مع إطلالة شهر كانون الأول من كل عام يعلن "النرجس البري" عن وجوده حيث تبدأ زهرة "النرجس" بالتفتح خلال هذه الفترة لتملأ المكان من حولها عطراً وعبقاً وأكثر أماكن تواجد هذا الصنف في الجبال والمناطق المرتفعة والحراجية...
ولهذا السبب أطلقت عليه تسمية "النرجس البري" رغم أنه ينمو في كل البيئات والأماكن وقد أخذ الأهالي يزرعونه في حدائق منازلهم وهو كثير الانتشار في بيئة البحر الأبيض المتوسط. وتعود تسمية النرجس بهذا الاسم بالأصل إلى كلمة إغريقية معناها "التخدر" لأن البعض يرى أن رائحة زهرتها مخدرة، كما أن هناك أسطورة إغريقية مرتبطة باسم النرجس تقول أن هناك شاباً يدعى "نارسيس" كان شديد الإعجاب بنفسه وبينما هو يتأمل نفسه على سطح ماء البحيرة سقط فيها وتحول إلى زهرة نرجس ومن هنا جاءت عبارة "النرجسية" التي تطلق على الشخص الشديد الإعجاب بنفسه.
أنا شديدة الإعجاب بزهر النرجس وأحرص دائماً على وجوده في المنزل فهو ذو منظر أخاذ ورائحة عطرة تملأ أرجاء البيت ولذلك قمت بزراعته في حديقة المنزل لتكون موجودة عندنا بشكل دائم، كما أنه لا يحتاج إلى عناية واهتمام كبيرين حيث يكفي أن نضع الأبصال داخل التربة مع بعض الأسمدة والماء ونتركها لتنمو وتزهر بعد أسابيع قليلة
ومن المعروف أن هناك أكثر من لون أو صنف للنرجس فهناك النرجس الأخضر والأبيض والأصفر ولكن يبقى الأبيض أكثرها انتشاراً كما أن هذا الصنف هو أول من يزهر من "النرجس" وهو ينمو على ساق خضراء طويلة ورفيعة ويمكن أن تحمل كل ساق أكثر من زهرة وموعد زراعته في أوائل الخريف والنرجس يتكاثر بالأبصال والبذور.
وتعد زهرة النرجس من الزهور المفضلة عند أهل "إدلب" لمنظرها الجميل ورائحتها العطرة حيث من النادر جداً أن نجد بيتاً لا يحوي زهور "النرجس البري" خلال الفترة من تشرين الثاني إلى نيسان حتى إننا نجد الباعة الجوالين يبيعونها بكثرة خلال هذه الفترة من السنة حيث نجدهم وقد انتشروا في الحارات والحدائق وبالقرب من الأسواق وهم يعرضون باقات من زهر النرجس.
وعن سبب الإقبال على هذا النوع من الزهور يقول المهندس الزراعي "مصطفى زكور" في لقائه مع موقع eIdleb بتاريخ 31/12/2008: «إن كثرة تواجد النرجس البري ونموه في معظم مناطق المحافظة وتحمله لمختلف الظروف الجوية وإمكانية نموه في كل البيئات وأيضاً فترة أزهاره التي تبدأ من نهاية الخريف مروراً بالشتاء وتنتهي مع بداية الربيع وهي الفترة التي يقل فيها تواجد الورود والأزهار مقارنة مع تواجدها في فصلي الربيع والصيف هي أبرز الأسباب التي تجعل الناس يقبلون على اقتناء هذه الزهور إضافة إلى جمال منظرها ورائحتها المميزة».
كما التقينا السيدة "وداد حاج صالح" والتي قالت: «أنا شديدة الإعجاب بزهر النرجس وأحرص دائماً على وجوده في المنزل فهو ذو منظر أخاذ ورائحة عطرة تملأ أرجاء البيت ولذلك قمت بزراعته في حديقة المنزل لتكون موجودة عندنا بشكل دائم، كما أنه لا يحتاج إلى عناية واهتمام كبيرين حيث يكفي أن نضع الأبصال داخل التربة مع بعض الأسمدة والماء ونتركها لتنمو وتزهر بعد أسابيع قليلة».