شريط من ذكريات الطفولة تختزلها صورة بائع "غزل البنات" التي لا تزال في مخيلة الكثيرين من الناس فمن منا لا يذكر "بائع غزل البنات" مع دراجته الصغيرة التي يدفعها أمامه واضعاً عليها العدة الخاصة بصنع "الغزلة"...
كما يسميها العامة، حيث نجده دائماً يدور ويتجول في شوارع وأحياء الريف والمدينة وهو ينادي (حلو وسكر يا غزل البنات) وترى الأطفال مجتمعين حوله يطلبون منه "الغزلة" وهم يراقبونه كيف يحول السكر إلى شعيرات وخيوط بمذاقها الحلو المميز والكل ينتظر دوره ليعود إلى بيته حاملاً حصته منها لتأكل منها الأسرة كلها صغيرهم وكبيرهم.
أنا وأخوتي دائماً نشتري "الغزلة" لأننا نحبها كثيراً وطعمها طيب جداً حتى إن أشقائي الكبار يأكلونها معنا دائماً ويعطوننا النقود حتى نشتريها لهم
في أحد شوارع مدينة "إدلب" التقى موقع eIdleb بتاريخ 13/11/2008 "مصطفى طفاش" الذي كان يقوم بالتجول وصنع الغزلة للأطفال حيث تحدث عن ممارسته لهذه المهنة وسر محافظته عليها قائلاً: «هذه المهنة موجودة عندنا منذ خمسين سنة وأنا أقوم بهذا العمل منذ /15/عاماً في كل من "إدلب" و"حلب"حيث أتجول مع عربتي في الحارات الصغيرة والكبيرة لبيع "الغزلة" للأطفال الذين يأتون إلي حاملين نقودهم وأحياناً كثيرة يأتون بالسكر معهم لأقوم بغزله لهم مقابل مبلغ من المال أو قليل من السكر الذي أقوم بغزله وبيعه للأطفال فيما بعد».
وعن كيفية الحصول على "غزل البنات" قال: «إن الآلة التي يعتمد عليها صنع الغزلة بسيطة وهي مؤلفة من محور حركة يدور بسرعة معينة وفوقه وعاء صغير فيه ثقوب يوضع فيه السكر وهو موصول برأس "بابور غاز" صغير وكلها توضع على عربة صغيرة أو دراجة عادية لسهولة التنقل من مكان لآخر، وعند البدء بصناعة الغزلة أقوم بوضع كمية قليلة من السكر في الوعاء وإشعال الغاز ومن ثم أقوم بتدوير محور الحركة أو العجلة حيث يسخن السكر ومع السرعة يتحول إلى خيوط الغزلة التي تخرج من الثقوب الموجودة في الوعاء الصغير حيث تتجمع "الغزلة" في الوعاء الكبير الذي يحيط به ومن ثم نأخذها ونضعها في"الصينية" التي عادة ما يحملها الأطفال معهم أو نقوم بوضعها في أكياس من النايلون الصغيرة وأحياناً كثيرة نضع مع السكر بعض الملونات للحصول على ألوان من الغزلة الصفراء أو زهرية اللون».
أما الطفل "محمد العمر" فقال: «أنا وأخوتي دائماً نشتري "الغزلة" لأننا نحبها كثيراً وطعمها طيب جداً حتى إن أشقائي الكبار يأكلونها معنا دائماً ويعطوننا النقود حتى نشتريها لهم».