من الجيل القديم الذي عمل في مسرح "حماة" وصنع حراكه يبرز المخرج "محمد عبد القادر شيخ الزور" كممثل ومخرج مسرحي، وكاتب ومعد برامج تلفزيونية وعضو فاعل في نقابة الفنانين في الجمهورية العربية السورية.

ولد المخرج "محمد شيخ الزور" في مدينة "حماة" عام /1944/ في بيئة فقيرة أكسبته روح الطموح والمثابرة.

اكتشاف المواهب الجديدة وإضافة كادر جديد للعمل وهذا منوط بالمنظمات الشعبية، التي هي منبع هام لإضافة كوادر جديدة في مختلف المجالات الثقافية، وكلما زاد اهتمام هذه المنظمات بكوادرها زاد غنى الوطن بهذه الكوادر

عمل في سوق الخضرة بحماة وهو في المرحلة الابتدائية، وأجيراً في صيدلية في المرحلة الإعدادية، وبائعاً جوالاً في المرحلة الثانوية.

بين الجمهور

حصل على الثانوية التجارية عام 1963 وعمل معلماً وكيلاً في القرى والمدارس الابتدائية بحماة.

بدأ حياته الفنية كممثل عام /1956/ من خلال أنشطة الاتحاد الكشفي في المدينة وتتلمذ مسرحياً على يد الفنان الراحل "فؤاد سليم"، وتعلم المرح والكوميديا على يد الفنان الكبير"عبد المجيد مغمومة".

الفنان

عمل موظفاً في المؤسسة العامة الاستهلاكية من 1966 ولغاية 1978.

أسس "شيخ الزور" مع رفيق دربه الفنان "مختار كعيد" جمعية "فرقة الفداء" الفنية عام /1967/ وقدم من خلالها مسرحيات مازالت جماهير "حماة" تذكرها.

مسرحية "لماذا يا أبتي؟"

تزوج عام /1966/، حصل على الشهادة الثانوية الفرع الأدبي مرتين لمتابعة تحصيله العلمي، درس الأدب العربي في جامعة دمشق حتى الصف الثالث، وتخرج في جامعة دمشق كلية الدراسات الإنسانية (قسم الاجتماع) عام /1986/.

عاد لملاك التربية وعمل معلماً في مدارس حماة، ومديراً للمدرسة التطبيقية للمناشط اللاصفية حتى /1985/ .

أخرج مسرحية "حفلة سمر من /5/ حزيران" عام /1971/ وهي من تأليف الكاتب المسرحي "سعد الله ونوس" ونالت جائزة أفضل عرض مسرحي في مهرجان الهواة الأول لوزارة الثقافة.

يقول في رده على من يدعي وجود أزمة في المسرح العربي: «المسرح ليس لديه أزمة وهذه الأزمة مفتعلة، الصعوبات والمعوقات التي تعترض المسرح العربي لم تصل إلى مرحلة الأزمة، هي معوقات وصعوبات كل عمل إبداعي، وكل عمل مسرحي ستعترضه بعض المعوقات والتي يجب على الفرقة أن تواجهها وتجتازها، الأزمة المفتعلة يحاول خلقها بعض المستفيدين من هذا العنوان، فلولا وجود هذه الأزمة المفتعلة لا وجود لمثل هؤلاء، وبدل أن يصلحوا ويساهموا في تذليل العقبات أخذوا يساهمون في تأصيل وتعميق هذه العقبات».

وعن عناوين هذه الأزمة المفتعلة يضيف المخرج "محمد شيخ الزور": «العناوين التي يحاول أصحاب الأزمة المفتعلة ترويجها كعناصر لها هي أن هذه الأزمة لها ثلاث مكونات الأولى هي أزمة النصّ المسرحي، والثانية هي أزمة عدم توافر عناصر، والثالثة هي أزمة الإمكانات المادية، وأنا أرى أن النصوص اليوم أصبحت أكثر من القصائد الشعرية لمن يريد أن يبحث، أما العناصر فإن المخرج المتمكن يستطيع أن يخلق العرض المسرحي بأقل درجة من الموهبة المسرحية لدى الممثلين ومن خلال الحلول الإخراجية، أما بالنسبة للإمكانات المادية فبإمكان الفرقة المسرحية أن تبحث عن موار مالية "تقيم أودها" بالحد الأدنى لإنتاج العمل؛ فأين هي الأزمة؟».

