قريباً تنتظر سينما "الشام" العرض الأول لفيلم يحكي حياة القديس بولس، فعلى أبواب "دمشق" وفي سمائها تكلّم الله وحول أكثر المضطهدين إلى قديس نذر نفسه لينشر هذه الكلمة في أنحاء العالم وتحت هذا العنوان انتهى تصوير المشاهد الأخيرة لباكورة أفلام مؤسسة "المحبة" المصرية ويحكي قصة "بولس" الرسول الذي كان سابقاً "شاول" اليهودي وهو من قتل ولاحق الشعب المسيحي وأتى إلى "دمشق" ليلقى مصيره ويتحول إلى أشهر من نشر الدعوة في العالم.

موقع "eSyria" التقى بالقائمين على العمل وأولهم السيدة الإعلامية "ميساء سلوم" والتي قامت بكتابة نص الفيلم وعن فكرته وبدايته كان الحديث التالي:

«يعتبر من أهمّ الأفلام التي تم صنعها في "سورية" خاصّة وأن القديس "بولس" يعدّ من أهم أعلام الديانة المسيحية وهو مهم بالنسبة لنا (كسوريين) ونحن الأحق من الكل بإنتاج فيلم له، كونه اهتدى على أبواب "دمشق" ومنها بدأ إيمانه بالديانة المسيحية ومنها نشرها في الأمم، وهذه الفكرة هي الأساس لقيام مشروع الفيلم وقد طرحت في عشاء عمل حضرته والدكتور "جمال مقار" صاحب مؤسسة "المحبة" والدكتور "هنري عون" المدير الإقليمي للمؤسسة وهو من لفت نظري إلى أهمية "دمشق" في هداية القديس "بولس" وبعد هذا الاجتماع قررت تحويل الفكرة إلى حقيقة وبدأت بكتابة نص الفيلم، فالعمل يعتبر عملا اعتبارياً ويحمل معانٍ روحية ومعلومات وثائقية وتاريخية هامة وهو مكتوب على جزأين:

السيد خالد الخالد "مخرج العمل"

الأول يتناول بداية رحلات "بولس"، والثاني من آخر الرحلات إلى إعدامه.

واعتمد كتاب التقليد "الشرقي" والكتاب المقدس "الإنجيل" كمرجع أساسي في كتابته وبما أن الفيلم وثائقي فإنه يتناول في طبيعته جزءاً يحكي القصة بمقاطع، وكل مقطع يتبعه حديث مصور عن المكان الأصلي الذي جرى فيه الحدث ولذلك ركزنا على ذكر تاريخ الأماكن وتصوير الحادثة في المكان الحقيقي لها لتكون بكامل المصداقية إضافة إلى أن الفيلم له عدة رسائل أولها رسالة السيد المسيح، ثانيها رسالة للإنسان، ثالثها أهمية "دمشق" في التاريخ والديانات السماوية».

الدكتور "جمال مقار" صاحب المؤسسة

وعن طاقم العمل فتابعت قائلة:

«الفيلم من إخراج السيد "خالد الخالد" وهو مخرج مهم وله أعمال مميزة والذي دفع إلى اختياره فيلم "رحاب" فهو علامة صادقة لفنيته وبأنه قادر على فهم رسالة الفيلم حالة وتفصيلاً بكونها رسالة للإنسانية تحوّل الزمن من زمن حرب إلى زمن حب، ويثبت أيضاً الأخوية التي تتميز بها سوريا والتعايش الجميل بين كل الطوائف».

السيد "محمود عز الدين"مدير الانتاج

وفي ختام اللقاء تحدثت بأن الفيلم ليس تجارياً وسيقدم لكل الفضائيات مجاناً وافتتاحه سيكون في سينما "الشام" بحلول عيد "الميلاد" القادم مع التمني بأن يشاهده أكبر عدد من الشباب لأننا بحاجة إلى الأمان ولمسة من الحنان في عصر النت.

الفيلم عكس صورة من التآخي كتابة، إخراجاً وإنتاجاً:

السيد "خالد الخالد" مخرج العمل الذي يعد سابع أعماله، وهو كان قد بدأ بمهنته من سنة (1990)

ومعه كان لنا اللقاء التالي:

«عندما وقع الاختيار عليّ واستلمت النص كان في البداية (80% وثائقي و20% درامي) لكنّه تحول بعد المناقشات والجلسات المستمرة مع كاتبة النص السيدة "ميساء" إلى (85% دراما و15% وثائقي) مع المحافظة على طابع "دمشق" التاريخي والأصلي في مشاهده كلها ليعكس هذه الصورة للعالم بأسره، ولهذا الفيلم إضافة لأهميته العامة أهميته الخاصة بالنسبة لي فمن خلاله تعرفت على "بولس" ورسائله وشخصيته المميزة والمثيرة للجدل وتعصبه النابع من شدة إيمانه وهذا كله بعد قراءتي "للإنجيل" المقدس، وزاد ذلك ثقافتي بالمسيحية والإسلام وأحسست أن روحا تعمل داخلي لتعطي الصورة الأفضل».

