كان السؤال الكبير الذي ظل يراود الجميع، كيف يمكن أن يشق هذا الطفل الصغير حياته وسط كل هذه العوائق، وأصبح "ربيع" الهم اليومي للعائلة، فالطفل الأصم، بات يشكل غصة يومية لهم، حتى أصبح قطعة من الروح وأوكسجين للحياة، كيف لا وهو الذي يتمتع بالحس المرهف والعقل الكبير، والأكثر من ذلك كله عينان جميلتان أصبحتا مع الوقت تلتقط الأشياء وتنقلها إلى اليدين الصغيرتين فترسم إبداعاً على القماش الأبيض؟!
يقول السيد "أكرم الخطيب" الشقيق الأكبر "لربيع" لموقع eSuweda: «لم تكن ولادة "ربيع" طبيعية في شتاء عام 1980، فقد خرج إلى النور فاقداً للسمع والنطق، لكن هذا الطفل الصغير كانت عيناه تدل على ذكائه الذي بدأ يتضح عندما دخل مع أترابه إلى المدرسة، وراح يصور الوظائف وكأنك أمام صفحة من كتاب مطبوع، وأخذت هذه الحالة تتطور في المستقبل، متابعاً الصعود من صف إلى آخر حتى الصف التاسع، وفي هذه المرحلة بدأ "ربيع" بالرسم، ناقلاً الصور التي تتوافر أمامه وكأنه مصور لهذه المناظر، وكان هذا العالم الجديد متنفسه الحقيقي».
إن ربيع يتقن بشكل لا يوصف أعمال الديكور والجبصين، وأعماله الكثيرة شاهدة على براعته فمن الحائط عادي يمكن أن يصنع شجرة خضراء أو شلال مياه متدفقاً، ومن الملاحظات أنه رفض العمل كموظف عادي، لأنه في النهائية فنان ويريد أن يتابع حياته على هذا الأساس
أما لماذا لم يدخل "ربيع" معهداً خاصاً في صغره فيقول السيد "أكرم": «كان الظرف المادي صعباً جداً ولا يمكن تحمل مصاريف "ربيع" في دمشق، واكتفينا بوجوده مع زملائه يتعلم منهم ويمارس الحياة على طبيعتها حتى عام 2005، ذلك العام الذي قرر فيه "ربيع" دراسة الفن على أصوله عندما التحق بمعهد "أدهم اسماعيل" للفنون التشكيلية وبقي فيه مدة سنتين، وحصل في نهايته على مصدقة المعهد الممهورة بتوقيع وزير الثقافة».
وعن المعارض التي قام بها يقول "أكرم": «في نهاية المعهد أقام المسؤولون عنه معرضاً مشتركاً للطلاب وكان "ربيع" واحداً منهم فقدم مجموعة من اللوحات لفتت نظر معاون وزير الثقافة الذي وقف مطولاً أمام إحداها شارحاً رموزها ومعدداً أبعادها وهي لوحة تمثل الشجرة، أما الآن فهو يعمل على إقامة معرض جديد في المركز الثقافي العربي في "الصورة"، وتلقى دعوة للمشاركة في معرض جماعي يجري في مدينة "شهبا"، ونتمنى من خلال هذه المشاركات أن يعرف الناس ويروا موهبة "ربيع" على حقيقتها».
أما عن العمل الحالي فقال "أكرم": «إن ربيع يتقن بشكل لا يوصف أعمال الديكور والجبصين، وأعماله الكثيرة شاهدة على براعته فمن الحائط عادي يمكن أن يصنع شجرة خضراء أو شلال مياه متدفقاً، ومن الملاحظات أنه رفض العمل كموظف عادي، لأنه في النهائية فنان ويريد أن يتابع حياته على هذا الأساس».