منذ القدِم كانت المراسلات البريدية هي الوسيلة للتواصل بين الناس، بينما في وقتنا الحاضر هناك "الانترنت"، التي وفرت للناس أموراً كثيرة لم تكن موجودة سابقاً، ومنها التراسل بالكلمات والصوت والصورة معاً.
قام موقع "eSyria" بزيارة بعض مقاهي الانترنت المنتشرة في "دمشق" في تاريخ 3/2/2009، لكشف جوانب هذه الحالة، والإطلاع على التطور الذي وصلت له هذه المقاهي، والخدمات التي تقدمها للمواطنين.
إن سرعة الانترنت في المقهى تشد الناس إليه، فيأتون للتحدث مع أقاربهم خارج سورية، للتواصل معهم إما كتابة أو صوتاً وصورة معاً
التقينا "فراس بعلبكي" صاحب مقهى في حي المزة مقابل مركز التعليم المفتوح، القريب من المدينة الجامعية، تحدث لنا قائلاً: «إن أكثرية الزبائن لدينا من الطلاب المتواجدين في المنطقة، إن كانوا طلاب تعليم مفتوح أو طلاباً يقيمون في المدينة الجامعية، وهذا يدل على زيادة الوعي الطلابي إلى أهمية "الانترنت" في البحث عن المعلومات؛ تنزيلها، طباعتها بسرعة في المقهى».
وأضاف "فراس": «إن الطلاب يأتون إلينا لإجراء البحوث العلمية على النت، استخراج وطباعة مشاريع التخرج، مراسلة الجامعات خارج سورية، للحصول على منح دراسية، للتعرف على المواد التي تدرس في تلك الجامعات وطرق الاستفادة منها».
عند سؤالنا عن نسبة الأعمار التي تدخل إلى المقهى قال "فراس": «إن النسبة هي من سن العشرين فما فوق لأن وزارة الاتصالات تفرض على أصحاب المقاهي إدخال الزبائن الذين يملكون "بطاقات شخصية" فقط لأخذ المعلومات منها وتسجيلها على دفتر خاص لدى كل صاحب مقهى».
خلال جولتنا أيضاً التقينا "فضل وهبة"، يعمل في مقهى موجود في منطقة البرامكة، قال لنا: «نحن في هذا المقهى نستقبل طلاب الجامعات بكثرة، بحكم تواجدنا قرب تجمع الكليات، يأتي الطلاب لكي يقوموا بتنزيل بعض المحاضرات التي تفيدهم في حلقات البحث، ومشاريع التخرج، أيضاًَ نلاحظ الحضور الكبير لرجال الأعمال الذين يعملون في "البورصة" للإطلاع على آخر أخبار البورصة العالمية».
يضيف "فضل" قائلاً: «طلاب المدارس يأتون إلى المقهى لاستخدام مواقع "التشات"، الدردشة التعرف على أصدقاء حول العالم، أما التسلية لها جانب كبير أيضاً يستطيعون قضاء وقت فراغ كبير على الشبكة».
وعن الناس العاديين ونسبة دخولهم إلى المقهى قال "فضل": «إن سرعة الانترنت في المقهى تشد الناس إليه، فيأتون للتحدث مع أقاربهم خارج سورية، للتواصل معهم إما كتابة أو صوتاً وصورة معاً».
أما "أمير المصري"، مستثمر مقهى في البرامكة جانب كلية التربية حدثنا قائلاً: «إن الانترنت يشكل فرصة للوصول إلى العالم بشكل أسرع، خاصة طلاب الجامعة، لعدم توافر الانترنت لديهم بالسرعة الموجودة في المقهى، الناس الآن تعتمد على "النت" أكثر من الكتاب في الحصول على المعلومات، لما فيها من عناصر جذب قوية غير موجودة في الكتب».
خلال تواجدنا في المقهى التقينا "بشير حمادة" زبون دائم فيه، يقول "بشير": «بحكم عملي في شركة تغليف "لبنانية"، أحتاج دائماً لمراسلة الشركة للإطلاع على سير العمل، المقهى يوفر عليّ الجهد الكبير الذي سأقضيه مسافراً بين سورية ولبنان، أستطيع عن طريق /الإيميل والمسنجر/ تسيير عملي هناك، وأنا جالس على "كرسي هنا"».