وسط مدينة "حمص" القديمة وتحديداً في حي "بستان الديوان" ينتصب هذا البيت الأثري محافظاً على رونقه وجماليته الشرقية المتميزة، وهذا ما دعى أصحابه لتحويله إلى مطعم تراثي على اسم "الدار"، متمتعاً بكافة مقومات الخدمة السياحية لزواره وقاصديه.

لتسليط الضوء على هذا المطعم موقع eHoms زار "الدار" بتاريخ (20/2/2009) والتقى السيد "نجيب بيطار" مدير المطعم الذي حدثنا عنه بالقول: «يرجع عمر "الدار" إلى أكثر من (270) عاماً، وتعود ملكيته إلى عائلة "الأخرس"، كدار كانت في السابق تجمع العائلة، ومنذ حوالي العام تقريباً قرر أصحابه إعادة تأهيله وتحويله إلى مطعم واستثماره سياحياً بما يناسب طابع بنائه التراثي الأصيل، وجرى افتتاح المطعم في بداية العام /2008/».

يرجع عمر "الدار" إلى أكثر من (270) عاماً، وتعود ملكيته إلى عائلة "الأخرس"، كدار كانت في السابق تجمع العائلة، ومنذ حوالي العام تقريباً قرر أصحابه إعادة تأهيله وتحويله إلى مطعم واستثماره سياحياً بما يناسب طابع بنائه التراثي الأصيل، وجرى افتتاح المطعم في بداية العام /2008/

عن بناء الدار وأقسامه تحدث السيد "بيطار" بالقول: «البناء أثري قديم يتميز بطابعه الشرقي، ويتمتع بجمالية خاصة لكونه حافظ بشكل كبير على قدمه، ولم يحتج تأهيله إلا للقليل من "الرتوش". تغلب على عمارته الحجارة السوداء التي تشتهر بها "حمص"، مع التداخل الجميل للحجارة البيضاء وانتشار الأقواس والقناطر الحجرية.

السيد "نجيب بيطار" مدير مطعم الدار

و"الدار" مقسمة إلى عدة أقسام: فناء الدار الواسع أو الصالة الكبيرة، وتتوسطها البئر القديمة، ويتصل بها الليوان، وعلى يمينها قاعة داخلية كبيرة تسمى قاعة "ماري"، كانت تستعمل سابقاً كقاعة لاستقبال الضيوف أو ما تسمى (المضافة) أما على يسار الفناء فتوجد قاعة أصغر تسمى قاعة "إنانا" كانت تستعمل قديماً كغرفة للمؤونة، تم تحويلها حالياً إلى قاعة حجرية ضمن المطعم. إضافة إلى ذلك يتضمن "الدار" قاعة "قطر الندى" التي تتم فيها عملية السكب وتحضير الأطعمة».

وعن الخدمات المتميزة التي يقدمها المطعم قال مدير المطعم: «يتميز المطعم بأنه يقدّم المأكولات الغريبة والجديدة، غير المتوفرة في المطبخ الحمصي بشكل خاص كالمأكولات اللبنانية الشهيرة والأصناف المتنوعة والواسعة من المأكولات الغربية ففي البداية وجدنا صعوبة من قبل الزبائن في تقبل هذه الأصناف الجديدة، لكن سرعان ما تقبلوها وأحبوها، إضافة إلى أن السياح الأجانب وعلى اختلاف جنسياتهم يجدون طلبهم في مطعمنا من حيث الخدمة الجيدة وصنف الطعام الذي يماثل ما يأكلونه في بلدهم الأصلي».

قاعة "ماري" إحدى قاعات المطعم

وأضاف: «وبالرغم من صغر مساحة المطعم التي تبلغ (حوالي 400م2) ومن حداثة تأسيسه فنحن نعتبر أنفسنا حققنا نجاحاً مقبولاً، ونعتبر أن مطعمنا يعد من المطاعم التي أخذت تشق طريقها الصحيح نحو الأمام، كما أن أسعارنا تعتبر الأرخص مقارنة بالمطاعم الأخرى المماثلة في "حمص" وحتى في كل أنحاء القطر».

وعن أهمية انتشار مثل هذه المطاعم التراثية القديمة في "حمص" يقول السيد "بيطار": «هذه المطاعم بطرازها العمراني المتميز تعكس جزءاً هاماً من حضارتنا الشرقية وتراثنا الأصيل، ولكون "حمص" تستقطب سنوياً أعداداً كبيرة من السياح العرب والأجانب، الذين يقصدون التعرف على تراث هذا البلد، بالتالي فوجود مثل هذه المطاعم ضروري، وهي تشكل جزءاً هاماً من العملية السياحية بشكل عام، وأداؤها الجيد من حيث الخدمة، لا بد أن يسهم بشكل كبير في تنشيط القطاع السياحي في المنطقة خصوصاً وفي سورية عموماً».

المطعم من الخارج

وعن المشاريع والطموحات يقول السيد مدير المطعم: «نحن في مرحلة تجدد دائم بالنسبة لأصناف الطعام الذي نقدمه ولجودة الخدمة، ونسعى إلى الأفضل، ولدينا الكثير من الأفكار الجديدة لتطوير العمل لنرضي كافة الزبائن على اختلاف شرائحهم، مع العلم أن بلدنا لا ينقصه أية مقومات سياحية جاذبة أو خبرات لكنه بحاجة لبعض الترتيب والتنظيم ليصبح من البلدان المتقدمة سياحياً».

الجدير بالذكر أن السيد "نجيب بيطار" مدير المطعم عاش في لبنان حوالي (28) عاماً عمل خلالها بأهم المطاعم والفنادق هناك.