لم يكن من الشخصيات العادية في بلدة "الفوعة" فكان يخفي في داخله طموحاً لم يتنبه له إلا بعد أن قطع شوطاً طويلاً في حياته لكنه عاد وتنبه إلى ما كان يخفي في داخله فتمكن من الوصول إلى ذلك بتشجيع من والده الذي كان يحمل نفس الرغبة دون أن يصرح بها حتى يسمعها من ولده لأن يكمل ما بدأه والده وأن يسيرعلى خطاه أحد أبنائه في حمل العلوم الشرعية.

الشيخ والعالم "محمد حسن تقي" الذي التقاه موقع eIdleb بتاريخ 2/3/2009/ في منزله ليحدثنا عن حكايته مع دراسة العلوم الشرعية التي ترك لأجل دراستها عمله والتحق بجامعة تدرس العلوم الشرعية ليسير على خطى والده وجده حيث بدأ حديثه قائلا: «بدأت حياتي كأي شابٍ في بلدتي حيث حصلت على الثانوية العامة وانتسبت إلى كلية الاقتصاد في "جامعة دمشق" وتخرجت منها عام /1980/وعملت موظفاً في "المؤسسة العربية للإعلان" لحوالي 4 سنوات ثم عدت إلى "إدلب" لأعمل في مديرية المالية.

بعدها سافرت إلى جمهورية إيران الإسلامية لأكمل ما بدأته من دراسة العلوم الشرعية عن والدي في مدينة "قم" وبقيت هناك 7 سنوات ثم عدت قبل أن أنهي دراستي بسبب تعب الوالد لأنه تجاوز الثالثة والتسعين من عمره ولم يعد بوسعه القيام بأعباء إمامة البلدة فطلب مني العودة لكي أحل مكانه إضافة إلى طلب بعض الأهالي من البلدة فعدت في عام /1991/ وعملت في إمامة مسجد "الفوعة" وتابعت دراستي في السيدة زينب بـ"دمشق"

مع أنني كنت أرى أن الوظيفة مناسبة لكنني شعرت أنني لم أوجد لأكون خلف مكتب أمضي فيه يومي لأعود بعدها إلى منزلي دون أن تكون لي بصمة واضحة في بلدتي وكان ما يلح عليّ بهذا الهاجس أنني كنت أعيش في أسرة عريقة في ميدان العلوم الشرعية فكان جدي الشيخ "إبراهيم تقي" من أكبر رجالات "الفوعة" وإماماً لها لأكثر من /60/ عاماً وتبعه والدي الشيخ "موسى" إمام وخطيب فيها لمدة أكثر من /60/عاماً فعرضت فكرة الدراسة الشرعية على والدي فرفض في المرة الأولى والثانية لكنه وافق في المرة الثالثة أمام إصراري على ذلك فكان جوابه "أنا وما أملك أمامك وهذا كان حلمي أن يكون أحد أبنائي رجل دين ليس بالفرض من قبلي بل كنت أرغب أن يكون ذلك دافعاً من داخله وعند إصرارك تأكدت من ذلك"».

الشيخ محمد حسن في منزله

ويضيف: «بعدها سافرت إلى جمهورية إيران الإسلامية لأكمل ما بدأته من دراسة العلوم الشرعية عن والدي في مدينة "قم" وبقيت هناك 7 سنوات ثم عدت قبل أن أنهي دراستي بسبب تعب الوالد لأنه تجاوز الثالثة والتسعين من عمره ولم يعد بوسعه القيام بأعباء إمامة البلدة فطلب مني العودة لكي أحل مكانه إضافة إلى طلب بعض الأهالي من البلدة فعدت في عام /1991/ وعملت في إمامة مسجد "الفوعة" وتابعت دراستي في السيدة زينب بـ"دمشق"»

  • ما هي أهم الأعمال التي قمت بها بعد أن أنهيت دراسة العلوم الشرعية؟
  • الشيخ محمد حسن تقس يلقي محاضرة على طلابه

    ** بعد مضي سنتين في "السيدة زينب" كلفت بإدارة "حوزة الإمام الخميني" في "السيدة زينب" وبقيت 8 سنوات في إدارتها إضافة إلى عملي في إمامة البلدة فأتعبني السفر فقررت أن أستقر في بلدتي وتركت بعدها إدارة "الحوزة" لكني رأيت بأن العمل في إمامة المسجد وخطبة الجمعة فقط هي قتل للجهود والإمكانات المتوفرة ففكرت في إقامة مشروع يأخذ من وقتي أكثر من ذلك ويعود بالفائدة على أبناء بلدتي فقمت بتأسيس "روضة للأطفال" عن طريق وزارة التربية وبعد افتتاح "الروضة" بأعوام قليلة والإقبال عليها من الأخوة في البلدة لجأنا إلى توسعة الترخيص إلى أن أصبحت "مدرسة للتعليم الأساسي" من الصف الأول حتى الصف التاسع.

    وخلال تواجدي في "الفوعة" منذ عام /2000/ كان هناك مجموعة من النساء تقوم بتدريس اللغة العربية والفقه فقمت بتطوير هذه المجموعة وتمكنت من الحصول على ترخيص عن طريق السيد وزير الأوقاف وسميتها "ثانوية أم البنين الشرعية" وهي قسمان أحدها للذكوروالإناث وفي تلك الفترة قمنا بتأسيس مشغل خياطة لتعليم الأخوات وهو مشروع خيري ثم تطور إلى جمعية خيرية تعتمد على موارد مالية من تبرعات الأخوة لمساعدة الفقراء والمحتاجين وتقديم مساعدات مالية وعينية

  • ما هو دورك في كلية "الدراسات الإسلامية" في "الفوعة"؟
  • ** لقد قمت بالتنسيق مع السيد "عبد الله نظام" مستشار وزير الأوقاف منذ ثلاث سنوات من أجل افتتاح فرع للجامعة الإسلامية في "إدلب" وتم ذلك لكن كان مقرها مدينة "إدلب" وبعد أن تمكنا من تأمين مبنى لها قمنا بنقلها إلى بلدة "الفوعة" وأنا أعمل في إدارة الكلية وأقوم بتدريس بعض المواد الشرعية.

    ويشار إلى أن الشيخ "محمد حسن تقي" من مواليد بلدة "الفوعة" عام /1954/ ويعمل إماماً لمسجد البلدة ومديراً لكلية الدراسات الإسلامية ومدرساً فيها.