اشترك في كافة مهرجانات وزارة الثقافة واتحاد الشبيبة والعمال والمسرح المدرسي ممثلاً أو مخرجاً ونال العديد من الجوائز.

اهتم بمسرح الطفل منذ عام /1980/ وقدم العديد من المسرحيات والتمثيليات القصيرة والأوبريتات والأغاني الخاصة بالأطفال كاتباً أو ممثلاً أو مخرجاً في كافة مهرجانات الطلائع وأخرج وشارك بالتمثيل في مسرحيات عربية وعالمية ضمن نشاطات الطلبة والشبيبة والعمال ونادي الفارابي والمركز الثقافي والمسرح الوطني ونقابة الفنانين.

عمل ممثلاً ومساعداً للمخرج في فيلم "الطحالب" من إنتاج المؤسسة العامة للسينما مع الفنان المخرج "ريمون بطرس".

في عام /1992/ غادر "شيخ الزور" إلى الإمارات العربية المتحدة حيث عمل سكرتيراً فنياً لمسرح الشارقة الوطني حتى عام /2006/، وخلال فترة تواجده في الإمارات لم ينقطع إبداعه حيث أخرج العديد من مسرحيات الأطفال، وأعد برامج تلفزيونية خاصة بالطفل، واشترك بالتمثيل في عدة مسرحيات ومسلسلات وبرامج تلفزيونية ونال العديد من الجوائز وشهادات التقدية.

في عام /1996/ كرّمته محافظة "حماة" وذلك اعترافاً بالجهد الذي بذله في تطوير المسرح السوري عموماً ومسرح "حماة" خاصة.

عاد إلى "حماة" وكلّف بالاشراف على مشروع المسرح القومي فيها بتاريخ 3/3/2007، فأخرج مسرحية (كشف الضو عن معنى لو) وكانت باكورة إنتاج الفرقة الجديدة، حيث كرّمته وزارة الثقافة في دمشق /2007/.

يمارس الآن النشاطات الثقافية والفنية والأدبية في "حماة"، وذلك بالتنسيق مع نقابة الفنانين، وطلائع البعث ومديرية الثقافة في "حماة" والفرق المسرحية الأخرى لتقديم عروض مسرحية للكبار والصغار..

آخر أعماله مسرحية (حكاية مدينة اسمها العزة) ضمن فعاليات مهرجان "العزة لغزة" (كانون ثاني /2009/).

وعن كيفية تنشيط العمل المسرحي في سورية يقول: «اكتشاف المواهب الجديدة وإضافة كادر جديد للعمل وهذا منوط بالمنظمات الشعبية، التي هي منبع هام لإضافة كوادر جديدة في مختلف المجالات الثقافية، وكلما زاد اهتمام هذه المنظمات بكوادرها زاد غنى الوطن بهذه الكوادر».

ومن الأعمال المسرحية التي أخرجها "محاكمة رجل مجهول" للكاتب "عز الدين إسماعيل"، "الفتى مهران" للكاتب "عبد لرحمن الشرقاوي"، "المهرج" للكاتب "محمد الماغوط"، "سهرة مع أبي خليل القباني" للكاتب "سعد الله ونوس".

مسيرة الفنان "محمد شيخ الزور" تتسم بالحرص على المثابرة والمتابعة والنضال في مجتمع مغلق، حتى استطاع بشهادة المؤرخين للحركة الفنية في "حماة" أن يسهم مع رفاقه الفنانين في إيصال مفهوم جديد للفن المسرحي كمعلم وناقد ومفرح لجماهير "حماة"، وأن الثقافة حاجة ماسة لتطوير النفس البشرية ففي مجال مسرح الطفل فقد إخراج الكثير من المسرحيات منها "الجزيرة المجزأة"، "التاج الذهبي"، "العلم الواحد"، "السعادة المفقودة"، "الأمير المخطوف".

كما أخرج العديد من الأوبريتات منها "القنديل المسحور" للمرحوم الشاعر "عبد الرحمن النعيمي"، "الشهيد" للشاعر "أحمد خنسا"، "عيد الزينة" للشاعر "عيسى أيوب".

في مجال السينما شارك "شيخ الزور" في فيلم الطحالب كممثل ومساعد مخرج، وفي فيلم "الليل" كممثل ومساعد إنتاج.

في مجال التلفزيون أعدّ برنامج الأطفال "الباقة" لتلفزيون دبي /52/ حلقة كم شارك في إعداد برامج الأطفال "زهور المهرجان".