"سوق الجمرك"، أو كما يقال عنه سوق (تفضلي يا ست)، باعتباره خاصاً بالأقمشة النسائية بأنواعها المختلفة ما زال له جمهوره وهو كما قال السيد "وليد العلاف" أحد أصحاب المحلات في سوق الجمرك

يعود إلى القرن السابع عشر، وأضاف السيد "العلاف" في لقاء لـــ eSyria معه بتاريخ /16/12/2008/: «كان السوق كما روى لي والدي عبارة عن خانات ومن ثم تحول إلى سوق للأقمشة الخاصة بالنساء، منذ ما يقرب من مئة سنة، وتتنوع الأقمشة فيه من المطرزة والسادة، القطنية أو التي تدخل فيها خيوط البوليستر، وهي ذات مصدر محلي كذلك هناك المستورد من "كوريا" و"الصين" و"اندونيسيا" و"الهند"».

نحن لا نتعامل مع الأٌقمشة المستوردة من إيطاليا أو فرنسا أولاً لأنها مرتفعة الثمن، وثانياً لأن سوقنا شعبي وله زبائن خاصون، كما أن بعض التجار أصبحوا ينفذون الألوان والرسومات الأوروبية على الأقمشة في معامل صينية وهندية وتورد إلى سورية

وسألنا السيد "العلاف" عن أنواع الأقمشة المتوفرة وأسعارها فقال: «هناك الأقمشة وطنية الصناعة منها: "جوخ" "معرق" "جورسيه" "ساتان" "حرير"، والمطرزة الخاصة بالسهرات والمناسبات، ويبدأ سعر المتر حسب نوعه من (150) ليرة سورية ويصل حتى (300) ليرة سورية، وبالمقابل هناك أنواع يبدأ سعر المتر بـ (500) ليرة فقط، أما الأقمشة المطرزة المستوردة كالصينية، فسعر المتر يبدأ من 200 ل.س إلى 300 ل.س، بالطبع هناك أنواع أقمشة تأتي من الصين باهظة الثمن ولها زبائن محدودون، أما أقمشة السبورات للصبايا، فيتراوح سعر المتر منها ما بين (200) إلى (400) ليرة سورية وأغلبها مستورد».

وليد العلاف

السيد "خلدون كنفاني" صاحب محل آخر في السوق قال: «نحن لا نتعامل مع الأٌقمشة المستوردة من إيطاليا أو فرنسا أولاً لأنها مرتفعة الثمن، وثانياً لأن سوقنا شعبي وله زبائن خاصون، كما أن بعض التجار أصبحوا ينفذون الألوان والرسومات الأوروبية على الأقمشة في معامل صينية وهندية وتورد إلى سورية» .

وعندما سألنا السيد "كنفاني" عن تأثير الأقمشة المستوردة على الأقمشة المحلية، قال: «من حيث نوع الأقمشة العادية لم نتأثر، وحتى بالنسبة للسبورات لأن الإقبال أقل، لكن ما يؤثر علينا الألبسة الجاهزة، فنحن في عصر السرعة والزبونة تفضل شراء ثوب جاهز بدلاً من شراء القماش ثم خياطته، وفيما إذا توفرت خياطة بأجور رخيصة سيعود الإقبال كما كان إلى السوق».

خلدون كنفاني

وعزا "كنفاني" تراجع الإقبال على هذا السوق الدمشقي العريق لنقص الترويج له من جهة، ووقوعه ضمن تفرعات سوق الحميدية من جهة ثانية، لكنه أكد أن هذه الأسواق ستبقى وجهة الناس لارتباطها بأصالة مدينة "دمشق"، وحميمية السوق.

السيدة "سعاد الأحمد" "أم حسام" قالت لــ"eSyria": «تعرفت على السوق منذ زمن طويل، لأن أمي رحمها الله كانت خياطة وكانت تصطحبني معها كلما ذهبت إلى السوق لشراء احتياجاتها من كلف الخياطة، وأعتقد أن السوق رخيص ويحتوي على أقمشة متنوعة وبأصناف مختلفة، وتلبي احتياجاتي كخياطة، وأشعر براحة كلما جئت للسوق (فجوه حلو كتير) ويذكرني بالماضي الجميل».

أخيراًً نشير إلى أن تسمية السوق بسوق الجمرك جاءت كما ورد على لوحة معلقة على مدخل زقاق السوق وكما أكد السيد "كنفاني": نسبة إلى كونه كان مركزاً للجمرك والمكوث في العهد العثماني حتى /1864/ م حين تحول إلى سوق.