الأمواج تفتح ثقباً في الصخر الشاطئي لـ"رأس ابن هاني"

بين عدد من التشكيلات الصخرية المتميزة على طول الشاطئ الشمالي لـ"رأس ابن هاني" هناك ثقب في الصخر الشاطئي بقطر يقارب المتر الواحد تخرج منه المياه وتدخل بشكل متوافق مع حركة الأمواج، على الرغم من أن منظر خروج الماء منها ودخوله منظر جذاب يدهش كل من يراه إلا أن ذلك المشهد لا يلفت كثيراً من الزائرين إلى ذلك الشاطئ كونه مخفي خلف كتلة من الصخور التي يصعب المشي عليها لما لها من سطح خشن مسنن.

elatakia وأثناء جولة قامت بها بتاريخ 26/3/2009م، إلى ذلك الشاطئ المصنف على أنه محمية بحرية، عثرت على ذلك الثقب الذي يلفظ الماء ويبتلعها مجدداً، حيث كان البحر هائجاً آنذاك، فتارة تخرج المياه من بطن الثقب، وأخرى تعلوه الأمواج وتطمره بالكامل، قبل أن يبتلع هو كل الماء الزائد مشكلاً "دواراً بحرياً" يثير الرهبة في النفوس.

وفي في توضيح لهذه الظاهرة الجيولوجية وقد تحدث لنا الجيولوجي "صفوان داوود" عن تلك الظاهرة قائلاً:

مبتلعاً الماء الناجم عن الأمواج

«تتكون المنطقة من صخور كلسية حطامية، مما يسهل على أمواج البحر التغلغل في شقوقها الضعيفة، وخلق تكهفات عميقة من خلال عملية الحت الناجمة عن حركة تلك الأمواج،

ونتيجة العمل الدائم لتلك الأمواج فإن المياه التي تندفع داخل الكهف وجدت طريقاً إلى الخارج عبر ثقب صغير، فأخذت المياه تخرج منه عندما يرتفع الموج، وتدخل فيه عندما ينخفض،

الثقب من الاعلى

تلك الحركة المتواترة المتكررة كل دقيقة قرابة الخمس إلى عشر مرات، أدت إلى توسع الشق شيئاً فشيئاً، حتى وصل إلى شكله الحالي، وهو في اتساع دائم حتى زوال الصخر الحامل له بفعل عملية الحت هذه».

أما عن سبب ظهور مثل هذا الشكل في هذا المكان دون غيره فقد أوضح داوود قائلاً:

فتحة الثقب

«على شاطئ "اللاذقية" الطويل الممتد من "البدروسية" شمالاً وحتى "الكورنيش الجنوبي" تنتشر أنواع مختلفة من الصخور، التي يختلف مظهرها باختلاف قساوتها، ومساميتها، وتطبقها، فتظهر كثير من البنى الجيولوجية المميزة الفريدة التي تدوم لفترة من الوقت ثم تزول، وهنا لا بد لنا أن نذكر الكهوف الشاطئية الناشئة في منطقة برج إسلام التي نشأت عن حت الأمواج في الصخور "الكلسية- المارنية" وأيضاً تلك الأشكال الموجودة في منطقة "البدروسية" وغيرها من المناطق الساحلية».