عرضنا في موقع eRaqqa بمرةٍ سابقة، بعض أهم الأمراض التي كانت منتشرةً في محافظة "الرقة"، وكيفية علاجها، وسنكمل في هذا اللقاء بتاريخ (3/11/2008)، مع الأستاذ الباحث "حمصي فرحان الحمادة"، حديثنا حول البعض الآخر منها، إذ يبدأ لنا "الحمادة" حديثه عنها بالقول: «أطلق أهل "الرقة" لكل عرض مرضي اسماً استنبطوه من بيئتهم، التي فرضت عليهم لهجةً خاصة بهم، وشملت هذه الأمراض كافة الآفات التي تصيب الجسد، وهي كثيرة نذكر منها:
ـ (الطاعون): وكان يعرف بالهواء الأصفر، اجتاح "الرقة" في عام /1761/م، وكان من ضحاياه والي "الرقة" آنذاك "أسعد باشا العظم"، الذي دفن في باحة المسجد العتيق، ويعتقد بعض أهل "الرقة" خطأً أن قبره هو قبر الصحابي "وابصة بن معبد الأسدي"
ومن الأمراض نذكر أيضاً: ـ (أبو شقلة): بإبدال القاف جيماً مصرية، وهو الاحتشاء، وكان يعالج بشرب منقوع نبتة "الدعجه" و"النعنع البري" ـ (الطيحه): وهي الاسهال، وتعالج بنبتة "الدعجة" ـ (شلعة الصرة): وهو ما يعرف حالياً بفتق الصُرَّة، وكان سابقاً يعالج بحزم الصرة غالباً بالشماغ ـ (حيّة الهوى): مرض ينخر العظام والمفاصل، ويعالج بمعدة الثعلب ـ (المسفل): وهو مغص يصيب الأطفال، يعالج بالبيض والشبّ وصوف اللباد البالي ـ (المجفية): وهي من أنواع الدمامل، تصيب المفاصل وتعالج بالكي ـ (الدويحس): مرض يصيب أظافر اليد والقدم، ويعالج بالبصل المشوي والقطران، كما يعالج أيضاً بوضع عجينة معجونة بالسكر حول الطرف المصاب، وننتظر حتى تتفاعل وتقوم هذه العجينة بسحب كل القيح الذي سبب الحالة الالتهابية
ـ (الكوليرا): ويسمى عند أهل "الرقة" "الخريطه"، بسبب الإسهال الشديد الذي يترافق معه بحيث يوهن المريض، ويجتمع مع مرض الطاعون تحت مسمى "الوجع" أو "الوبا"
ـ (الحمة): وهي الملاريا التي تترافق مع ارتفاع في الحرارة
ـ (الصيرة): وتشبه مرض نقص المناعة الذي يتظاهر بضعف شديد في دفاعات الجسم، كان أهل "الرقة" في موروثهم الاجتماعي يتداولون ذكره بالدعاء بالاصابة به على من يحرمهم شيئاً يحبونه، إذ يقول الشاعر الشعبي تحت هذا المعنى:
دشرتني وقوطـرت وخلـيتني بـحـيره
ريت الحرمني الولف بـسل ووجع صيره
ـ (الخنابة): وهو مرض كان يصيب الحنجرة ـ (الخنيزيرات): مرض سرطاني يصيب البلعوم وكان يعالج قديماً بالكي بالمنجل ـ (الشارج): وهو الصداع النصفي ويعالج قديماً بدودة العلق
ـ (الكجل): بلفظ الجيم جيماً فارسية، وهو مرض يصيب فروة الرأس، يعالج بمعدة الثعلب ومن عادة أهل "الرقة" قديماً أن يُعيَّر به صاحبه، فيقال عنه "الأكجل" ـ (الدوخة): ولها أكثر من سبب، ولكن الذي كان شائعاً أنها نتيجة لانخفاض الضغط، وتعالج بشرب اللبن الرائب مضافاً إليه الملح. ـ (الفجرة): بثور تصيب الأطفال غالباً، وتتوضع في الرأس والوجه
ـ (الموليه): بتسكين الواو ولفظها مخففةً، وهي قرحة المعدة، وتعالج بشرب الحليب مع عشبة النار ـ (أم ذويل): مرض يصيب العين، وتعالج بمادة حليبية تفرزها إحدى نباتات الصحراء
ـ (الأخت): ما كان يطلقه أهل "الرقة" على مرض شلل الأطفال وكان يعالج بالكي ـ النقطة: بلفظ القاف جيماً مصرية، وهي مرض يصيب بؤبؤ العين، ويعالج بمصل اللبن الحامض يقطر بالعين ـ (الشرى): وهو التحسس، وكان يعالج بنبات "الخوين"، وهو نبات لونه أحمر يشربه المريض ـ (الريح): وهو مرض روماتيزم المفاصل، وكان يعالج بالكي بالنار ـ (نادوف يسري): وهو كما يطلق عليه أهل "الرقة" بلهجتهم "عرج المعدة"، أي عرق المعدة، وكانوا يعالجونه بالشيح الأخضر ـ (الحويفر): وهو الأسقربوط وكان يعالج بالكي على اللثة، وبنبات "عود الهوى جوَّه" ـ (الرمد): التراخوما حالياً، وتعالج بالقرمز
ومن الملاحظ أن أغلب العلاجات هي من صيدلية الطبيعة، التي برع أطباء "الرقة" الشعبيون في فرزها وتصنيفها».
ويتابع الأستاذ "حمصي الحمادة" الحديث عن بقية الأمراض قائلاً: «ومن الأمراض نذكر أيضاً:
ـ (أبو شقلة): بإبدال القاف جيماً مصرية، وهو الاحتشاء، وكان يعالج بشرب منقوع نبتة "الدعجه" و"النعنع البري" ـ (الطيحه): وهي الاسهال، وتعالج بنبتة "الدعجة" ـ (شلعة الصرة): وهو ما يعرف حالياً بفتق الصُرَّة، وكان سابقاً يعالج بحزم الصرة غالباً بالشماغ ـ (حيّة الهوى): مرض ينخر العظام والمفاصل، ويعالج بمعدة الثعلب ـ (المسفل): وهو مغص يصيب الأطفال، يعالج بالبيض والشبّ وصوف اللباد البالي ـ (المجفية): وهي من أنواع الدمامل، تصيب المفاصل وتعالج بالكي ـ (الدويحس): مرض يصيب أظافر اليد والقدم، ويعالج بالبصل المشوي والقطران، كما يعالج أيضاً بوضع عجينة معجونة بالسكر حول الطرف المصاب، وننتظر حتى تتفاعل وتقوم هذه العجينة بسحب كل القيح الذي سبب الحالة الالتهابية».
ويذكر أن بادية محافظة "الرقة" تعتبر غنية بكافة أنواع النباتات التي استخدمها أجدادنا في معالجة مختلف الأمراض التي كانوا يصابون بها، إذ يرى الباحث والشاعر "محمود الذخيرة" بأنها صيدلية حبا الله أهل "الرقة" بأن جعلها متاحةً لهم، ولقد برع أبناء هذه المنطقة في تشخيص الأمراض، بالإضافة لبراعتهم في علاجها، ومن أشهر أطباء "الرقة" الشعبيين في ذلك الوقت كان المرحوم "ذياب العرَّان" الذي توفي في عام /1962/م، عن عمر ناهز /128/عاماً.