عادةً ما تطغى دماثة الخُلق لدى الإنسان على مظهره الخارجي، ونرى أن الشخص الخلوق ـ رغم العيوب الشكلية ـ يحظى بتقدير وتقييم جيد لدى سائر الناس، لكن الأمر يختلف تماماً فيما يتعلق بتقييم الأسماك، فأكثر ما يعني الإنسان في معرض تقييمه لهذا النوع من السمك أو ذاك، هو مذاقه وطعمه اللذيذ.

ولعلَّ هذا الكلام ينطبق بشكل كبير على سمك "السلَّوري" الذي يعيش في نهر "الفرات"، حيث أن شكله يشبه إلى حدٍّ ما شكل الحيَّة، إلا أن طعمه يتفوق على الكثير من الأسماك، مما جعله من الأسماك المرغوبة جداً لدى عشاق السمك، وللحديث عن هذا الموضوع، قام موقع eRaqqa وبتاريخ (8/4/2009) بلقاء السيد "حسان علي مصطفى"، وهو تاجر أسماك في مسمكة "الصالح".

يعتبر سمك "السلَّوري" من الأسماك الصيفية، أي التي تتوافر بكثرة في فصل الصيف، حيث أنه من الصعب جداً اصطيادها في فصل الشتاء، وذلك بسبب هروبها إلى أكثر المناطق عمقاً في نهر "الفرات"، وينعكس بطبيعة الحال، على سعر شرائه في سوق الأسماك، ففي فصل الصيف لا يتجاوز سعر الكغ الواحد /75/ ل.س، بينما قد يصل سعره في الشتاء إلى الـ/125/ل.س. ولا بدَّ من الإشارة أخيراً، إلى أن "السلَّوري" من أسماك "الفرات" التي تتميز بمذاقها الفريد، وهناك شريحة كبيرة من الناس، تفضله على سائر أنواع السمك، وبسبب قلَّته النسبية، فإنهم يوصون التجار أو الصيادين عليه بشكل مسبق

وبسؤاله عن حياة سمك "السلَّوري"، وأماكن عيشه وكيفية صيده، أجاب: «يعتبر سمك "السلَّوري" أو "الحنكليس" من أسماك "الفرات" العريقة، ويعتبر مجرى هذا النهر، هو الموطن المثالي لعيشه، وهو من حيث الشكل الخارجي يشبه إلى حدٍّ ما الأفعى، لكن جسمه مفلطح وليس اسطواني، ويتميز بلونه المرقَّط المائل للبني، وله رأس مدبب وأسنان دقيقة وحادة، ويعلو ظهره ما يشبه المنشار، لذلك فإن إمساكه وهو حي باليد المجرَّدة، ينطوي على الكثير من الخطورة.

السيد حسان علي المصطفى

كما أنه يعيش في مجرى نهر "البليخ"، لكن بكميات قليلة جداً، إلا أن "السلَّوري" الذي يعيش في "البليخ" يكون حجمه عادةً أكبر من ذلك الذي يعيش في مجرى "الفرات، وأعتقد أن سبب ذلك يعود لاختلاف طبيعة المياه بين "الفرات" و"البليخ"، حيث تتميز مياه الأخير بشيء من الملوحة، علماً أن أكبر وزن وصل إليه "السلوري" ـ على ما سمعت من الصيادين ـ هو /2/ كيلو، وذلك في بحيرة "الأسد"، أما الوزن المتعارف عليه، فلا يتجاوز الـ/300/ غرام، في أحسن الأحوال.

أما عن أماكن تواجده في مجرى نهر "الفرات"، فيلاحظ أن "السلَّوري" يختار العيش بالقرب من الشواطئ، والأماكن القليلة العمق، حيث توجد النباتات المائية المتنوعة، كنبات "الزَّل" وغيره، طبعاً هذا الأمر لا يكون إلا في فصل الصيف حيث المياه الدافئة، فهو من الحيوانات المائية التي لا تعيش إلا في درجات حرارة معتدلة، بينما في فصل الشتاء البارد، يقوم "السلَّوري" بالعيش في الأماكن العميقة من النهر، وذلك بحثاً عن الدفء، بل يقوم علاوةً على ذلك بدفن نفسه في الطين الموجود في قاع النهر.

سمكة سلوري وزنها 200 غراماً

وهذا النوع من الأسماك، قليلاً ما يتم اصطياده بواسطة الشباك، وذلك لعدم توفر شباك خاصة به، لكن رغم ذلك فإن "السلَّوري" غالباً ما نجده عالقاً في الشباك المخصصة لصيد أسماك "البوري" الفراتي، حيث أن عيار هذه الشباك يكون قريباً من قطر جسمه، أما الطرق المتعارف عليها في اصطياد هذا النوع من الأسماك، فهي الصيد بواسطة القصبة، والتي هي عبارة عن قصبة يربط بها خيط من النايلون وفي نهايته "شص" أو "كلاَّب"، مع استخدام طعم الدود أو السمك الصغير أو أي نوع من أنواع اللحوم، وذلك كونه من الأسماك المفترسة.

وهناك طريقة أخرى، وهي استخدام البندقية المائية، والتي هي عبارة بندقية ذات زناد، لكنها تعمل بواسطة نابض قوي، وتطلق سهماً مربوطاً بخيط، وهذه الطريقة تستلزم استخدام لباس الغوص، ويتم الصيد بالقرب من الشاطئ، وذلك في فصل الصيف حصراً، وهناك طريقة ـ لكنها غير مشروعة ـ وهي الصيد بواسطة استخدام المولدات الكهربائية، حيث يتم إرسال صعقات كهربائية في الماء تؤدي إلى القضاء على كافة الأسماك الموجودة في المنطقة التي تعرَّضت للصعقة الكهربائية، ومن ضمنها أسماك "السلَّوري"، لكن هناك متابعة دقيقة لهؤلاء الصيادين، من قبل دوريات مديرية الزراعة، والتي فرضت إجراءات صارمة بحقهم».

ويضيف "المصطفى" :«يعتبر سمك "السلَّوري" من الأسماك الصيفية، أي التي تتوافر بكثرة في فصل الصيف، حيث أنه من الصعب جداً اصطيادها في فصل الشتاء، وذلك بسبب هروبها إلى أكثر المناطق عمقاً في نهر "الفرات"، وينعكس بطبيعة الحال، على سعر شرائه في سوق الأسماك، ففي فصل الصيف لا يتجاوز سعر الكغ الواحد /75/ ل.س، بينما قد يصل سعره في الشتاء إلى الـ/125/ل.س.

ولا بدَّ من الإشارة أخيراً، إلى أن "السلَّوري" من أسماك "الفرات" التي تتميز بمذاقها الفريد، وهناك شريحة كبيرة من الناس، تفضله على سائر أنواع السمك، وبسبب قلَّته النسبية، فإنهم يوصون التجار أو الصيادين عليه بشكل مسبق».