على امتداد سوق "هنانو"، وفي بداية تقاطع شارع "السينمات" كما يطلق عليه، يقبع محل تصعد إليه بدرجات قليلة، وهو من القليل أن ترى لنفسك فيه مكان للجلوس وتناول صحن صغير من الكنافة الخشنة وهي الوجبة الشعبية المميزة للمحل القديم من بدايته الأولى منذ أكثر من مئة عام.

أراد "علي غلاونجي" الجد الثالث لعائلة "الغلاونجي" العائلة ذات الأصول الجبلاوية والأشهر على صعيد صناعة الحلويات على وجه العموم والكنافة بشكل خاص أن يبقي لمكانه تميز ما، فأسمى المكان باسم حبيبة كان يعشقها ولكنه لم يحصل عليها فأسماه الناس بـ"مجنون ليلى" نسبة لشغفه الكبير بفتاته "ليلى"، حيث يعلم اللاذقانيون أنه إذا ما خلت نفوسهم لحظة لتذوق صحن من الكنافة الخشنة فما عليهم سوى أن يذهبوا مسرعين إلى محل "مجنون ليلى" حيث فيه مطلبهم وهذا ما فعله موقعكم موقع eLatakia يوم الأحد الموافق لـ12/10/2008 حيث اختار المكان والزمان ورجع بالتاريخ إلى الوراء وعاد بالفكرة والمعلومة المطلوبة.

العمل الصادق والجاد، واحترام حقوق المهنة وخصوصية صناعتها ومدى صلاح مكوناتها وجودة موادها الداخلة فيها، أدت ولا شك إلى استمراريتنا وبقائنا إلى اليوم اسم يذكر على مدى أبعاد الوطن

المكان أي المحل أو الدكان الذي حدثنا عن تاريخه أحد أحفاد أبناء مؤسسه الأول "علي غلاونجي" والذي حمل نفس الاسم حيث حدثنا الشاب "علي غلاونجي": «المحل موجود على قيد العمل منذ عام 1912 حيث اشتهر بصناعة الكنافة اللاذقانية الخشنة التي حملت نفسها في "دمشق" وباقي المحافظات اسم المحل "مجنون ليلى" لما حازت من شهرة واسعة أدت لانتشارها هذا الانتشار، والصحيح أننا لم نفتتح غير هذا القسم علما أننا كنا نستطيع ولكن هدفنا القادم سيكون كذلك ولذلك وكما ترى حافظنا على المكان وحتى اللافتة الخارجية بقيت كما هي معلقة وكذلك فانوس الحارة القديم».

يتابع "الغلاونجي الصغير" فيقول: «العمل الصادق والجاد، واحترام حقوق المهنة وخصوصية صناعتها ومدى صلاح مكوناتها وجودة موادها الداخلة فيها، أدت ولا شك إلى استمراريتنا وبقائنا إلى اليوم اسم يذكر على مدى أبعاد الوطن».

أما "أنور سليمان" أحد صناع المحل الصغير والذي قضى أكثر من 15 سنة في هذا المكان حيث شرح لنا مراحل تحضير الكنافة الخشنة اللاذقانية فيقول: «المحل هو أقدم المحال بـ"اللاذقية" وشهرته بلغت أقصى الحدود وإبعادها، وتحضير الكنافة الخشنة يبدأ من مزج الطحين والحليب والماء السكر (القطر) ومن ثم ماء الجبنة والتي ينتج عن هذا المزيج ما يسمى لدى الجميع بالـ(البصمة)، حيث يتم تحريك ولف البصمة عبر آلة لف خاصة ومن ثم ضغط الصينية الممهدة بإتقان تنتظر الجبنة التي تفرش على وجه الطبقة الأولى ومن ثم تفرش البصمة على الجهة الثانية ومن ثم تطهى على نار معدة خصيصاً لصواني الكنافة الخشنة وبالتالي تقليبها وتبريدها ومن ثم تقديمها كوجبة شعبية لا تنسى مذاقها أبداً».

كلمة "كنافة" والتي استطلع موقعنا من العديد معناها ومنشأها كوجبة شعبية ومحببة للكثير، فجاءت المعطيات والإجابات متشابهة من أغلب الموجودين داخل المحل فالجواب الذي التف الأغلب حوله هو أن "الكنافة" هي وجبة حلوة المذاق تركية المنشأ، حيث تعتبر من الوجبات الأقدم وجاء اسمها من كنف الفعل القائم بالارتباط أي التجانس بين الطبقات أي ما بين الجبنة التي تستقر بالداخل وما بين البصمة التي تغطي الوجنة من الجهتين.