أما عن كادر العمل واختيار الممثلين فتابع قائلا: «العمل يمتد لحوالي الساعة والنصف وصوّر على مدّة (11) يوم، أما الاختيار فكان دقيقا جدا ومدروسا فالفيلم له معان ضخمة وعليه فإن انتقاء الفنانين له أهميته ولا سيما أن لكل شخصية فيه سمات ومميزات تحتاج لممثلين يملكون ولو القليل مما تملكه الشخصيات الحقيقية للعمل وأهم شخصية ألا وهي "بولس" أعطيت للممثل الشاب "قيس الشيخ نجيب" لما له من ملامح تحتاجها الشخصية (ورع، قسوة، تصميم، قوة، بالإضافة لأنه محبوب من الناس).

وباقي الشخصيات كانت كالتالي:

"عبد الرحمن أبو القاسم" "حنانيا الدمشقي"، "مالك محمد" "برنابا"، "نوار بلبل" الشهيد "استيفانوس"، "هاني الروماني" والي "قبرص"، "رياض نحاس" "غمالائيل" المعلم اليهودي لشاول

"نادين خوري" الراوية لأحداث الفيلم الدرامي، "ميساء سلوم" المقدمة للأحداث والمناطق التي جرت فيها الأحداث بشكل وثائقي

"فاروق جمعات" "يهوذا" تلميذ "المسيح" في دمشق، "تولاي هارون" زوجة "يهوذا"، "نصر شما" رئيس الكهنة اليهوديين، "شكيب مصطفى" مدير تصوير، "بيبرس جركس" مدير إضاءة، مدير الإنتاج السيد "محمود سعد الدين".

وختاما أضاف: «إن الفيلم موجه لكل الفئات والطوائف في مجتمعنا وفي العالم ككل وأتوقع حضوراً جماهيرياً واسعاً له وأن الفيلم وإن حقق (10%) فقط مما هو متوقع فهذا إنجاز بحد ذاته ويعني انصهاراً مسيحياً ومسلماً وعليه فإن إيمان كل مسلم باطل إذا لم يؤمن بالسيد "المسيح" ومنها تأتي أهمية الفيلم بالنسبة للجميع على حد سواء».

يعدّ الفيلم بحد ذاته إنتاجا ضخماً ومميزاً وهو من إنتاج مؤسسة "المحبة" وهي مؤسسة خدمية وأول مؤسسة للإنتاج الفني المسيحي في العالم العربي ومع الدكتور "جمال مقار" (دكتوراه في اللاهوت) صاحب مؤسسة المحبة للإنتاج الفني كان لنا الحديث التالي:

المؤسسة لها اسمها المأخوذ من رسالة "كورنثس (13)" وهي (المحبة) وحاولنا قدر الإمكان أن نحوله لشكله الفعلي وبكثير من النشاطات التي تخدم المجتمع ونحن نوزع الكتاب المقدس منذ عام (1997) بالمجان وهذه المؤسسة لها رأس مال وتعتمد أيضا على المتبرعين، والفيلم يعد الأول لمؤسسة الانتاج الفني في "سورية" والثاني في العالم فقد قمنا بإنتاج فيلم "المجدلية" بكل اللغات والذي صور في "أمريكا" بإخراج (لبناني-أمريكي).

في البداية كان المشروع لكتاب عن القديس "بولس" ثم تحول إلى فيلم وجاءت المصادفة أن تكون هذه السنة الذي سيطلق فيها تصادف ذكرى مرور الألفية الثانية لميلاد القديس "بولس".

فطرحنا الفكرة على الإعلامية "ميساء" فأحبت الفكرة كون القديس "بولس" آمن في "دمشق" و"سورية" هي الأحق بفيلم كهذا ومنه أردنا أن يكون كل شيء بالفيلم سورياً، من كادر العمل إلى المناطق التي صوّر فيها وأهمها: "تل كوكب، صيدنايا، الشارع المستقيم، بيت حنانيا، بيت يهوذا (في دمشق القديمة)"، أي الطرق التي مشى فيها "بولس" أما بالنسبة للمغارة التي مكث فيها فاستبدلت بأخرى في "صيدنايا" كون الأصلية غير مناسبة للتصوير بسبب سوء حالتها، هذا كلّه مع توثيق الفيلم تاريخياً(حسب الإنجيل المقدس)، ونحن الآن بصدد مونتاج الفيلم وإرساله إلى "الفاتيكان" ليتم الموافقة عليه ومن ثمّ عرضه في "أوروبة" والعالم.

ومن الجدير بالذكر أنّ الفيلم سينتهي بمشهد للقديس "بولس" بعمر الخامسة والستين وهو يسرد رسالة المحبة،

"بولس" هو الإرهابي المضطهد الذي آلم الكثير من الناس، آمن على أبواب "دمشق" وحمل رسالة "المسيح" وتألم لأجله من قبل الناس، هذه هي "دمشق" التي تحول الكافرين بقدرة "الله" إلى ممجدين لاسمه..