حجارةٌ تتكلم بلغتها الصماء ونقوشٌ بديعة خطتها أيدٍ بارعة، ومعالم لا تستحق أن تكون من المدن المنسية. فأينما جال بك الطرف تجد من حولك كنزاً فريداً يستحق الإمعان بتاريخ الحضارات العظمى التي عرفتها الأرض بأبنيتها الشاهقة واللمسة الفنية التي تجذب نظر الزائر، ولعل "قصر الحمراء" هو أهم هذه الأبنية وأكثرها محافظةً على هيكله الخارجي فقد ذُكر هذا القصر كثيراً في المراجع السياحية وكتب التاريخ التي توثق آثار "البارة".

موقع eIdleb التقى الدليل السياحي "أحمد علي اليحيى" ليحدثنا عن أهمية القصر التاريخية بقوله: «يعود القصر إلى القرن الخامس الميلادي وهو من القصور الملكية في "سرجيلا"، حيث يدل وجود الساحة الكبيرة وقربه من أهم المرافق العامة على ذلك وقد أخذ القصر تسميته نتيجة لون حجارته الحمراء الداكنة من الداخل». وأضاف قائلاً: «يتألف القصر من طابقين الطابق العلوي وتوجد فيه النوافذ المزخرفة بنقوش رومانية ويحتوي على فتحات مخصصة للرماة ضيقة من الخارج وواسعة من الداخل لتحمي رماة السهام أثناء الحروب.

يعود القصر إلى القرن الخامس الميلادي وهو من القصور الملكية في "سرجيلا"، حيث يدل وجود الساحة الكبيرة وقربه من أهم المرافق العامة على ذلك وقد أخذ القصر تسميته نتيجة لون حجارته الحمراء الداكنة من الداخل

أما شكل السقف العلوي فهو كجميع الأبنية المجاورة يأخذ الشكل المثلث وهو السقف الجملوني الخشبي المغطى بالقرميد الأحمر ويستند إلى "ساكف" خشبي يستند بدوره إلى جدران القصر عبر العديد من التجويفات داخل الجدران. أما أرضية الطابق العلوي فهي تستند إلى قناطر تمتد على طول غرف القصر والتي تحمل الطابق العلوي وكانت تزين أرضية القصر لوحات فسيفسائية تكسرت نتيجة تهدم السقف العلوي للقصر».

واجهة قصر الحمراء

يتجه "قصر الحمراء" باتجاه شروق الشمس وباباه باتجاه الجنوب وبجوار كل باب توجد نافذة ضيقة وأماكن مزخرفة توضع بها القناديل للإنارة. أما أهم المرافق التي توجد بجانب القصر فهي "معصرة الزيت" من جهة الشمال وهي من أقدم المعاصر في العالم وكنيسة "سرجيلا" وديرها والحمام والمباني الطابقية الواقعة في الجهة الغربية، أما من جهة الشرق فتوجد العديد من الأبنية المهدمة.

وحجارة القصر والأبنية المجاورة فكانت تأتي من مقطع حجارة "سرجيلا" الواقع في الجهة الغربية للمدينة حيث مازالت آثار قطع الحجارة موجودةً ولم تكتمل نتيجة الزلزال العظيم الذي حول المنطقة إلى ركام وأجبر أهلها على الرحيل عام /553/ ميلادي.

القناطر لحمل الطابق العلوي

إنها آثار "البارة" أكبر تجمع أثري في سورية والتي تعود إلى العهدين الروماني والبيزنطي في القرنين الخامس والسادس الميلاديين وتتوزع على عدة مواقع أهمها موقع "سرجيلا" والذي يضم العديد من المباني القائمة الشاهدة على الرقي الهندسي والمعماري.

الأبنية المجاورة للقصر (الحمام وفيلا سكنية)