزاء سابقا كان المعزون يقومون بتقديم بعض المساعدات لأهل العزاء كل قدر استطاعته من خلال الذبائح او عبارة عن كيس سكر او أرز ومن الأمور التي ما تزال مستمرة من القديم والى يومنا هذا هو تقديم القهوة المرة ومن المتعارف عليه في "الحسكة" ألا يهز فنجان القهوة في العزاء، أما اليوم الثالث وهو الأخير فيقوم أهل المتوفى فيه بذبح الذبائح وعزم الجيران والأقارب ويسمى عشاء الميت او المولد».