يدرك "وليد الناصر" أن ناديه "الحرية" بأمس الحاجة إليه في مثل هذه الظروف والأوقات، ولأنه يعشق كرة القدم رفض أن يعلن اعتزاله بمباراة يحلم بها الكثير من الرياضيين، ويعتبر أن من أولويات الأمور لديه أن يقف لمد يد العون للنادي مع مجموعة كبيرة من أبنائه كي يستعيد عافيته، وهو ما يفعله تماماً الكابتن "وليد" هذه الأيام حين يعمل مشرفاً على كرة القدم في ناديه "الحرية".
"وليد الناصر" الذي وُلد في 18/6/1965م ولعب لنادي "الحرية" وأثبت وجوده في المنتخب الوطني للشباب والمنتخب الأول، ويحمل في ذاكرته خزانة ذهبية للكرة السورية.
الرياضة حققت لي الكثير، فهي حققت لي الشهرة ومحبة الناس، كما أنها حققت لي التكريم، وكان التكريم الأغلى من الرئيس الراحل "حافظ الأسد" في دورتين هما دورة "المتوسط" عام /1987/ وبطولة كأس العرب
eٍSyria زار الكابتن "وليد" في مقر ناديه "الحرية " بـ"السريان الجديدة" يوم الأحد 30/11/2008م ليحدثنا عن نفسه في رحلة عمر مع كرة القدم تجاوزت الخمسة عشر عاماً، فيقول:
«بدأت لعب كرة القدم في نادي "الحرية" في فئة الأشبال ومن ثم بفئة الناشئين، وكان المشرف العام آنذاك المدرب المرحوم "هيثم مؤقت"، ثم انتقلت بعدها إلى فريق الشباب الذي أحرزت معه هداف الدوري برصيد /27/ هدفاً مع المدرب "محمد نسريني"، ثم رفعت إلى فئة الرجال مع لاعب آخر هو "جوزيف ليوس" مع أنه يحق لي أن أبقى سنةَ أخرى في فئة الرجال، لعبت في رجال نادي "الحرية" لمدة /13/ عاماً ولم ألعب لغيره، وغبت عنه لمدة/3/ سنوات احترفت خلالها في نادي "العروبة" في "سلطنة عمان" وفي نادي "الصفاقسي" التونسي، وعشت مع "الحرية" أجمل أيامي أحرزنا فيها بطولة الدوري مرتين وبطولة كأس الجمهورية مرة واحدة، وكنا نشكل مجموعة قوية تضم نخبة من اللاعبين ومنهم "سمير ليلى، أحمد بصلة، عبد اللطيف الحلو، على الشيخ ديب، خالد الظاهر، إبراهيم الإمام رضوان الشيخ حسن، ..." وتوالى على تدريبنا آنذاك كلٌ من المدربين "ديبو شيخو" والكابتن "محمد نسريني" والكابتن "محمد درعزيني"».
"وليد الناصر" الذي تمثل له الذكريات أشياءً كثيرةً يفوحُ عبقُها كلما تحدَّث عنها، سجلَّ أهدافاً كثيرةً لكن الأغلى منها لا يزال يحتفظ بها في ذاكرته إلى اليوم، يتحدث الكابتن "وليد" عن أجمل ذكرياته وأهدافه مع المنتخب فيقول:
«أجمل المباريات التي لعبناها كانت مع المنتخب السعودي والتي خسرناها "5/4" وكانت ضمن إطار تصفيات كأس العالم حيث قدم المنتخب السوري أجمل مبارياته وأقواها، ووقع علي الاختيار كأفضل لاعب في المباراة من قبل مدربين عالميين حضروا اللقاء، أما أجمل أهدافي فكان على منتخب الكويت ضمن تصفيات كأس "آسيا" لكرة القدم والذي سجلته في الوقت القاتل من المباراة وكانت هذه المباراة هي مفتاح عبور للمنتخب السوري إلى النهائيات».
كثيرون ممن لهم الفضل عليه في تدريبه ورعايته وتأهيله، والكابتن "وليد" لا ينسى أحداً منهم فعندما تسأله على أصحاب الفضل عليه يقول:
«كثيرون هم أصحاب الفضل عليّ في رعايتي وتدريبي وقدموا لي الكثير من مدربين وإداريين ومشرفين وحتى الجمهور الذي كان يساندني أينما كنت وأذكر من المدربين المرحوم "هيثم مؤقت" ومدربين بصماتهم لا تزال موجودة وهم "محمد نسريني، ديبو شيخو، محمود عزيزي، محمد درعزيني، عبد القادر جوبا، ميخائيل دولتلي، يونس داوود" وغيرهم من الذين وقفوا إلى جانبي وجانب الفريق في حله وترحاله».
*ماذا يعني لك نادي "الحرية"؟
**«نادي "الحرية" يعني لي الكثير، فهو بيتي الأول وأنا أقضي فيه كل يوم حوالي العشر ساعات إلى اثنتي عشرة ساعة، وعندما كنت لاعباً لا أغادره أبداً فكنت أرى بالنادي كل شيء، وأنا إلى الآن لم أقم مباراة اعتزال لأني لست بحاجة إليها».
*لماذا هبط مستوى نادي الحرية في الآونة الأخيرة؟
**«أسباب كثيرة أدت إلى هبوط مستوى الكرة السورية عموماً فالتطبيق الخاطئ لتطبيق نظام الاحتراف أساء لمفهوم الكرة السورية، فقد أثر بتقليل الانتماء للنادي لدى معظم اللاعبين وأصبح التفكير بالمال فقط، نحن نجحنا عندما كنا نلعب لقميص النادي لا لشيء آخر، كما أن لتغييرات وتبديلات الإدارات وتغيير المدربين السبب المباشر في تطور الفريق وتراجعه، وهذه المشكلة تعاني منها فرقنا المحلية بشكل يومي، ومع ربط هذه الأسباب ببعضها وجدنا أنها أدت بنا إلى هبوط "الحرية" إلى مصاف أندية الدرجة الثانية».
*ماذا أضافت لك الرياضة؟
**«الرياضة حققت لي الكثير، فهي حققت لي الشهرة ومحبة الناس، كما أنها حققت لي التكريم، وكان التكريم الأغلى من الرئيس الراحل "حافظ الأسد" في دورتين هما دورة "المتوسط" عام /1987/ وبطولة كأس العرب».
*ما هي رسالتك التي توجهها لكل لاعب ورياضي؟
**«أقول لهم إننا اليوم نعيش في عصر الاحتراف، واللاعب الذي ينجح سيحصد نتيجة نجاحه بالتأكيد، والرياضة أصبحت مهنة للكثيرين ومستقبلاً يجب الاهتمام به، وهناك لاعبون سوريون تألقوا وتعبوا على أنفسهم وكانت الرياضة هي مفتاح مستقبلهم، وأنا أقدم لهم جملة من النصائح التي تتعلق بالاهتمام بصحتهم والابتعاد عن السهر والتدخين والالتزام بالتمارين اليومية وسيحصدون نتيجة تعبهم بالتأكيد».
*ما هو المشروع الذي يشغلك الآن؟
**«أنا حالياً في مجلس إدارة نادي "الحرية" عضواً ومسؤولاً عن كرة القدم فيه، كما أنني أحضر لمشروع رياضي يتضمن أول ترخيص بمدينة "حلب" لمشروع رياضي أكاديمي لتعليم رياضة كرة القدم للصغار وسأقيمه بأرض نادي الحرية بعد موافقة اللجنة التنفيذية للاتحاد الرياضي العام، ويضم المشروع /15/ مدرباً من رياضيي مدينة "حلب" ومن كل أنديتها الرياضية ولكل مدرب/30/ لاعباً يتمرن بإشرافهم، والهدف من هذا المشروع هو تطوير كرة القدم في مدينة "حلب"، وهذه الخطوة ستفيد الأندية الرياضية في تمتين قواعدها الرياضية من حيث الإعداد والبنية والفكر الرياضي والتخطيط وبكل شيء يخص كرة القدم، كما أن هذه الخطوة ستساهم برفد لاعبين مؤهلين ليكونوا في عداد المنتخبات الوطنية، والمشروع سينطلق مع بداية العام القادم /2009/ ونحن نرحب بكل موهبة شابة وبكل خبرة رياضية للمساهمة والتطوير».